لا يخفى عليكم ان الحملة الدعائية للانتخابات في العراق اصبحت قريبة . والمواطن العراقي في حيرة من امره فمنهم قرر ان لا يشارك في الانتخابات خوفا من تكرار نفس الوجوه أو تكرار بعض الاخفاقات . ومنهم من يريد صعود وجوه جديدة تتسم بالمهنية والكفاءة العلمية حتى يكون وضع البلد في تقدم .
يرى بعض المراقبون ان بعض المناطق في العراق لازالت متأثرة بالولاءات القبلية الامر الذي يؤدي الى صعود من تنتخبه القبيلة او عشيرة ممثلا لها .لان ذلك باعتقادهم سيكون نصرا وفخرا لهم اضافة الى تلبية احتياجاتهم من الخدمات والوظائف . وهناك من يرغب بوجود رجال الدين في مصدر القرار نظرا لاعتقادهم ان هذه الطبقة تعتبر من المقربين لارائه ومعتقداته .
لكن الغريب في الموضوع ان الطبقة المدنية بجميع مسمياتها العلمانية والليبرالية وغيرها لا تستمد نجاحها من تلك المسميات بل تسعى الى كسب المؤيدين عبر برامج حكومية متنوعة قابلة للتنفيذ حال وصول اكبر عدد منهم . يبدو ان الشارع العراقي في حيرة من أمره هل سبجرب انتخاب وجوه وتيارات جديدة انطلاقا من مبدأ المجرب لا يجرب ؟ ام ان المجرب سيكون بمثابة امتدادا لاختيارات سابقة .. من وجهة نظري ان الشارع العراقي ومع مرور الوقت اصبح اكثر استيعابا وسيقرر من الذي يمثله في الانتخابات المقبلة .لان مصلحة البلد تتطلب اختيار من يريد ان يخدمه ويبني مستقبله ومستقبل الاجيال . لان البرلمان القادم سيكون امام تحديات جديدة منها اعداد وسن تشريعات تخدم المواطن العراقي خصوصا ان الدورات البرلمانية السابقة انشغلت بتعديل قوانين الدستور العراقي . كما ينتظر المواطن العراقي سن تشريعات تهدف الى تطوير النظام التعليمي والنظام الاقتصادي الذي يعتبر اهم ركيزة من ركائز بناء الدولة ووضع الحلول للقضاء على ظاهرة البطالة وازمة السكن وتفعيل وجذب الاستثمار . لذا سيترتب على المواطن اختيار صعب يجب ان يجيده حتى يساهم في النهوض والبناء وتطوير مستقبل بلده .