7 أبريل، 2024 10:07 م
Search
Close this search box.

انتخابيّاً : علامةُ استفهامٍ تتلوّى!

Facebook
Twitter
LinkedIn

إذ شهدتْ الآونة الأخيرة قيام الأجهزة الأمنيّة بإلقاء القبض على عددٍ ” غير معروف العدد ! ” من اشخاصٍ قاموا بتمزيق وإتلاف الصور واللوحات الدعائية المنتشرة في معظم اماكن العاصمة , والتي تعود الى بعض المرشحين للإنتخابات المقبلة . ولحدّ الآن فإنّه جهدٌ جديرٌ بالتقدير للقوات الأمنية ومفارزها على سرعة اعتقال هؤلاء ” الممزّقين ” واحالتهم الى القضاء, علماً أنّ ما سمعناه وقرأناه في هذا الصدد كان ضمن حدود العاصمة , ولم نطّلع على مثيلٍ له في المحافظات الأخرى , ودون ان يعني ذلك وجود او عدم وجود هكذا عمليات اتلاف وتشويه لصور المرشحين .

كما ولغاية الآن , تخرج وتنتهي عملية القاء القبض على اولئك المتجاوزين عن القانون ” عن عمدٍ مع سبق الإصرار ” , من ايدي الشرطة والإستخبارات والأجهزة الأخرى , لينتقل هذا الملف الملفوف بحيثيات الإبهام الى جهاتٍ اعلى .! , إنّما كيفَ ولماذا .؟ , وهنا يكمنُ ويتجسّمُ كيفَ لعلامةِ الإستفهامِ ان تتلوّى .! ” كما الطير يرقصُ مذبوحاً من الألمِ ” …

نلاحظُ هنا أنّ الحكومة او القضاء او كلا رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية وكأنّها لم تشأ الكشف والإعلان عن اسماء الأحزاب والكتل والتنظيمات التي تقف وراء الأشخاص الذين قاموا بتمزيق صور بعض المرشحين , او الذين كلّفتهم بهذه المهمّة ! وكم بلغت قيمة الأجر الذي دفعوه لأولئك مقابل هذا العمل المشين , ولابدّ ان يكون المنفذين للعملية من المنتسبين لتلك الجهات , وهو الأحتمال الأقوى والأرجح .! , وما يتّصل بذلك وبحرارة , فلَمْ يجرِ عرض صور ” الممزقين ” على القناة الفضائية الرسمية للدولة او فضائياتٍ اخرى , والتعريف بأسمائهم الكاملة وكلّ ما يرتبط بهم من تفاصيلٍ وحيثيات , بالإضافة الى عدم اجراء مقابلاتٍ متلفزة معهم , وكأنّه تستّرٌ مقصود او غير مقصود بهذا الشأن الشائن .!

ثُمَّ , وبفقرةٍ اخرى ذي صلةٍ متّصلة , فعلامَ وإلامَ لم يجرِ الإعلان والإعلام رسمياً عن أسماء المرشحين الذين تعرّضتْ صورهم للعدوان الغاشم من تمزيقٍ وتشويهٍ وتقليل وتقليص فرص ظهورهم أمام الجمهور !

إنَّ مثل هذا التعتيم الرسمي له مئةَ معنى ومعنى , وله اكثر من ذلك من مغزى , لدى الرأي العام العراقي , الذي يراد له إغماض الأبصار وإغلاق المسامع حول هذه القضية التي لا تستحق الحدّ الأدنى من الأدنى من كلّ ذلك , ولماذا هذه الخشية والخوف من احزابٍ ما او تكتلاتٍ سياسية تقف او تجلس خلف هؤلاء المخالفين , والذي ايضاً لا تنطبق عليه مقولة < لغايةٍ في نفسِ يعقوب > او Jacob .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب