A – من الطبيعي أنّ شريحةً كبيرةً من الجمهور سوف تقاطع الأنتخابات المقبلة وليس كأستجابةٍ لتوجيهاتٍ ونداءاتٍ من جهاتٍ ما تدعو الى اهمية وضرورة المقاطعة , فهذه الشريحة قد يكون نصفها او بعضها لا يمتلكون اية اهتماماتٍ بالسياسة وبالحُكم والسلطة مهما كان الحزب الفائز او الرئيس القائد , أما النصف الآخر منها فلا يؤمنون بهذه الأنتخابات ولا بما ستفرزه او اعادة ما فرزته سابقا , وهي على قناعة مطلقة أنّ العراق لن يعود الى وضعه الطبيعي سيّما في مجالات الأمن والأستقرار وتلاشي البطالة , وعودة الحالة الثقافية لتتبوأ منزلتها في المجتمع .
هنالك قاسمٌ مشترك يجمع بين نصفي او جزئي هذه الشريحة الجماهيرية , هو انها تمثّل او تتشارك فيها كافة طبقات الشعب وعلى كافة المستويات الثقافية والأقتصادية والأجتماعية , لكنّ التساؤل المبهمة اجابته او معرفته حالياً هو كم يبلغ تعداد هذه الشريحة الأجتماعية .! لكنه يقيناً انها لو كانت موحدة الصفوف وتحت قيادة وطنية ونزيهة , فكان لها أن تزلزل الأرض من تحت اقدام وبساطير احزاب السلطة . ومن المؤسف القول أنّ الشعب العراقي لم يعد ذلك الشعب الثائر كما كان , وبأستثناءاتٍ معتبرة !
B – على الرغم من أنّ المصطلح العسكري < تقدير الموقف > المستخدم في كافة جيوش العالم هو اصطلاحٌ قابلٌ للتطبيق في مجالات السياسة وفي طبيعة < توجيه الرسالة الإعلامية > ضمن دراسة الجوانب المتعلقة بِ ” المتلقي ” , ولربما امكانية التطبيق في ميادينٍ أخرى . وإذ نتعرّضُ هنا الى مسألة المرشحين للأنتخابات القريبة ومداخلاتها وسيّما ما حصلَ وما انفكّ يحصل من تجاوزاتٍ وتلاعبٍ ببطاقاتٍ انتخابية , وترافقها عمليات التسقيط السياسي عبر وساءل الإعلام ووسائل التواصل الأجتماعي
, وحيثُ سنستثني هنا المرشحين الجدد للأنتخابات والذين لم يشاركوا في دوراتٍ سابقة , ولم يُشغلوا مواقعاً سابقة في اجهزة الدولة المختلفة , لكنّ الحديث يتمحور هنا حول عددٍ من المرشحين الحاليين الذين يمتلكون خلفياتٍ سابقة في العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية او بعض المواقع القيادية الخاصة سواءً شاركوا في الترشيح في دوراتٍ انتخابيةٍ سابقة أم لمْ يشاركوا , فأمثال بعض هؤلاء يمتلكون تصوّرات تدنو وتكاد تلامس اليقين بأنّ صُورَهم ” المعنوية ” او الذهنية لدى الجمهور , فأنها مشوّهة وكأنها محترقة سياسياً ايضاً جرّاءَ ممارساتٍ سياسيةٍ مرفوضة على كلّ الصُعد .! , فلماذا يرشحون انفسهم امثال اولئك ويخوضون الحملة الدعائية – الأنتخابية , وينفقون عليها ما ينفقون .! ألم يحسبوها جيداً , ولمَ لا يلعبوها بجدارة وهم واثقون من الخسارة .! , لكنه بجانب او بموازاة الشره والنهم المادّي والسلطوي , فلعلّ أمراً غير منظورٍ سيقود وسيعود بهؤلاء الى قمة السلطة , وكأن الأنتخابات لم تكن وكأنّ لا أحدَ شاركَ فيها على الإطلاق .!