19 ديسمبر، 2024 7:15 ص

انتخابات نقابة المعلمين بين الواقع والطموح

انتخابات نقابة المعلمين بين الواقع والطموح

على الرغم من وجود تلك النقابات والتجمعات والجمعيات التي تعنى بالتربية والتعليم وتدافع عن حقوق المعلمين والمدرسين وهي معنية بالمساهمة وبالتطور التعليمي والتربوي اسوة بما معمول به في شتى الدول التي سبقتنا ، لكن تلك المسميات لم ترتقي الى ماهو مطلوب منها ومدون في انظمتها الداخلية وما ينص عليه الدستور وقانون النقابات والجمعيات .

مازال قطاع التربية والتعليم يعاني التخلف وعدم مواكبة مناهج وطرائق التدريس للدول المتقدمة ، والعقبة الكبرى هي نقص الابنية المدرسية وتداخل الاعراف العشائرية وتهديد الكادر التدريسي فضلا عن غياب الدافع الوطني لدى الاشراف التربوي وبقية الجهات الرقابية الاخرى بالأمس جرت انتخابات نقابة المعلمين المركز العام في بغداد وكان التنافس بأجواء ديمقراطية وحرية الاختيار ولكن الانتخابات لا تخلو من معوقات وتغيب قطاعات الاقضية والنواحي بحجة عدم ورود اسمائهم من هيئة المسائلة والعدالة فيما تساءل بقية المرشحين عن كيفية وصول اسماء دون غيرها ومن هو المسؤول عن هذا الخلل، او ربما يكون متعمدا لأبعاد تلك الاسماء التي تروم الترشيح والمساهمة في العمل النقابي خصوصا ان تلك المناطق تعاني الاهمال والحرمان ونقص الخدمات في اغلب مدارس هذا القطاع نتمنى ان يكون اشراكهم عن طريق تشكيل اللجان او التنسيق معهم لمتابعة احتياجات هذه القطاعات.

وبعد مخاضات عسيرة انبثقت هيئة ادارية جديدة سوف تدير اكبر نقابة للمعلمين في العراق ينبغي ان تعمل بكل جد واخلاص وتدافع عن اعضائها وتأخذ الحقوق التي ثبتت في الدستور خاصة ان المعلم لهو الدور البارز في تنشئة جيل واعي ومتعلم يسهم في خدمة بلده وشعبه وهو ولي العهد في المستقبل .

ان التقاطعات والخلافات والمصالح الشخصية الضيقة يجب ان تتجاوزها هذه الهيئة الجديدة وتعمل بعنوان الفريق الواحد وتمد الجسور التعاون والتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم العالي وتقدم البرامج والمقترحات والحلول للمشاكل المتجذرة التي تعاني منها قطاعات التربية والتعليم ويقع عليها استغلال كل الصلاحيات التي منحت الى المحافظات وفك ارتباطها مع المركز في بغداد وهذه خطوة بالاتجاه الصحيح التي تعمل عليها الدول المتحضرة ورقة “اصلاحات”   جديرة بالاهتمام في معظم بنودها ، الا اني ارى ان البند الاهم في اصلاح واقع التربية والتعليم هو ملف الابنية المدرسة وتطوير المناهج الدراسية ، نريد ان نتغلب على  لغة فقدان الأمل يجب ان نقضي على  سنّ اليأس الذي داهمنا مبكرا بسبب سياسة الوزراء الفاشلين والفاسدين للتربية والتعليم  .         

وحين كنا نزور العديد من المدارس وهي تقع في مركز المدن نرها خربة وتظم الآلاف من التلاميذ والطلاب  ولا تصلح لزريبة حيوانات مهدمه من كل شيء بعض الاحيان حتى من النفوس الضعيفة التي همها الاول  املاء جيوبها من السحت الحرام  من مصروفات التلاميذ اليومية  ولا تفكر بالمستوى الدراسي للطلبة وتقديم تلك العلوم الجليلة والانسانية ، والتي وصفت من قبل امير الشعراء احمد شوقي ،” قـم للمعلم وفـه التبجيلا … كـاد المعلم ان يكون رسولا”

ان التخصيصات المالية التي تستلمها وزارة التربية مطلع كل عام دارسي جديد كبيرة جدا ولكن لا توظف الى النهوض بالعملية التربوية وتطويرها وابسط الاشياء هي الامور الفنية والرياضية والنشاطات الاصفية التي تسهم في التشويق للدارسه وتنمية مواهب الطلاب بشتى المجالات وكان العراق متفوق فيها حتى مطلع الثمانينات نأمل ان نرى نقابة متماسكة وقوية ذات تأثير على اصحاب القرار توفر احتياجات المعلم والطالب وتستغل الموارد المالية والبشرية لهذا الغرض وتنهض بمهام عملها وتنفذ البرنامج الانتخابي التي وعدت به وهي لديها كل الامكانيات المادية والمعنوية والاستقلالية ولهم كل الموفقية .             

   [email protected] 

أحدث المقالات

أحدث المقالات