6 أبريل، 2024 11:04 م
Search
Close this search box.

انتخابات شكلية وحكومة سطحية

Facebook
Twitter
LinkedIn
مهما قيل ويقال عن شفافية ونزاهة الانتخابات التي جرت في العاشر من تشرين الاول فان الحقيقة التي تتأكد يوما بعد اخر ترسخ القناعة بان اية عملية انتخابية في ضوء هيمنة وتسلط احزاب المحاصصة هي شكلية ولن تنتج حكومة وطنية يمكنها ان تحقق مطالب الشعب المشروعة ..كما انها تؤكد ان سياسيي الصدفة ابعد ما يكونون عن الديمقراطية ..واذا كان من الطبيعي في الدول التي تحترم شعوبها ان تفرز الانتخابات برلمان وحكومة يمثلان ارادة الناخب ، فاننا في العراق لم نحصد من كل الانتخابات غير حكومات سطحية نفعية تمثل مصالح الاحزاب المحاصصاتية ليس الا .. لذا فان الخاسرين في الانتخابات ومنذ اعلان النتائج الاولية لها من قبل مفوضية الانتخابات ، اعلنوا رفضهم لهذه النتائج ليس حرصا على الديمقراطية بل من اجل ضمان حصولهم على مقاعد في الحكومة المقبلة وباقل الخسائر وعلى وفق منطق ” ما ننطيها ” .واذا اضفنا الى كل ذلك المقاطعة الشعبية الواسعة ونسبة المشاركة الضئيلة التي لا تتجاوز العشرين بالمائة ، برغم ما اعلنته المفوضية عن نسبة غير حقيقية تتجاوز الاربعين بالمائة قليلاً ، نقول اذا اخذنا هذا الامر بعين الاعتبارلادركنا صحة وسلامة دعوة ابطال انتفاضة تشرين الداعين الى تشكيل معارضة وطنية فاعلة للعملية السياسية الكسيحة والمشلولة لانقاذ الوطن مما هو فيه من اوضاع مزرية سياسيا واقتصاديا وامنياً واجتماعياً ..وما حدث قبل ايام في قرى المقدادية من جرائم وحشية استهدفت الابرياء من المواطنين لم يسلم منها حتى الاطفال والنساء والشيوخ   وما تبع ذلك من حرق منازل واستهداف المساجد وتجريف يساتين واحراقها وحملات النزوح الجماعية للعوائل التي تشير التقديرات الاولية حتى يوم امس انها بلغت 250 عائلة ، يدلل على ان لاقانون يحمي المواطنين ولا حكومة ولا اعضاء مجلس نواب ولا سياسيين يمكنهم تحقيق الحد الادنى من حقوق الشعب وهو توفير الامن والاستقرار ..ناهيك عن ما سببوه جميعا من تدمير لكل شيء جميل في العراق ..صورة سوداوية نعيشها منذ الاحتلال الى اليوم حيث الفساد نخر جميع مفاصل الدولة وما زال المواطن يدفع الثمن غاليا جراء ممارسات احزاب السلطة جميعها وزعمائها وازلامها من دون استثناء اي واحد منهم ..فالجميع يتحملون مسؤولية الاوضاع المتردية في العراق .. لانتوقع خيراً بوجود احزاب المحاصصة وليس هنالك من تغيير حقيقي الا بادامة زخم انتفاضة تشرين فهي وحدها الكفيلة بازاحة السياسيين الفاسدين ومحاسبتهم فما عدنا نمتلك الكثير من الصبرفننتظر سنوات اربع عجاف لن تكون افضل من سابقاتها ..ما افرزته الانتخابات المبكرة من نتائج وما تشهده الساحة من صراعات بين احزاب السلطة المحاصصاتية تدفعنا كمواطنين الى توحيد صفوفنا تحت راية وطنية هي انقاذ العراق وتوفير الدعم لثوار تشرين الابطال وبغير ذلك نبقى ندور في حلقة الانتخابات الشكلية وما تفرزه من حكومات سطحية ..ولا يغير الله قوم حتى يغيروا انفسهم ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب