23 ديسمبر، 2024 2:52 م

انتخابات دولة ديرة عفج

انتخابات دولة ديرة عفج

مع قرب الجولات المارثونية للانتخابات بدأت اصطفافات ما يسمى بالساسة العراقيين (عذراً اشباه السياسيين) والذين تمكنوا عبر استغفال الناس والزمن حيث ركبوا على اكتاف الشعب وللأسف بتوجيه بعض المرجعيات والتي اتعقدت في البداية ان ما توصي بهم هم الاصلح لكنها وجدت انها وقعت في اخطاء جسيمة عندما تنادت مع العامة مطالبة بسن الدستور على علله واخطاؤه وكذلك الدعوة لانتخابات من هم الاصلح ولست ادري من هو  الاصلح.
واذا كانت بعض المرجعيات تعتقد ان الاصلح هو الملتزم بالمذهب والطائفة والولاية لممثلي المرجعيات فانها وقعت في خطأ جسيم حي فصلت الجسم العراقي عن بعضه اذ ان مواصفات الاصلح هي الوطنية , التضحية , العفه , الشرف , التحصيل العلمي , النزاهة وهذه بطبيعة الحال يمكن ان تأتي لانسان ربما لا يكون متديناً او مسلماً او مسيحياً بل تأتي نتيجة قوة الوعي والثقافة المشذبة بكل ترهات الحياة.
ومن هنا نستطيع القول انه لا يمكننا والحالة هذه ان نعول على ارادة هؤلاء الحكام الذين نهبوا شباك الدمار والقتل والفساد في ارض العراق هؤلاء الساسة الذين يتنابزون ويتصارعون ويتخندقون بخنادق الطائفية والعمالة لا يمكن لهم رفع ناصية العراق بعد ان ارتضوا لانفسهم افعالهم وخسة تصرفاتهم.
ومهما تعددت افكارهم وبرامجهم فهي لن تستطيع انجاب وضع ينقل العراق من حالة الفوضى العارمة في ظل ضعف الوحدة الاجتماعية والتماسك الوطني كونهم لا يعرفون رسم خارطة طريق او لوحة جديدة بل انهم قادرين على ابتداع الوسائل والطرق التي تساعد على بقائهم اكثر فترة من الزمن ولا يهم ماذا يحدث وماذا يجري ومهما تعددت صفوف الفوضى والقتل.
نعم ان ذلك يذكرنا بفضوى ديرة عفج لا بل ان ديرتنا العراقية ضربت النموذج الاكبر في العالم بازدواجية السلطة وازدواجية الساسة.
والسؤال الذي يثار بين الاونة والاخرى كيف الخلاص وما السبيل نعم وعلى الرغم من تعقيد الوضع الا ان الشعوب ولودة دوماً لا وضاعها وللرجال الحالمين بالنهضة والتجديد.
ان شعب جنوب افريقيا كل قبل نيلسون مانديلا اكث عذاب واكثر تخلف الا ان اصطفافه مع افكار مانديلا استطاع ان يعبر بر الامان ويأتي بدولة نموذج للتآخي والسلام والسبب هو توفر حسن النوايا والتخلص من لغة ان الافضل.
اننا في ديرتنا العراقية لا يوجد من هو الافضل سواء بالدين او المذهب او الطائفة او الفكر او السياسة الا من حيث ان تتوفر كل هذه الفرضيات في شخصية الانسان المجردة والتي تجعل صورة الانسان الموقدة هي المعيار الطبيعي للتطور العام.
انا نحن اذا نظرنا الى الواقع الانتخابي الجديد فنقول ان حليمة ستعود لعادتها القديمة وان الوضع سيبقى كما هو عليه الا اذا انعم الشعب على نفسه بقوة الرفض واستطاع ان يختار من هو الاصلح وطنياً!