منذُ بضعةِ ايّامٍ غزت مسامع الرأي العام في العراق , كلمات السيد حاكم الزاملي ” التيار الصدري – رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق في البرلمان – ” في تصريحٍ شبه مفصّل ادلى به لوسائل الإعلام , حيث كان ابرز ما ورد فيه : < اذا ذهبت الوزارة ” رئاسة الوزاء ” لغير التيار الصدري فإنّ الإنتخابات ستعتبر مزوّرة ! > , التصريحُ هذا يفترض مسبقاً أنّ الأصوات الأنتخابية للكرد وللسُنّة ستكون ذاهبةً بشكلٍ مباشر الى التيار الصدري ! , كما انّه يفترض ” استباقياً ” أنّ الأصوات الإنتخابية للأحزاب الشيعية الأخرى وفصائلها المسلحة , سوف ترشّح مرشّح التيار الصدري لرئاسة الوزارة بدلاً من ترشيحِ قياداتها .! , وذلك وفقاً لمتطلبات تفكيك مفردات تصريح الزاملي < ومع اعتذار عن مفرداتٍ طائفيةٍ وعرقيّة وردت في الحديث > .
وبعد ذلك وخلال الأيام القلائل التي مضت , وعن كثبٍ شهد المجتمع والشارع العراقي استعراضاً كثيفاً ومسلّحاً لسرايا السلام التابعة للتيار الصدري في العاصمة وعددٍ من المحافظات , وكأنّ الإستعراض كان تأكيداً وتعزيزاً لتصريح الزاملي وعرض قوّة وتأثير التيار . وبغضّ النظر عمّا ذكره السيد مقتدى الصدر في مؤتمره الصحفي الأخير والذي برّرَ فيه أنّ ذلك الأستعراض المسلّح كان لدعم القوات الأمنية الحكومية .
وإذْ قطعاً لسنا هنا بصددِ ” تجسيم ” تفاصيل وجزئياتِ ما وردَ وما جرى نشرهُ بنطاقٍ إعلاميٍ واسع , والذي هو مجسّمٌ اصلاً وفق الأبعاد الإعلامية وسواها كذلك ,
وفي الواقعِ ايضاً , وحتى لو لم نُشِر بشكلٍ غير مباشرٍ الى بعض هذه الأبعاد , لكنّ الأكثر والأشدّ اهميةً وربما خطورةً ايضاً .! , هو اذا ما قامت بعض احزاب الإسلام السياسي الأخرى وفصائلها بأستعراضاتٍ مسلحةٍ اخرى ” وربما اوسعَ نطاقاً – نوعياً وكمياً ” ليسَ كمحاولةٍ منافسة لسرايا السلام فحسب , او لإثباتِ حضورها ومدى تحكّمها بالساحة العراقية , كما مدى تأثير القوى الأقليمية على ذلك , والمفترض وقوعه وربما قريباً جداً .! , لكنّه إذَنْ فما فائدة إشراف ومراقبة دول مجلس الأمن الدولي على الإنتخابات المقبلة .! , وكأنّ لا فرق بين حضورٍ او عدم حضورٍ للفريق الدولي المراقب .!
منْ زاويةٍ خاصّةٍ للغاية ! فَمِنْ حقّ الرئيس بايدن أن لا يتطرّق ولا يذكر أسم العراق في كلّ تصريحاته وخطاباته ومؤتمراته الصحفية منذ اليوم الأول لتسنّمه زمام السلطة في البيت الأبيض , ولغاية الآن ! , ولا عتبَ او لوم لأيٍّ من دول الجوار فيما يحدث من استحداثٍ لمقدّرات العراق, لكنّه مُوَجّهٌ لمن باعوا شرف العراق .!