5 نوفمبر، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

انتخابات الاقليم… والعقل الجمعي

انتخابات الاقليم… والعقل الجمعي

 بينما اتجول في الاقليم من محافظة الى اخرى باحثا عن ما يميز الانتخابات في اقليم كردستان عن غيرها في العراق (كوني مختص في هذا الجانب) استطيع ان اقول للقارئ الكريم انك حيثما تكون في اربيل اوالسليمانية اودهوك تجد نفسك في جو انتخابات مملوء بالحيوية والتفاعل والمعنويات العالية والدفع الجمعي للمشاركة في الانتخابات ولا تجد او تسمع الطروحات السلبية التي تتجه عكس التيار الديمقراطي …
وهذه الحالة هي ايجابية قلما تشهدها بقية المحافظات العراقية وهذا واضح من نسب المشاركة المرتفعة والتي وصلت الى 74% تقريبا في التصويت العام و93% في التصويت الخاص الامر الذي يوضح ارتفاع نسبة الوعي لدا الناخب الكردي باهمية العملية الديمقراطية واهمية المحافظة عليها …..
او قد يوضح زاوية اخرى والتي لا اميل لها كثيرا وهي السيطرة التامة للقيادات السياسية العاملة في الاقليم على العقل المجتمعي للاكراد وتوجيههة بشكل يتلائم وتطلعات الكتل السياسية وهنا تكون السيطرة للاقوى في هذا الجانب خاصة وان اغلبية الناخبين الاكراد هم الى اليوم ابناء العشيرة والقرية وهم الرجال المسلمين البسطاء وان الناخب منهم دائما يتطلع الى من يقوده ويوجههة وان القيادات الرمزية قد احبكت الغزل حوله وكونت جذور ما يسمى بالدولة العميقة التي تجاوزت حدود المؤسسات الى الدخول بعمق في صناعة شخصية المواطن الكردي من خلال طرح مجموعة من المفاهيم والتاكيد عليها بصورة مستمرة بمناسبة وغير مناسبة الامر الذي صارت لدا المواطن البسيط من المسلمات والضرورات الحياتية التي ان انقطعت عنه سيذهب هو للسؤال عنها …
ولك في المغازلة الدائمة لاقامة الدولة الكردية مثلا فالمواطن الكردي مسلوب الارادة في تفكيره في هذه المفردة تحديدا…فلو سأل نفسه ما الذي يفتقده كمواطن كردي مقارنة بابناء العراق عموما؟؟لا يجد اجابة …فهو يتمتع بكل المقومات القومية ولم ينافسه عليها احد …بل انه في حال…افضل بكثير من كونه دولة مستقلة بذاتها  …
او لك مثل اخر في المظلوميات التي عانى منها الكرد من النظام البائد فبالرغم من انها اقل بكثير مما عاناه ابناء الشعب عموما الا انها اصبحت قضية يعاد تكرارها وذكرها في كل حين وتبنى السياسيات المحلية والدولية على اطلالها
هذه وغيرها من المفردات صار الشعب الكردي يشربها يوميا حتى تغلغلت في تركيبة جيناته الوراثية فصار المواطن البسيط يتحدث بها مع نفسه دائما  ويناقشها مع زوجته واطفاله فصارت ثقافة موروثة …ولكونها اهداف عليا فستجد المواطن الكردي يبحث عن القوي الذي يستطيع ان يحققها 
وهذا نجاح كبير استطاعت ان تحققه القيادات الرمزية في الاقليم ويحسب لها اذا ما نظرنا للامر من زاوية العمل السياسي ومستلزمات الانتشار او من زاوية السيطرة على العقل الجمعي في المجتمع الكردي وتوجيهه…وهي ايضا من مقومات العمل السياسي الذي انتهج في العراق  سواءا في المركز او في الاقليم حيث ان الاحزاب العاملة في الساحة السياسية العراقية تسعى الى بلورة صورة في ذهن الناخب العراق المستهدف ضمن الرقعة الجغرافية التي هي هدف كتلة سياسية بعينها في ان تكون هذه الصورة قريبة جدا مما تمتلكه هذه الكتلة من بضاعة سياسية تسوقها للجمهور …والتي قد لا تمتلك غيرها ….
فالذي بضاعته النظرة الطائفية الضيقة يستهدف الجمهور بافكار مضلومية الطائفة والسعي للمحافظة عليها وكذلك الذي بضاعته القومية يسعى مثل صاحبه اما الذي بضاعته المصالح الشخصية يسعى دائما الى ركوب الموجة في فترة الانتخابات …وليس بمنفردين نحن في العراق عن محيطنا الاقليمي في هذا او منفردين عن دول العالم الثالث ….فالجميع ينتهج نفس المنهج الا ما شاء ربك ……مختلفين في ذلك عن العالم المتحضر حيث بناء ايدولوجيات الاحزاب بما يتناسب والحس الوطني الذي يجمع الجميع حول مائدة (الشعب اولا)

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات