حيثما تكون في العراق …تتكررامام ناظريك صور بعينها … وشعور لا يفارقك انك محاط بنفس الوجوه مهما اختلفت المضاهر الطبيعية من حولك واختلفت الاصوات او اختلفت الشعارات السياسية او الدينية ….ذلك لان الشعب واحد والتاريخ واحد ومواصفات المعايشة اليومية والمعانات والماسي هي واحدة ايضا ……… وبذلك ستكون الاحلام والامنيات والافكار والتطلعات هي واحدة ايضا… وتنحصر جميعها في الخلاص من الظلم والتهميش وعدم الاستقرار الامني والبحث عن الاستقرار الاقتصادي والخدمات البسيطة والرفاهية والحياة الكريمة ووو…. والتي اجملها الله تعالى في سورة قريش عندما قال جل في علاه (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف )) أي ان الحياة لا تتكامل الا بجناحيها (الامن والاقتصاد) …كل هذا وغيره يشترك فيه العراقيون جميعا من أي ارض في العراق كانوا .ولا يغرك بعض المضاهر الشكلية في بعض المحافظات فان حصلوا على شيء فسيفقدون مقابله اشياء كثيرة وستبقى المعادلة متزنة…
لذلك فان ابناء شعبنا الكردي هم لا يبتعدون عنا كثيرا في مقومات شخصيتم التي تشكلت بشكلها الحالي نتيجة معانات الاربعة عقود السوداء التي انقضت فعندما تتحدث مع أي منهم تشعر وكانك تتحدث مع ابن بغداد او ابن الناصرية او الانبار او البصرة لا يختلف عنك في شيء سوى شعوره النسبي في الاستقرار الامني
وبما اننا نتحدث عن انتخابات اقليم كردستان التي تم إجراؤها في الحادي والعشرين من أيلول (سبتمبر) وشارك فيها 19 كيانا سياسيا تنافس فيها (1120) مرشحاً للحصول على 100 مقعد من مقاعد البرلمان فضلاً عن 11 مقعد للكوتا تنافست عليه الأقليات بشخصياتها وكياناتها السياسية فاننا وبمراجعة بسيطة لمجريات الانتخابات التي حصلت في الاقليم اثناء الحملة الانتخابية واثناء العملية الانتخابية التي جرت في التاريخ المذكور سيتحصل لنا في النهاية ان الشكل العام للانتخابات في الاقليم قد تبتعد كثيرا عن انتخابات المركز من ناحية انواع الخروقات القانونية ولكنها تقترب منه من ناحية الاخطاء الفنية في المنتج المعروض مع تطور في بعض المضاهر
ولكي نتعرف على التطور الفني للحملات الانتخابية في الاقليم قمنا بزيارة ميدانية وجولة واسعة في محافظات الاقليم وبعض نواحيه وقراه مع متابعة لوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروئة الناطقة باللغة الكردية او القنوات الفضائية العربية اتضحت لنا كثيرا من المؤشرات الايجابية والسلبية من الناحية الفنية في المواد المعروضة في الحملة الانتخابية كالمنتجات الطرقية مثل الملصقات والفلكسات والبوسترات واللافتات والاعلام والحبال …..او في المواد المنتجة فنيا كالدعايات التلفزيونية والمقاطع الصوتية والاعلانات الصحفية …او في التجمعات الجماهيرية والخطابات والاحتفالات ..
وقد حدد نظام الحملات الانتخابیة رقم 6 لسنة 2013 حدود عمل الحملات الانتخابية وسن لها نظامها الخاص بها ووضع لها الانظمة القانونية التي تحد من التجاوز على هذا النظام وانطلاقا مما تقدم سنقوم بعرض بعض ماتميزت به حملة الاقليم الانتخابية من النواحي الايجابية والسلبة والمخالفات القانونية.
فمن المميزات المهمة التي تميزت بها هذه الحملة الانتخابية :
1. ان حبال الاشرطة الملونة او مايسمى عرفا (بحبل الغسيل) قد ملأت الشوارع والساحات بالوانها البراقة
2. التركيز على التلفزيون والدعايات ونقل الاحتفاليات اكثر من أي اداة من ادوات الحملات الانتخابية الاخرى
3. كثرة الاحتفالات الميدانية في الشوارع والساحات وكثيرا ما تنصب السرادق الطويلة لادارة هذه الاحتفالات
4. لكل قائمة جمهورها الثابت الامر الذي لم نلاحظ تغيرا كبيرا في اصوات كل قائمة خارج نطاق ماهو متوقع ما عدا زيادة اصوات قائمة التغيير مع انخفاض اصوات قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني وهذا طبيعي حيث ان اصوات الاخير ذهبت الى التغيير كون التغيير قد ولدت من رحم الاتحاد
5. لا يركز الناخب الكردي على مشروع القائمة وهو ابعد ما يكون عن هذا …حاله في ذلك كحالنا نحن في المركز
6. جمالية التصميم في لوحات الفلكس والبوستر
7. عدم استخدام الصمغ(الغرة) في تثبيت البوسترات على الجدران والاعمدة بل يستخدم الشريط اللاصق ..الامر الذي يسهل ازالته
8. التركيز دائما على اللون الذي تعتمده القائمة فاللون الاخضر الخاص بحملة الاتحاد الوطني الكردستاني كان موجودا في كل مفردة في الحملة الانتخابية الخاصة بالاتحاد ومنها في الاغاني التلفزيونية والسبوتات حيث تلاحظ التركيز على الجبال الخضراء وملابس النساء ذات اللون الاخضرحتى المرشحات يرتدي بعضهن اللون الاخضر ونفس الحالة تجدها في اللون الاصفر الذي اعتمده الحزب الديمقراطي الكردستاني او الجوزي الخاص بالاتحاد الاسلامي وهكذا
9. عدد كبير من سيارات الاجرة والسيارات الخاصة وحتى سيارات النقل والباصات ساهمت بتثبيت شعارات واعلام الكتل التي تؤيدها
في نظام رقم 6 لعام 2013 تم معالجة المخالفات القانونية للحملات الانتخابية في الاقليم وقد ثبتت المفوضية بعضها وايضا منظمة تموز ادرجت بعض الخروقات وندرج ادناه بعض مالاحظناه :
1. بعض اللوحات الدعائية قد ثبتت على اللوحات المرورية وقدغطت الدلالات المرورية بشكل كامل
2. تثبيت عدد من اللوحات على جسورالمشاة
3. تعرض عدد قليل من اللوحات الى ضرر متعمد ومقصود وقد لاحظت بنفسي تجوال عدد من الاشخاص ليلا لتمزيق لوحات الاتحاد الوطني
4. عدد ليس بالقليل من المواطنين وخاصة في السليمانية لم يتمكنوا من الانتخاب بسبب عدم ورود اسماؤهم في السجلات
5. عدم رفع بعض اللوحات من الشوارع العامة بعد الانتخابات
6. تاشير عدد من حالات التزوير في الانتخابات
7. قطع الشوارع الرئيسية للاحتفالات الامر الذي يعرقل حركة المرور
8. ممارسة بعض المحتفلين لبعض مضاهر العنف من خلال الاعتداء على المارة او الاعتداء على المحتفلين من الكتل الاخرى واحيانا المشاجرة ورمي الاطلاقات النارية وقد قتلت سيدة من السليمانية واسمها روباك عمر في احدى الاحتفاليات وايضا فان هناك ثلاث قتلى في مواجهات في السليمانية بين المتضاهرين مع عدد من الجرحى
9. اغلب الرسائل ترتكز على القضية القومية ومصير الكرد المستقبلي
10. استخدام بعض الابنية الخاصة بالدولة لاغراض الاعلانات وتذكر منظمة تموز استخدام المساجد لاغراض الدعاية في اشارة الى تصرف فردي لاحد المرشحين
اما الاخطاء التصميمية والفنية فقد لاحنا انها قليلة ولكن ما ثبت من اخطاء هو مشابه لبعض الاخطاء الفنية التي ارتكبت في تصميم اللوحات في انتخابات مجالس المحافظات التي اجريت مطلع العام الحالي علما اننا سجلنا في حينها اكثر من 18 خطا تصميما تم رصده في مقال سابق
1. لاحظنا ان صور بعض المرشحين في البوستر والفلكس التقطت بوضع لم يكن صحيحا فبعضهم وضع كفه الايمن على كفه الايسر ووضعهما جميعا على صدره في حالة واضح فيها التكلف وكانه يقلد حالة التكتيف في الصور وهي الحالة التي يذهب اليها الشباب المرشحين عادة
2. ظهور عدد من المرشحين في حالة عبوس اثناء التصوير
3. عدد من اللوحات كانت غير واضحة بسبب اخطاء في الاختيارات اللونية او اخطاء في الطباعة
4. وضع اللوحة في موقع مغطى بالاشجار
5. نلاحظ كثافة في تعليق اللوحات في مناطق معينة بشكل مبالغ فيه ومناطق قريبة منها مهملة بالوقت الذي يمكن استغلالها بشكل يؤدي نفس الغرض
6. تعليق لوحات موازية للشارع بحيث لا يمكن ملاحظتها الا عند الوقوف امامها
7. نصب لوحة امام اخرى وبمسافات متقاربة بحيث تغطي على اللوحة التي خلفها
8. وضع اللوحات في مواقع اعلى من مستوى النظر الطبيعي فلا يتم ملاحظتها من قبل الجمهور
9. وضع اللوحات على جدران شبه مهدمة اوقذرة