19 ديسمبر، 2024 12:43 م

انتحار أمرأة عاشقـــــة

انتحار أمرأة عاشقـــــة

من ذاق طعم الحب ترك الرقاد الى غير رجعة ، وأبى ان يكون إمعة لهذا أو ذاك مـــن سائر عبــــاد الله ، وأختار أن ينزوي بيـــن ذكريات مــن العواطف المصحوبــة بالدمع الغزير ، لذا نجـــد أن العشاق من بين أسرع الباذلين للدمع غيير مكترثين لما سيصيب عيونهم من رمد بل حتى العمى ! وهذا ما حصل فعلا للعاشق القديم السيد خليل غيـــــــر المعروف من الكثيرين ، لكنه يعرفني منذ سنوات عدة حين كنا طلابا فــي ثانوية الجمهوريـة ببغداد ، وخليــــل هذا هادئ الطبع قليل الكلام إلا معي ، فهو لايثق حتى بنفسه حين يتعلق الأمر بأفشاء سر مدفون بين الضلــــوع . ذات يوم زارني في بيتي وهو يحمل أوراقا مليئة بالرسائل الملونة الجميلة ، جلس بجانبي وطلب فنجانــــــا مــن الشـاي الثقيل جدا ليتمكن من ( تعديل ) ذاكرته المليئة بالحزن البعيد وهو يصارع عبرات تكسرن بصدره النحيــل قلت له :
ماسر هذه الزيارة يا صديقي ؟ مجرد أن سمع سؤالي بدأ بالبكاء الذي يحثك على البكاء لو كنت حجرا جلمـدا ، لـــم أستطع حبس دموعي وانا أرى ما يجري امامي ، رويدك يا صديقي هلا أخبرتني ما وراءك وما سر البكاء المفاجئ هذا أمجنون انت ؟ قال : نعم انا مجنون رسمي حين سمحت لنفسي أن يخرج سري لمن لايقــدر ثقتـي بـه ! فالبكاء سببه سر أم أسرار عدة ؟ يا صديقي لقد عرفتك كاتما للسر فما الذي جرى ومن الذي تمكن من الدخول الى موطــن الأسرار والاطلاع على ماخفي منها ؟ سحب علبــة السكائــر فأشعل سيكارة وأخذ يرتشف منها حتى أحترقت عيناه من الدمع ، أعقبها بثانية ، وحيـن أراد أن يشعل الثالثة منعته …. حيلك حيلك ! أخي عمر السيكارة ما كانت حلا أنما هي أم المصائب أسألني عنها فهـــــي رفيقتي منذ أعوام .. والآن قل لي ماوراءك ؟ قال : كلمة فلتت من لساني دون قصد مني أمام أحدهم الذي كنت أظـن أنه صديق تبين فيما بعد أنه قريب من لمى ، ومن هي لمى ؟ قال : هي حبيبتي منذ شهرين ربطني بها حــب عفيف اتفقنا أن نزور أهلها بعد يومين من أجل خطبتها ، لم اكن أدري إن سعدون هو إبن خالتها وكان يحبها حبا جما لكن لمى كانت تصده بشده وترفض ان تكون حليلة له ، أسرع سعدون فأخبر خالته أم علي بقصتي مع إبنتـــها .. لــــم تصدق المرأة ما سمعت .. هرعت الى زوجها فأخبرته بما سمعت من ابن أختها سعدون . كان أبــــو علي عصبـــي الطبع شديد جدا لن يتفاهم في مثل هذا الأمر . صاح بصوت أهتزت له أرجاء الغرفة لمــى ما هـــذا الــذي أسمــع .. أصحيح هو ؟ قالت : نعم يا أبي وأهله سيأتون غدا لخطبتي !! ثارت ثائرة ابـو علي فأشاح بوجهه صوب سعدون قائلا : أما زلت تريدها زوجة لك ؟ قال بكل خســـة ودناءة : نعم !! إذن سيكـــون الزفاف يوم غد وأنا أتكفل بكــــل شئ قالها ابو علي وقد أذاق لمى انواعا من الضرب والأهانة … وحين سمعت لمــــى خبر زواجها مــن غريمهـــــا سعدون ركضت صوب المطبــخ وألقت عليهــا زجاجــة من الكاز ثم أشعلت النار بنفسها … ساد الهرج والمرج في البيت حاولوا إطفاء النيران لكن دون جدوى ، بعد حين حضرت عجلة الأسعا ف ولكن السيف سبـــق العدل . سلمـت الروح وهي تدافع عن حبها … بكيت جدا لبكائه ووعدته أن تكون الحكاية ضمن حكابات السفر عبر المحال وستجد طريقها الى الناس ليتعلموا درسا في الحب وكتمان الأسرار حتى عـــــن أقرب المقربين ، لأن من كتـم سره فاز فوزا عظيما .. رحم الله ( لمى ) وتولاها برحمته التي وسعت كل شئ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات