( الجلاد لم يولد من الجدار, ولم يهبط من الفضاء. نحن الذين خلقناه, كما خلق الانسان القديم الهته)
وتُعاد المهزلة بنفس الاسلوب وبشعارات والوان واسماء مختلفة, السراق انفسهم, والقواويد ذاتهم, ونفس البغايا والمختلسين والشواذ والجهلة, الوجوه التي قتلت الأمل, وزرعت المأسي والاحزان بكل بيت فقير لا سقف له سوى السماء.
مضحكة هي الانباء التي اوردت أسماء الاحزاب الجديدة بزعامة وجوه قديمة لم نرى منها سوى الفقر والموت الجماعي والانحدار التعليمي والتخبط الاقتصادي واعدام احلام الشباب, الجيل الجديد الذي ينشدونه بشعاراتهم الكاذبة, الشباب وطاقاتهم التي اصبحت تُباع بسوق العبيد وبالمزاد العلاني لمن يدفع اكثر ليستخدمه في عملية التسويق الانتخابي والترويج الفيسبوكي.
اليوم, المهزلة بحجم اكبر, انها ذات المسرحية التي شاهدناها في الاعوام السابقة, نفس اللصوص الذين يتقاذفون بعضهم بعضعاً بأسوء العبارات الجارحة المخجلة نهاراً, ويلتقون ليلاً في ……. ليتبادلوا قبل الحب وجمل الاشتياق واحاديث المشاريع التجارية المنسوبة لاشخاص مستقلون ظاهراً وممتلكة للسراق باطناً.
لو سأل سائل عن اموال تمويل المشاريع الانتخابية لكل حزب او شخص يدعي الاستقلالية, فبأي كذبة سيرد اللص “السياسي”؟ على ما يبدو لي ان المساحة لهذا السؤال غير متاحة في قاموس الصحفيين والاعلاميين خصوصا اولئك الذين باعوا ذممهم لاجل شراء رضا الحاج او السيد.
وبما ان الانتخابات المقبلة “محورية ومهمة جدا” حسب قول احدهم , فلا بد لنا ان ننتحب, اقصد, ننتخب. لكن الامر المحير هو اي سارق سنتخب, واي لون من السرقة “نحن” نحب, فكل خيارات السراق موجودة وبماركات مكفولة وبضمان لمدة اربعة سنوات قابلة للتجديد لاربعة اخرى في حالة اختيارنا لنفس السارق.