23 ديسمبر، 2024 2:49 م

انبياء ام حفنة من المجرمين ؟!

انبياء ام حفنة من المجرمين ؟!

ما زال الاختلاف قائما في كون الانبياء معصومين ام غير معصومين؟,
وهل عصمتهم مطلقة تشمل جميع امور حياتهم ام عصمتهم محددة في تبليغ الرسالة وما يوحى اليهم ؟.
وهل عصمتهم تشمل حياتهم قبل البعثة (قبل ان يكونوا انبياء) ام عصمتهم قبل وبعد ان يصبحوا انبياء؟.
لقد قص علينا القران الكريم قصص عن اخطا ارتكبها بعض الانبياء ,بعض هذه الاخطاء كانت يسيرة كادعاء موسى انه اعلم الناس  فارسل الله اليه العبد الصالح (الخضر) ليعلمه بان هنالك من هو اعلم منه( الشيعة يدعون ان الاعلم يجب ان يكون هو الامام,وفي قصة موسى مع الخضر كان موسى هو الامام مع ان الخضر كان اعلم منه!,وكان سليمان اعلم من ابيه داود كما في الاية (( وفهمناها سليمان)) ورغم ذلك كان داود هو الامام ,وهذا يسقط نظرية الشيعة بان الامامة تكون للاعلم).
 واخطاء اعلى  كفرار يونس من قومه وعدم صبره على الدعوة ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَات..)).
وهنالك اخطاء للانبياء سماها  القران معصية كقوله في حق ادم  (( وعصى ادم ربه فغوى)).
وربما يسال الانسان نفسه: لماذا قص علينا القران اخبار تثبت وقوع الانبياء في الخطا؟.
وقد اجاب الحسن البصري عن هذا السؤال بقوله: ” إن الله لم يقصص عليكم ذنوب الأنبياء تعييرًا منه لهم ، ولكنه قصَّها عليكم لئلا تقنطوا من رحمته “. اي حتى لا نظن بان الوقوع بالخطا يخرج الانسان من الايمان,فقد وقع بتلك الاخطاء من هم في منزلة الانبياء.
لكن المحصلة هي اعتراف الحسن البصري بان هنالك “ذنوب” للانبياء !.
و اذا صح امكانية وقوع الانبياء في “الذنوب”, فما هو مستوى “الذنب” الذي يمكن معه للنبي ان يكون نبيا؟.
ومحور الحديث والتلميح هنا عن قصة نبي الله يوسف ,فمن يستمع لسورة يوسف يعجب من المعاصي والذنوب التي اقترفها ابناء يعقوب حتى ليكاد احدنا يقول : هل فعلا هؤلاء انبياء ابناء انبياء ام حفنة من المجرمين والقتلة؟.
ففي قصة يوسف يورد لنا القران مجموعة اخطاء و”ذنوب” و”جرائم” ارتكبها اخوته تبدا تلك الاخطاء بـ:
اجتماع الاخوة على “حسد” يوسف ((إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ )),
ثم ارتكاب اثم الغيبة حين وصفوا ابوهم  بالضلال فقالوا ((إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)),
ثم العزيمة على ارتكاب “جريمة” القتل حيث قال  بعضهم ((اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ)),
ثم التحول من القتل الى “الخطف” ((قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ )),
ثم التعذيب وتعريض نفس بريئة للتهلكة ((وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ)),
ثم الوقوع في حرمة “الكذب” حيث ادعوا لابيهم انهم سيحفظونه وهم قد اسروا مكرهم به ((أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)).
ثم الكذب على ابيهم حين قالوا له بان الذئب قد اكل يوسف ((وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْب)).
اي ان ابناء يعقوب قد خططوا لقتل اخيهم ثم خطفوه ثم عرضوه للتهلكة ثم الكذب على ابيهم والادعاء بالبراءة!.
بالله عليكم هل مثل هذه الافعال تصدر عن انبياء ابناء نبي احفاد نبي ؟.
 اختلف البعض في صحة كون ابناء يعقوب انبياء فعلا ام لا, حيث لم يرد في القران ما يدل صراحة على انهم كانوا انبياء ,فقال البعض انهم لم يكونوا انبياء ,وقال البعض كانوا  انبياء واستدل بقول الله تعالى (( إنا أوحينا إليك كما اوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورًا )).
حيث قال البعض ان الاسباط هم اولاد يعقوب وقال البعض غير ذلك.
لكن وبغض النظر عن كونهم انبياء ام غير انبياء,الا ان الثابت هو انهم اولاد نبي (يعقوب) واحفاد نبي (اسحاق) وجدهم الاكبر نبي (ابراهيم)واخوة نبي (يوسف)  .
فهل يصح ان تصدر كل هذه الذنوب و”الجرائم” من اشخاص ولدوا في عائلة كلها انبياء ؟.
وهل تصدر كل هذه الذنوب من هؤلاء وهم الذين  نقول في التشهد بحقهم “اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم”؟.
يقول القران في بداية سورة يوسف ((لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ)), وقد نكون نحن من ضمن “السائلين” حين “نتسائل” عن اسباب ايراد القران لاخطاء وذنوب اولاد يعقوب وبهذا الشكل الفاقع والغاية من ذلك ؟.
احد اهم النقاط التي يمكن ان نستنبطها من هذه القصة كما وردت في القران هيى ان كونك من عائلة صالحة ( الاب والجد والعمام صالحين بل وانبياء) لا يعني ذلك ان يكون الاولاد صالحين ايضا ولن يعصمهم ذلك من ارتكاب ابشع الجرائم ,وهل هنالك جريمة ابشع من قتل “غلام” مثل يوسف او خطفه او رميه في البئر؟. وقد وجدنا دليل ذلك الاستنتاج من نص القران الكريم حين اخبرنا ان ابن نبي الله نوح كان من من “الظالمين”.
اما اذا كان ابناء يعقوب انبياء,فان الاستدلال يقول بان النبوة لا تعصم من الوقوع بالذنوب بل وارتكاب ابشع الجرائم ومنها التخطيط للقتل والخطف.
وعند هذه النقطة تحديدا قال البعض ان ابناء يعقوب ارتكبوا تلك “الجرائم” قبل ان يوحى اليهم بالنبوة ولم يكونوا انبياء حينها , ولذلك قالوا ان عصمة الانبياء تبديء بعد ان يوحى اليهم بالنبوة, ويستشهدون على ذلك بارتكاب موسى لجريمة القتل قبل ان يٌبعث نبيا حيث قتل ذلك المصري ((وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)).
وهذا المفصل تحديدا هو ما اردت ان اصل بكم اليه!.
فاذا افترضنا صحة هذا القول من ان عصمة الانبياء لا تبتديء الا بعد ان يوحى اليهم بالرسالة والنبوة ,كما في حادثة قتل موسى لذلك المصري.
واذا افتر ضنا جدلا بان آل البيت (علي والحسن والحسين وباقي الائمة) يملكون العصمة باعتبارهم “اوصياء” حسبما يدعي الشيعة, او حتى لو اعتبرناهم اعلى منزلة فقلنا انهم  “انبياء” او “رسل ” او حتى لو افترضنا جدلا انهم من اولي العزم من الرسل .
فهل عصمة ائمة اهل البيت عصمة مطلقة تبتديء معهم منذ خلقهم ام تمنح لهم بعد ان يُعينوا ائمة؟.
بمعنى هل يولد الامام معصوما ام يكتسب العصمة بعد ان يصبح اماما؟.
بمعنى اخر هل كان الحسين معصوما منذ ان ولد ام اصبح معصوما بعد وفاة اخيه الحسن وانتقال الامامة اليه؟.
اذا قلتم بان عصمة الائمة تبدا منذ ولادتهم,فيعني هذا انهم افضل من نبي الله موسى لان عصمته ابتدأت بعد ان اصبح رسولا والدليل ما ذكرناه اعلاه,ومن المعلوم ان نبي الله موسى اعلى منزلة من ائمة اهل البيت لانه رسول ومن اولي العزم وقد اجمع الشيعة على ان الرسل من اولي العزم اعلى منزلة من ال البيت.
وهذا يعني ان عصمة الامام تبتدئ بعد ان يُعين اماما ,وهذا يعني ان الامام يمكن ان يعصي او يذنب قبل او يصبح اماما.
بمعنى اخر ان بالامكان ان يرتكب الحسين اخطاء وذنوب قبل وفاة اخيه الحسن.
وهنا نطرح السؤال السابق وهو :
ما هو حجم الخطأ او الذنب او المعصية التي يمكن للامام ان يرتكبها قبل ان يصبح اماما وقبل ان يصبح معصوما ؟.
هل يكتفي بأ”اللم ” من الذنوب كالغيبة او الحسد ام ان يمارس الكذب والنميمة والزنى ؟.
ام تراه يمكن ان يرتكب ابشع من ذلك فيرتكب جريمة القتل كما فعل نبي الله موسى قبل مبعثه؟,
او ان يمارس جريمة الاختطاف كما فعل اولاد يعقوب؟.
واذا كان اولاد يعقوب وهم انبياء واولاد نبي واحفاد نبي قد خطفوا واوشكوا ان يقتلوا اخاهم الاصغر,فهل يمكن ان يكون الحسين قد قتل او خطط لقتل احد اخوته ؟.
هل دار في خلد احد من قبل مثل هذه الاسئلة المنطقية ؟.
اذا كان الشيعة يستشهدون بفساد زوجة لوط وزوجة نوح على  فساد زوجات النبي,فلماذا لا يستشهد اهل السنة بفساد ابن نوح وخطايا ابناء يعقوب على أخطاء اهل البيت؟.