تسارع الأحداث و تطور المواقف السياسية المحلية و الدولية بدأ يكشف حقائق لها جذور و شواهد في واقعنا العراقي لشخصيات سياسية و دينية تجيد التلون و الانبطاح وفق مبدأ الانتهازية , و يحتل مقتدى الصدر موقع الصدارة و قدم السبق في الانتهازية و التلون و الانبطاحية, و دعوته الأخيرة في لقائه مع وزير الدفاع يوم السبت 14/2/2016 في النجف لدمج تشكيلات الحشد ضمن وزارتي الدفاع و الداخلية تأتي في هذا السياق الذي عُرف به مقتدى الصدر. فمقتدى الصدر لا يعير أهمية للتضحيات حتى تضحيات أتباعه بقدر ما يهتم بالمكاسب السياسية المتمثلة بالمناصب الحكومة البرلمانية و الوزارية فبالأمس القريب و بالرغم مما ورط فيه أتباعه في مواجهة القوات الحكومية في عهد حكومة المالكي الأولى و خصوصاً صولة الفرسان في البصرة و غيرها من المحافظات و التي أدت إلى مقتل المئات من أتباعه و اعتقال الآلاف الذين لازالوا في سجون الحكومة فضلاً عن هروب آخرين مطلوبين للحكومة التي نصفها لمقتدى و يحتل فيها حاكم الزاملي رئيس أهم لجنة وهي الأمن و الدفاع النيابية دون اكتراث لمصير أتباعه المعتقلين,لكنه سرعان ما عاود ليدعم تولي المالكي الولاية الثانية ليحصل على المناصب الوزارية في حكومته مع بقاء أتباعه في سجون حكومة المالكي . و اليوم يعاود الكرة في التملق لحكومة ألعبادي الذي أعلن عن قُربْ التعديل بالتشكيلة الوزارية و ذلك من أجل ضمان حصته في التعديل المرتقب , دعوة مقتدى الصدر لدمج تشكيلات الحشد في وزارتي الدفاع و الداخلية قابلها و بالمباشر و على الفور تصريحات النائب في كتلة بدر و القيادي في الحشد الشعبي السيد كريم ألنوري الذي أعلن فيها رفضه لتلك الدعوة و أنها دعوة تخص سرايا السلام التابعة لمقتدى فقط و أن باقي التشكيلات غير معنية أو ملزمة بذلك كون الحشد الشعبي انطلق من صلب فتوى صادرة من مرجعية عليا وعملهم وفق العقيدة التي دفعتهم إلى ذلك . هذا الرد الصريح و الشجاع و الجريء من السيد كريم ألنوري جاء في وقته لحفظ تضحيات أبناء الحشد و قياداته و على رأسها السيد هادي العامري المعروف بتاريخه الجهادي قبل وبعد التغيير و هو ما أثبته الصراع مع تنظيم داعش الإرهابي الذي لم يفارق فيه السيد هادي العامري و باقي إخوته في بدر ميدان المعركة ومن أول يوم لصدور فتوى الجهاد في وقت كان فيه مقتدى الصدر و قيادات كتلته كتلة الأحرار منشغلين بتقاسم كعكة المناصب الحكومية . لذلك نوجه الدعوة لمقتدى الصدر بالكف عن التعرض للحشد و عليه أن يوفر نصائحه و أراءه لنفسه و كتلته و سراياها لان قيادات الحشد رضعت التضحية و الجهاد في وقت كان مقتدى لازال جنينا في بطن أمه و عليه أن يعرف حجمه ولا يتجاوز حدوده .