~استغربت كثيرا من تصريحات مبطنة، وتعليقات على صفحات الفيس، وتغريدات على تويتر لسياسيين عراقيين تنتقص من تحرير الأنبار إلى درجة أن البعض استكثر أن ينسب هذا العمل البطولي للجيش العراقي، قائلين: إن القوات الأمريكية هي من حرر الرمادي، في حين نحن نعرف جيدا أنه لا توجد أية قوات قتالية تعود للولايات المتحدة على ارض المعركة، وإنما من يمسك الارض هم فقط ابطال جهاز مكافحة الأرهاب، وقوات الجيش العراقي، وقوات الرد السريع، والشرطة الاتحادية وعدد من افواج طوارئ الرمادي ومتطوعو العشائر، واقتصر الدعم الأمريكي على الإسناد الجوي وتقديم الإستشارة، والمعلومة الى قواتنا في ساحة الميدان.
الشيء الملفت أن صفحات الفيس بوك التي تعود لبعض الشخصيات المتضررة من هذا النصر الكبير لجيشنا يبحثون على الحجج والأعذار وتقديم التبريرات للتقليل من التقدم الكبير لابطال الجيش العراقي في جبهات القتال كلها.
وبعضهم أشار إلى أن انبطاحية العبادي لن تحرر شبراً واحداً من ارض العراق وانه رجل ضعيف منقاد للآخرين، ونحن نقول لمن يردد هذا القول بغض النظر عن الملاحظات التي نتحفظ فيها على اداء السيد العبادي: إنه في مدة رئاسته لمجلس الوزراء تحقق الكثير من المنجزات، فيكفي في عهده تم إسترجاع ما يقارب50% من الاراضي التي سلمها غيره إلى الدواعش من دون قتال، ومعها اسلحة تكفي لتمويل دول وليس دولة.
انبطاحية العبادي خففت من الشحن الطائفي بفضل تجنبه الخوض في مثل هذه الموضوعات عبر وسائل الإعلام، مما انعكس على زيادة اللحمة الوطنية، كما ان انبطاحيته حولت الصراع الكردي مع الحكومة الاتحادية، إلى صراع داخلي بين الاحزاب بعدما توضح لهم ان حكومة بغداد، لا تسعى لاستفزاز الشعب الكردي، وانما تنظر اليهم على انهم جزء مهم من جمهورية العراق وبقاؤهم ضمن الاتحاد الفيدرالي يصب في تماسك البلد ويعزز من مكانته الدولية.
وأسمح لنفسي بالقول: إن اصحاب هذا المصطلح سيندمون على وقوفهم ضد ابطال الجيش العراقي الباسل في تحريره مدينة الرمادي، وقريبا سيصابون بالسكر والضغط وربما بالزهايمر، لان الشهر المقبل سيشهد تحرير مناطق جديدة، واندحار كبير للدواعش في العراق، وسيزداد الأمن في بغداد، لاسيما بعد انحسار التفجيرات التي كانت تحصل في عهد الحكومة السابقة.