23 ديسمبر، 2024 3:59 م

انا وسعد البزاز و”بير عليوي”

انا وسعد البزاز و”بير عليوي”

من بين العشرات إن لم أقل المئات من القنوات الفضائية يصعب الفصل بين سعد البزاز وقناة الشرقية. في المجالس الخاصة حيثما يذكر البزاز تذكر الشرقية وبالعكس. العام الماضي وجدت نفسي طرفا في نقاش تناول الشرقية ومؤسسها سعد البزاز. النقاش تداخل فيه العام والشخصي. ومن هذه الزاوية تطرقت الى بعض مما اعرفه من مزايا ابي الطيب الشخصية في اطار تجربتي الاخيرة معه في قناة “الشرقية” على مدى سنتين (2004 ـ 2006). أحد عمال الخدمة ممن سمع حديثي تعاني ابنته الصغيرة مرضا عضالا وجدها فرصة في أن يجعلني موضع إختبار طالما أتحدث عن هذا الرجل بما لايعرفه الكثيرون عنه, طالبا مني التدخل لدى البزاز في المساعدة. شعرت بالحرج مرتين. مرة لانني تحدثت عن علاقتي بابي الطيب من زاوية راها الاخرون بانها تسمح لي بالتدخل. ومرة لان علاقتي به شبه مقطوعة منذ تركي العمل بقناة “الشرقية” عام 2006.

بعدد تردد وجدت نفسي أهاتف صديقنا المشترك وفاء داود سلمان في مقر عمله بالنقاة في دبي راجيأ إياه عرض هذا الطلب على أبي الطيب. عشت حالة صراع بين أن يجري فهم الطلب على انه شخصي (بمعنى يعود لقريب لي) وبين الحالة الصحية المتردية لهذه الطفلة التي لاتربطني بوالدها أية صلة . بعد اقل من ساعتين جاءني الرد عبر وفاء .. “ابو الطيب يسلم عليك هواي ويقول يامر ابو علي” فشملت الحالة ببرنامج “خيرات رمضان”. قبل شهور تكرر الأمر لكن على منوال آخر هذه المرة. بثت “الشرقية” سبتايتل يتناول شخصية سياسية كبيرة لشان بدا وكإنه شخصي. وللمرة الثانية اجد نفسي “متورطا” برفع طلب الى ابي الطيب مع فارق استثنائي هذه المرة . ففي المرة الأولى أبدوا محقأ لاسباب إنسانية بحتة على الاقل, بينما في هذه المرة تخطيت حدود ما هو مقبول الى ما لا يقبل الا اذا فهم بنية حسنة. وهكذا كان. بعد اقل من ساعة جاء الجواب من وفاء مع العبارة نفسها “يامر ابو علي” ورفع السبتايتل.

قبل ايام تكرر الامر مع صباغ احذية هذه المرة في حي المنصور. وبما اني اتردد عليه بين اونة واخرى وجدته هذه المرة في غاية الحزن والكآبة. راح يحدثني والدموع تغالب عينيه عن حالة إبنه الصغير المريض بالقلب الذي تركه في المنزل دون دواء. اغلقت امامه كل الابواب وبدا يفكر بعرض كليته للبيع. سمحت لنفسي

بالحديث نيابة عنه مع ابي الطيب عن طريق الصديق الوفي وفاء . وفي غضون اقل من ساعة على محادثتي الهاتفية جاء الجواب سريعا من ابي الطيب مع الجملة ذاتها “يأمر ابو علي”. عدت الى الرجل مسرعا حاملا البشرى. لا مفاجأة في العنوان في مثل هذه الحالات في عراق اليوم.. ” منطقة المعالف ـ التجاوز” بلا زقاق ولا رقم دار. ولما سالت الرجل عن اقرب نقطة دالة الى منزله المكون من الجينكو قال “بير عليوي”. إستعدت حديثي عن مزايا سعد الإنسانية العام الماضي فوجدت اني لم اقل حينها وقبل تكليفي اياه باي شئ غير كلمة حق اردت بها حقأ. بعد تسع سنوات من تركي العمل في قناة “الشرقية” لم يتغير شئ عند ابي الطيب على مستوى علاقاته مع اصدقائه القدامى وانا منهم حيث تمتد العلاقة الى آواخر سبعينات القرن الماضي. المسالة ابسط بكثير مما نتصور.. فرقتنا السنون .. وجمعنا “بير عليوي”.