قبل 3 سنوات تقريبا واثناء زيارتي الى مدينة كركوك قابلت في مدينة اسطنبول احد التركمان من ميسوري الحال رفض ان اذكر اسمه, وبعد ان خضنا الحديث عن كركوك والسياسة وحال التركمان ومستقبلهم عرض علي فكرة بناء نصب كبير لشهداء التركمان في ساحة المصلى في كركوك شبيهة بالتي تم انشاءها في منطقة (كيجي اوره ن ) في العاصمة التركية انقرة , وطلب مني بان استفسرعن الكلفة الكلية للنصب, وفعلا سافرت الى كركوك وعرضت الفكرة على احد المقاولين واتصلت بالشخص ووافق سيادته على تحمل الكلفة كاملة.
وايمانا مني بان اللذين ضحوا بدمائهم ومناضلينا ممن قضوا زهرة شبابهم في سجون ومعتقلات النظام الصدامي حاضرة في وجداننا وضمائرنا ومطالبون في الوقت نفسه باعادة جزءا يسيرا من حقوقهم علينا اما باقامة نصب تخلد ذكراهم او شارع او مدرسة او مستشفى تحمل اسماءهم وفاءا منا لتضحياتهم ولنعزي من خلالها انفسنا اولا واهاليهم وذويهم ثانيا .
ففور وصولي لكركوك قمت بالاتصال بالاخوة المسؤولين التركمان للاستشارة حول الموضوع فابلغوني بان مجلس المحافظة بمجلسها ومحافظها معنيين بالامر, فاتصلت بالاخ حسن توران وكان انذاك عضوا في المجلس , فابلغني ان نصب الهياكل ممنوع نصبها في المدينة , فقلت انها ليس هياكل بل نصب تذكاري باسماء الشهداء واننا بامس الحاجة لنصب نستذكر من خلاله شهدائنا التركمان ولا اريد اي عون مادي , فكان رده ( يا قره ناز ان ذلك سيفتح لنا ابواب كثيرة لا نستطيع غلقها لان القوميات الاخرى سيقومون بنفس العمل).
فقلت يا استاذ ان شوارع كركوك وخصيصا المناطق الكردية مملوءة بصور وهياكل شهداء الاكراد وفي النتيجة استنتجت من كلام سيادته بانه لا يعير اهتماما للمشروع ويرفض الفكرة , فانهيت المحادثة شاكرا اياه على حسن الاصغاء.
في اليوم التالي قررت ان اطرق بابا اخر وعسى ان القى من يصغي الي لاحياء الفكرة بما فيها خير للمصلحة القومية لشعبنا التركماني , فاوصاني رفاقي بان اعرض الفكرة على السيد نجاة حسين عضو مجلس المحافظة .
وفعلا ذهبت الى زيارته في مكتبه في مقر المجلس الاعلى الاسلامي وللشهادة استقبلني بحفاوة بالغة وعرضت الفكرة عليه مؤكدا باننا لا نطلب اي دعم مادي وان مواطنا تركمانيا مقيما في تركيا يرفض البوح باسمه يتكفل بمصاريف النصب كاملة ,فرحب سيادته بالفكرة وطلب مني مهلة يومين لمقابلة محافظ كركوك وكان انذاك السيد عبد الرحمن مصطفى, وبعد يومين زرته فقال لي ان المحافظ لم يكن في مكانه, فرجوت من سيادته الاستعجال بالامر لان وقتي قصير واريد ان ننهي العمل باسرع وقت ممكن واكره المراجعات المملة والبدون جدوى
فقبل ان اخرج من عنده, استوقفني سيادته ضاحكا ليسرد لي قصة الرجل الذي ذهب للنجار لعمل مهد لطفله المولود ,, وكل مرة يراجع النجار يشرح النجار له قصة وهمية وحجة يقنع الرجل , وهكذا مرت الايام والسنين ولم يكمل المهد
وبعد فترة جاء رجل اخر للنجار وتسائل عما اذا المهد قد إكتمل ؟؟
فاجابه النجار .. الم يكبر الطفل لحد الان؟.؟؟
فاجابه الرجل . انا الطفل وقد كبرت
فاريد المهد لمولودي الجديد….
ودعته مبتسما متمنيا ان لا ان اصبح كهذا الرجل ولا ان يصبح سيادته كالنجار.
و بعد اسبوع اتصلت بسيادته لاستفسر فابلغني بان الفكرة ليست عند المحافظ بل لدى رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك, فاستبشرت خيرا لانه عضو في المجلس ولدينا 6 اعضاء في المجلس ويستطيع مقابلة رزكار بدون صعاب ويعرض عليه المقترح ونبدا بالمشروع.
وانتظرت شهرا كاملا ولا يمر يومين الا ان اتصل بسيادته ولكن في المحصلة النهائية ومع الاسف اقتنعت بان المهد لا يكتمل في عهدي وحولته الى ابني, واخذت دور والد الطفل والسيد نجاة دور النجار ولم احصل منه على اي نتيجة وعدت خائبا الى اوروبا اجر الحسرة والاسف لعدم تحقيق المشروع .
واذا سأل سائل لماذا اعرض على الرايء العام هذا الموضوع اليوم وقد مر عليه 3 سنوات ؟؟؟
فاقول لانني قرأت بالامس بيان صدر عن محافظة كركوك فحواه بانه تقرر الشروع بتشييد نصب لشهداء الكرد الفيليين في كركوك
نعم نعم لا تستغربوا , نصب تذكاري لشهداء الفيليين ..
واين؟.؟؟؟ في كركوك..
وكما ورد في البيان العمل على تخصيص قطعة ارض في كركوك ايضا لانشاء مركز ثقافي للكرد الفيليين
نعم لا تستغربوا تخصيص قطعة ارض!!!!!
وعندما طالبت اعضاء مجلس المحافظة عن سبب تلكوءهم في تخصيص قطعة ارض سكنية ل 7 من المناضلين التركمانين ممن قضوا 20 عاما في سجون صدام بالرغم من صدور امر وزاري, تحججوا بان البلدية لا تملك اراضي كافية
واتسائل هل عثرت البلدية اليوم على اراضي لكي يتم انشاء مركز ثقافي للكرد الفيليين؟؟؟
مع ملاحظة بان فكرة المشروعين جاءت على هامش اجتماع محافظ كركوك نجم الدين كريم مع وكيل وزير الثقافة الاتحادية فوزي الاتروشي يوم الاحد 1 من شهر الجاري اي قبل يومين .
فمن حقي اليوم ان اسال جميع اعضاء الكتلة التركمانية وعلى راسهم السيد حسن توران بصفته رئيسا للمجلس,, لماذا التركمان يمنعون من نصب تذكارية لشهدائهم في مدينتهم , ويسمح لنصب لشهداء الفيليين في مدينة لا توجد فيها اكراد فيليين الا بالعشرات؟؟؟
واسال السيد نجاة حسين هل سمع الخبر وماذا تكون ردة فعله؟؟؟
وهل سياخذ دور النجار مع الفيليين,ام سيصنع المهد قبل مجيء المولود وبالسرعة المطلوبة ؟
مع اعتزازي وتقديري لجميع شهداء العراق ومن جميع القوميات والطوائف.