لم يكن في قريتنا مسيح لكني قرأت عن المسيح , ونعم ما قرات . ان لهم في كل زاوية من زوايا الوطن الممتد عبر الحدود عبر اخاديد الطين والحجر لهم حجر لهم قبل ان يكون الوطن حجر, وعندما قفلت لبغداد كانت جارتي في الدرس سمراء من قوم عيسى ضللها الجمال فبانت مثل بنات البصرة ساحرة بلون الارض ورائحة الاديم, وكان جاري من جهة القبلة, يوسف وكان صديقا ,عالما ,محبا لكل الفضائل, سائرا في سبيلها, وعندما كان الوطن موضعا من اكياس تحت الارض وفي اقصىها ,كان سركون طباخ الامر , امر اللواء , فاي شواء واي نكهة للطعام ما كان يطعم الامر اكثر مما يطعمني وكان امر حرس السجن جلال دخو شمعون فاي معاملة انسانية كان يلقوها سجناء الوحدة منه واي حنو لديه, وكان مسئول المفرزة الطبية جوتيار جمع بين الكردية والمسيحية فكان مثالا يحتذى وسيرة للتندر احيانا. وبعد المواضع كانت بيوتهم ,رحبة مزينة بالمسابح , صيرورة الانسان الاولى الماء, ما كانت زواية في البيت الا وتشهد انه العراق.
وعندما جاع الوطن في السنين العجاف كانت هداياهم في كل عام تتناقل الفرحة , فرحة سنة اتية لاريب تحمل الخلاص, ان يحيى الوطن من جديد, ولم يبخسوا انفسهم او الناس أشيائها كانوا ابواب مفتوحة ونفوسة مرحبة وكلمات مهلهلة ما ظل في اروقة بيوتهم من كتاب الا واطلعوك عليه وما ظلت منظمة اغاثة الا واستنجدوها دونكم الوطن ….. اكلته السنين العجاف.
وعندما أضحى الوطن بركة دم وبحيرة اسوار يتفنن فيها القتلة ويتبادلون البطش كانت حصتهم مثل كل العراق بحيرة حمراء واسماء وتواريخ بدات قبل سيدة النجاة واستمرت تنزف صورا وعناوين لاسماء لاترحل ابدا ان فيها رائحة الوطن.
في كتب تاريخ بلاد ما بين النهرين الارض التي علمت العالم النور والكلمات.. كانوا هنا وبقوا وسيظلون حتى يرث الله ارضه… لان الوطن فسيفساء ملتهب اشعاعا وفكرا وليس لهذا الفكر ان يستعمر غير هذه الارض ولان لغة الدم فانية وغمامة الضيم منقشعة فان الوطن في كل عام يلد المسيح.