23 ديسمبر، 2024 9:05 ص

انا لأنني انا …..تهدم انا لأننا …. تبني

انا لأنني انا …..تهدم انا لأننا …. تبني

اوبونتو (او , بون , تو) هي كلمة افريقية تعني الانسانية للأخرين , وهذا المعنى وهذه الثقافة هي ما ينقص العالم اليوم (مع الاسف الشديد) وتحديدا الشعوب والمجتمعات التي ترتبط بالدين ظاهرا , فجميع الاديان السماوية تعمل وفقا للمؤدى الذي يحتويه الشق الثاني من عنوان هذه المقالة (انا لأننا) وهذا يعني الانصهار التام من اجل رسالة ما وهدف ما يخرج من دائرة الفردانية الى دائرة العموم والغير والمجتمع والاخر والفهم الصحيح لمعنى الحياة الايجابية التي تستند الى طابور من المبادئ والقيم الانسانية لذا لا نجد فيلسوفا او مفكرا او باحثا او عالم لاهوت او مختص بالتكنولوجيا او مختصا باشكال الفن , انطلق في مجال الابداع ضمن تخصصه الا ونجد في داخله تقزيم للأنا الداخلية , بهذا التقزيم هتف موسى الكليم وعبر منظومة من السلوكيات تعبر عن وصوله الى مرحلة الصفر المطلق حيث اصبح بكله للغير , وبهذا التقزيم بات محمدا (ص) ترجمانا ليقين السماء ورفع الحيف عن الفقراء مع ما عرض عليه من ملك وجاه ومنصب ومال ضخم , وبهذا التقزيم منح اينشتاين سائقه صفته كاينشتاين وابدع للوجود النسبية, وطابور الامثلة بهذا الصدد طويل جدا جدا , فالمهم ان تكون انت لا لأجلك انت بل لأجلهم باختلاف مشاربهم وعقائدهم وثقافتهم واديانهم , فأنا لأنني انا تهدم روحي , تهدم ديني , تهدم بلدي , وهذا ما يحصل في عموم بلادنا العربية ومنها العراق , فالسياسة اليوم مثال حي وصادق لفحوى شعار (انا لأنني انا) (وهنا لا اقصد الميل الى التفرد والتخصص الذي اصبح هو المطلب الاول في شؤون الحياة كما يشير سبنسر في نظريته ) ونتيجة لهذه السياسة زادت طوابير الارامل والثكالى واليتامى والجرحى في اجسادهم وقلوبهم , وايضا من نتائج هذا الشعار اصبح مالنا عرضة للسلب والنهب من قبل اولئك الذين ينظرون لهذا الشعار في سلوكياتهم وايضا بات تراثنا يستهان به , لذا علينا جميعا الرجوع الى شعار بناء الانسان الموجود في دواخلنا جميعا شريطة ان نفسح له المجال بالتنفس والخروج الى حياة التطبيق اليومي .