23 ديسمبر، 2024 2:57 م

“\u0627\u0646\u0627 \u0637\u0627\u0626\u0641\u064a “

“\u0627\u0646\u0627 \u0637\u0627\u0626\u0641\u064a “

لاننا اقصائيون إلى حد فاق المعقول، لان ذواتنا مضخمة بالماضي المطرز بالخرافات والافتراضيات والكذب والتحريف لاننا مازلنا نقدس التاريخ قبل عقلنته، لان الديمقراطية ثوب عريض وطويل على عقولنا، لاننا لانجيد احتواء المختلف ولانفقه الحوار ونغمس في الجدل العقيم، ولاننا لانفرق بين الرأي وصاحبه الا بالشعارات والورق، لذلك نحن اقرب إلى الطائفية من حبل الوريد، فالاغلبية تريد ان تقصي الاقلية، والاقلية تريد أن تقتل الاغلبية وبين هذا وذاك ينتشر ايدز الكراهية المقيت بلا ملل، كلا الفريقين يريد أن يعيش بوحده دون رؤية الاخر معه مشاركاً في بناء البلد ومتقاسماً لخيراته، وتبقى الحقيقة الثابته أننا نعيش في وهم السلطة وملذاتها، فجمهور الاغلبية وقاعدته لايختلف كثيرا عن جمهورالاقلية، كلاهما اسرى عقول شيطانية مولتها دول اقليمية تسيرهما نحو المجهول ولا تصل للمعلوم بصلة، الحكيم في هذا الزمان من يتمكن أن يحفظ عراقيته أمام اعصار الطائفية، فليس عيبا ً أن تنتمي لطائفية معينة، لكن العيب كل العيب أن تزيح الطائفيةالشعور بالوطن وان تكون هي المعيار في بناء الدولة.

المفهوم الشائع أن الهيجان الطائفي ينتج تفكيرا اقصائياً يجتث ويُبعد الاخر المختلف أن لم يقتله، بعض المرشحين الطائفيين راج سوقهم هذه الايام مع قرب الانتخابات النيابية المقبلة التي افرزت غالبية سياسية تعود جذورها لطائفتها لا لوطنها،الديمقراطية العرجاء هي تلك التي تركز على الوتر الطائفي وتغني للتاريخ لا للمستقبل، والنائب الفاشل الذي لا يدير وظيفته بمهنية عالية يبحر في مركب الطائفية .

الحقيقة الاخرى التي لامناص منها أن بُنية المجتمع العراقي وتركيبته ساعدت على انتشار عطر الطائفية والتعمق بها، بدأت من تمرين الاطفال على مصطلحات طائفية من خلال تعويدهم على متابعة وسائل اعلام طائفية وانتهت بمسلسل القتل الطائفي الذي شهده العراق خلال السنوات الماضية، لامجال للذين يؤمنون أن العيش المشترك بين العراقيين سوى لبس ثوب الوطنية العملية،والشعور بالانتماء للوطن كله لا للجزئه، ابعد الله عن العراقيين ايدز الطائفية وامراضها وخلصنا من المتطفرفين والطارئين على الدين .