23 ديسمبر، 2024 6:35 م

انا حرامي وانتخبوني!

انا حرامي وانتخبوني!

معروف عن المجتمع العراقي اسلاميته وعشائريته،ورغم ان السمة الثانية هي انتاج من قيم الاولى،لكن في العشائر هناك قيم واصول ربما لم يشرعها الشارع المقدس،بل هي محددات اعتاد عليها العراقي واي تصرف خلافها يعد انتهاك ويجابه بالرفض من الناس وهو منقصة بحق من يقوم به،وعلى هذا سار ابناء الشعب العراقي وتوارثوا هذه القيم جيل بعد اخر،وظل من يسيء او يتجاوز اي من القوانين القيمية منبوذ في الوسط الاجتماعي بل قد يتحول خطئه او خطيئته  الى لقب توسم به اجياله جيل بعد اخر،نعم ان الظروف القاهرة التي مر بها البلد تحت حكم الانظام اثرت بشكل واضح على بعض القيم والتقاليد،وخفت حدة استنكارها،لكن لحد الان مازال العراقي يستهجن تجاوز هذه القيم فضلا عن المجاهرة بالتجاوز ،وحتى من يقوم بتجاوز على امر شرعي اوعرفي يتجنب الخوض بهذا الامر مع الناس فضلا عن المجاهرة فيه (واذا بليتم بالمعاصي فاستتروا)،والمسئولين اليوم هم جزء من هذا الشعب ويخضع معظمهم لنفس القيم والمباديء التي تحكم عامة الشعب،فمنهم من كان في داخل العراق وتعرض لنفس الظرف الذي مربه عامة الشعب على يد الانحراف والافساد البعثي،لذا هو اكثر الناس من المفترض ان يحرص على اعادة مادمره ذاك النظام في نفوس الشعب كالتزام اخلاقي ووطني،ومنهم من كان في المهجر،وهذا يكون اكثر تمسك بالقيم الاصيلة على اعتبار ان معظم من هاجر من البلد في العقد الثمانيني او بداية التسعيني، حيث كانت القيم في اوج توهجها في الوسط الشعبي العراقي وماحصل بعدها هو ليس جزء منه ولم يؤثر عليه او فيه،والمفروض ان يبذل جهد مضاعف لغرض العودة بالقيم والتقاليد التي اعتاد عليها قبل الهجرة الى الوسط الاجتماعي،وتلك هي الحالة الطبيعية التي يفترض ان يكون عليها الحال،ويعمل بها المتصدين للعمل السياسي والحكومي،اما ان يجتمع الفريقين على المساهمة في قتل هذه القيم وتشويه وتحطيم ماتبقى،والمجاهرة بمخالفتها! فهذا يجعل الامر يرعب ويثير الاستغراب ويشعر المرء بالخجل والخطرعلى الاجيال ومستقبل البلد، وصل الحال الى الياس من هذه الطبقة ان تشعر بالخطأ وتراجع حساباتها او تستحي من اتهامها بالفساد،لكن ان يصل التمادي الى ان هؤلاء وخاصة من اتهم منهم او ثبت عليه التجاوز الى ان يكرر التصدي لابل يطالب الشارع ان يمنحه فرصة اخرى للتصدي فهذا في الحقيقة يخرج مثل هؤلاء حتى من كونهم بشرفضلا عن انتمائهم للشعب العراقي،هذا الشعب المعطاء الحريص على دينه وسمعته،والذي ارهق الطاغوت ولم يتخلى عن قيمه الا ماندر،وتمسك باسلاميته بشكل اعجازي ولنا في تجربة التسعيينات بعد الانتفاضة الشعبانية دليل واضح فبعد خروجة من الانتفاضة وتعرضة لاقسى هجمة من النظام استخدمت بها كل الاسلحة حتى اسلحة اسلحة الدمار الشامل،لكن ما ان ظهر السيد محمد محمد صادق الصدر ليعلن العمل بصلاة الجمعة حتى اصطفت خلفة الملايين في تحدي واضح لذاك النظام وخططة في قتل الروح الاسلامية لدى هذا الشعب،الامر الذي دفع النظام الى تحذير امريكا واقزام الخليج بانه الوحيد القادر على الوقوف بوجه هذا الشعب المعاند،حتى اوحي اليه بالتخلص من الشهيد الصدر واعادة قمع الشعب العراقي ليثبت مايدعي وفعلا نفذ هذه الجريمة،مثل هذا الشعب صعب ان يستغفل فكيف لبعض المتصدين التفكير باستغفاله بكل هذه الوقاحة،حيث نشهد الان قيام بعض ممن اتهموا بالفساد وثبت تقصيرهم في الاداء بتنظيم قوائم انتخابية في الانتخابات المقبلة،بماذا يفسر هذا العمل هل هو استخفاف بعقول الشعب؟ او استهتار بقيمة؟،على ماذا يعول على الشحن والشد الطائفي والحزبي،ام ماذا؟ يراهن على عدد من المسبحين بحمده،ومثل هؤلاء يجب ان يستحوا من الله ومن الناس ولايناصروا فاسد ليتولى مسئولية فشل وفسد فيها،مادام هو لايستحي من نفسه ويقول انا فلان متهم بالفساد وفشلت في الاداء وادعوكم لانتخابي!!!