في سبعينيات القرن المنصرم ارادت المطربة مائدة نزهت ان تنحو بالغناء النسوي منحى آخر، فاقتحمت المقام الذي يتطلب صوتا عاليا وشخصية قوية ونفسا طويلا وقوة جسدية، ونحن جميعا نرى قراء المقام ، عضلات مفتولة وشوارب متينة وووو، وعند سؤال مطرب المقام الثاني في العراق بعد محمد الكبنجي قارىء المقام يوسف عمر عن الذي حققته المطربة مائدة نزهت في دخولها الى هذا المعترك الرجولي والرجالي قال: ( عمي المقام ينراد له شوارب هالمتنها، وكذا هالطوله واشار الى منتصف ذراعه)، وفعلا كانت تجربة مائدة نزهت محدودة في غناء المقام لتعتزل بعدها الى الابد، عذرا من ابي يعقوب حيث نقول ان رئاسة الدولة والحكومة تتطلب شخصية تختلف عن الشخصية الدارجة، حيث يمكن التطرق الى صفات القادة الناجحين، وكلما قرأت عن الملك الفلاني والملك العلاني، اقارن صفاته بصفات المالكي، فلا اجد لدى المالكي شيئا من هذا.
الجميع يعلم ان القيادة تتطلب شخصية تستطيع على الاقل اقناع البعض من غير المناوئين، مايعني كسب الاصدقاء في حين نجد ان المالكي يتخلى عن اقرب الناس اليه في وقت المحنة وهذا ماجرى مع النائب عزت الشابندر، ناهيك عن ان المالكي ساهم مساهمة كبيرة في تفريق حزب الدعوة وتفريق الائتلاف الوطني، اضافة الى الصورة المشوهة التي رسمها واهداها للكرد والسنة في العراق، مايدعو الى ان نتكهن ان العراق سيصبح رمادا اذا ماحظي المالكي باربع سنوات اخرى، ولنعود الى مقالة حكيم العرب قس بن ساعدة حيث اوصى ولده فقال: ( يابني اذا رأيت قوما شجاعهم يجبن، وجبانهم يتشجع، وذا الرأي الحصيف يلوذ بذي الرأي الخطل، فاذهب الى رابية وانظر الامر عن كثب تر الامر فيه خيانة)، ولا اريد ان اتهم المالكي بالخيانة، ولكني اريد ان اركز على ضعف الرجل وتردده في اتخاذ القرارات المهمة ناهيك عن انه يراعي وجهات نظر دولية كثيرة، ربما تكون اميركية او ايرانية، وهذا ماجعل شخصيته مهزوزة، واقواله تتغير مع افعاله بين ليلة وضحاها، اضافة الى ان الذين يحيطون به مجموعة من الكذابين الذين يصورون الصح خطأ والخطأ صحا، هذه الازدواجية التي يعيشها جعلت منه يعطي الوعد تلو الآخر وبدون تنفيذ، وهذا ماجعل من خطابه السياسي غير مهم ولايحظى بعناية الكثيرين، حتى المنح والمكافآت التي يعطيها لاتلقى صدى جيدا لدى الشرائح التي يحاول كسبها الى صفه ومنها القوات الامنية، هو يتصور ان صدام كان حازما عن طريق واحد هو اعطاء السيارات وقطع الاراضي والاموال وخصوصا للضباط، لاياسيدي لقد كان صدام يمتلك منظومة استخبارية كبيرة مرتبطة به شخصيا ودوائر امن لاتعد ولاتحصى، وان صدام كان يمتلك رقبة طويلة، لايهدد اذا لم يكن يعني تهديداته، انا معك كان ظالما وجبارا وعاتيا وبغيضا وقاتلا ولسنا نريد تكرار تجربته الدموية، ولكن لاضير اذانظرت الى تصرفاته على الاقل مع المجرمين لترى كيف كان يعاملهم مايؤدي في كثير من الاحيان الى تحجيمهم، اين انت من هؤلاء القتلة ، لقد استباحوا الدم العراقي حتى غدوا لايراعون مناسبة او مكانا، ماذا تقول لو كان ابنك من بين الاطفال الصرعى في مدينة العاب الشعلة، ارأيت صاحب البنطلون الجوزي، الطفل الممدد بعد ان لفظ انفاسه الاخيرة، أرأيت كم شظية اخترقت صدره وهو في عمر الورود، اعرف جوابك انك لست ظالما، وعلي بن ابي طالب لم يكن ظالما، ولكنه اباد الخوارج لقتلهم احد الصحابة وبقرهم بطن زوجته، كم بطن بقرت ياسيادة الرئيس او كما يحلو لك يادولة الرئيس؟ ارى ان هذا المكان غير مناسب لك فابحث عن غيره، لاننا نموت يوميا وننتظر الدور وكلنا يصرخ انا التالي انا التالي، تلمض عين جتالي انا التالي.