23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

انا ابحثُ عن موقع .!!

انا ابحثُ عن موقع .!!

لا تُخالجني افكارٌ بالتفكيرِ في ” موقع رئاسة الجمهورية ” , ولا اقبلُ ذلك على نفسي , فمثل هذا الموقع اقربُ نسبياً الى ” خيال المآته ” وفقَ اللهجة المصرية – ومع الأحترام لمقام الرئيس – وتقابله ايضا تعابيرٌ اخرى في اللهجة العراقية لا أريد ذكرها .! , وهو موقعٌ رئاسيٌّ انما مقصوص الجناحين ومجرّد من الصلاحيات الفاعلة كما معروفٌ ومشهورْ , والموقع هذا من الممكن تجريده من نوّابه او معاونيه والكادر المتقدم الذي يعمل بمعيّته , وذلك حسبما اثبتت آخر الأحداث , وهو بذلك ” موقعٌ ” لا يناسبني ولا أناسبهُ .
  كذلك لا يدخل في الحدود الأقليميةِ لمُخيّلتي منصب رئاسة الوزراء , وأجده موقعاً أسوأ من الذي قبله ” ونحن نتحدّثُ هنا عن المناصب وليس عن الأشخاص ” , وقد اثبتت تجربة السنوات التي مضت أنّ كلّ من تبوّأ موقع رئاسة الوزراء قد كان أداؤه وانتماؤه لحزبه اكثر مما هو للعراق وكان يدخل في سجال الخصومة والتنافس سلبا مع كافة الأطراف السياسية , ولم يصادفنا أن تجرّأ ايّ رئيس مجلس وزراء ” وبشجاعة ” ليعلن استقالته من حزبه , وليعلن انه يعمل لكلّ العراقيين .. وَ وِفقَ كلّ ذلك فلا تسمح استقلاليّتي بالأنجرار لمثل هذا التفكير الطوباوي .
  والى ذلك ايضا , فلا شأن لي برئاسة مجلس النواب لا من بعيدٍ ولا من قريب , فبدا أنّ الغالبية العظمى والقصوى من النواب فأنما ينوبون عن كتلهم السياسية والأحزاب التي ينتمون اليها , ولعلّ الأكثر من ذلك فأنهم يجسّدون ” النيابة ” عن الأمتيازات التي يحصلون عليها , وحتى بعد انتهاء دورتهم الأنتخابية , وبكلّ ما يخالف الأديان والمذاهب , وماذا قدّموا نوّاب المجلس للنازحين واللاجئين والعاطلين سوى ازدياد اعدادهم وسوء احوالهم .
وبعد كلّ هذا , وبعد اللتي واللُّتيا فأنَّ من لايرتضي بالمواقع الرئاسية الثلاث , فمن الطبيعي أن لا يرضى بما هو ادنى منها مهما كان طموحه ضيّق الأفقِ او منخفِض الإرتفاع .
 ولكن .! ما لي أجدني إنجررتُ الى تصوّراتٍ ظننتُ أنْ افترضوها بعض القرّاء استنتاجاً استباقيا خاطئا وفق العنوان اعلاه .! فأنا اصلا لا ابحث عن مواقعٍ رسمية او شبه رسمية ولا حتى من القطاع الخاص .! , انا ابحثُ فقط عن ” موقعٍ إخباريٍ الكتروني يهتم بالسرعة الفائقة لنشر الآراء وردود الأفعال والتعليقات والمقالات العاجلة بالأضافةِ الى آخر الأخبار . فعلى الرغم من أنّ الشبكة العنكبوتية تضمّ ما لا يُحصى من المواقع – العناكب ! . وحيث هنالك العشرات او المئات من المواقع المكرّسة للشأن العراقي والتي لم تبلغ بعد مرتبة الشهرة وسرعة الأنتشار كما لايمكن الجزم بدقّة اخبارها و بمصداقيتها واستقلاليتها وبالجهات التي تقف من خلفها ” وهذا ليس بموضوعنا هنا ” .
وفي الواقع فهنالك ثلاثة مواقع إخبارية – الكترونية أساسية هي الأكثر موضوعية وشهرة ومتابعة حول الوضع العراقي , وأولها هو موقع < كتابات > الذي تأسسّ في عام 2002 ويرأس تحريره السد اياد الزاملي – وهو يكاد يكون الوحيد او الأكثر كتابةً في تعليقاته وآراءه السياسية خارج موقعه الألكتروني – وهذا الموقع يقوم بتجديد كافة الأخبار الحديثة المحلية والعربية والدولية لمرّاتٍ عدّة طوال اليوم , لكنه ينشر الآراء والمقالات المتباينة الأتجاهات كلّ 24 ساعة فقط ولا يتحمّل نشر مقالتين لكاتبٍ واحد في في اليوم , على الرغم مما يحظى به الموقع من جماهيرية ومتابعة من العراقيين ومن بلدان عربية اخرى .
الموقع الآخر هو ” موقع النور ” : وهو مؤسسة اعلامية ثقافية فنية مقرها في السويد , وتأسس الموقع في عام 2005 . يرأس هذه المؤسسة السيد ” احمد الصائغ ” , والموقع او المؤسسة هذه مسجلة في وزارة الثقافة العراقية كمنظمة مجتمع مدني , ومعتمدة من قبل نقابة الصحفيين , وهنالك عدد من الكتّاب العرب ينشرون نتاجاتهم في ” النور ” .ويهتم الموقع ايضا بنشر الآراء المتضادة وله اهتمامات بائنة في مجالات الفكر والأدب والفن , لكنَّ ما يؤاخَذ على هذا الموقع هو افتقاده للمواعيد الدقيقة المحددة للنشر والتي تتأخر احيانا لأكثر من يومين في عطلة نهاية الأسبوع .!
  أمّا الموقع الثالث الذي اخترناه من حيث التسلسل فهو موقع < الحوار المتمدّن > , وهو الموقع الأكثر ثراءً و غنىً في مادّته او في جملة المواد المنشورة وقيمتها الحقيقية .. و < الحوار المتمدن > هذا هو صحيفة الكترونية يسارية , علمانية , ديمقراطية , ويساهم فيه عدد من كبار الكتّاب من مختلف الدول العربية , وله ميول شيوعية نسبية , ويتضمن الموقع عدد من وكالات الأنباء الألكترونية المتخصصة مثل ” وكالة انباء المرأة , العمال , اليسار , وحقوق الأنسان ” بالأضافة الى زوايا الأدب والفن , ومن الملفت للنظر اهتمام الموقع في اجراء حوارات فكرية في مسائلٍ شتى .
المنسّق العام لهذا الموقع هو السيد ” رزكار عقراوي ” .
وأهمّ ميزتان متضادتان ومتعارضتان في هذا الموقع هما : –
  1  سرعة النشر , حيث تظهر المقالات والآراء ” احياناً ” بعد اقلّ من ساعة من ارسالها للنشر , وحتى في حالة ورود مقالة اخرى للكاتب .
2  من المثير للسخرية والنقد الحاد في هذا الموقع , أنّ العديد من المقالات المرسلة تظهر مبتورة في بعض فقراتها , او حذف ” غير مقصود ” لبعض اجزائها , ممّا يشوّه المقال ايّاً كانت طبيعته ويسبب احراجا كبيرا للكتّاب , ولم ينفع تنبيه ادارة تحرير الموقع على ذلك , لكنّ هذا الحذف والبتر يكاد لا يغدو ملحوظاً في صفحة الأدب والقصائد .
   لابدَّ لي من التنويه هنا , بعدم فرضِ رأيٍّ خاص تجاه هذه المواقه الثلاث ” سلباً او ايجاباً ” , ولي تجاربٌ طويلة معها في نشر مئات المقالات السياسية والمواضيع الأدبية واللغوية وباقات من القصائد , وسوف احترم اية وجهة نظرٍ متعارضة مع ما ذكرتْ , ولربما يرى بعض الكتّاب أنّ هنالك مواقعا الكترونيةً افضل منها , على الرغم من اعتقادي أنّ اعداداً من الزملاء الكتّاب والأدباء يشاركونني وجهة نظري فيما ذكرتْ .
   الخلاصة المستخلصة لكلّ ما في اعلاه , ولما أعانيه ولربما ما يعانوه غيري ايضا , هو افتقادنا في الساحة الإعلامية العربية  لموقعٍ الكترونيٍ او صحيفةٍ الكترونية واسعة الأنتشار ويكون بمقدورها نشر كلّ ما هو جديدٍ من تحليلٍ او تعليقٍ او رأي فيما يستجدّ من الأحداث والأخبار, ولكن على مدار الساعة .!
[email protected]