18 ديسمبر، 2024 8:16 م

ام اولادي تهددني بالقتل!

ام اولادي تهددني بالقتل!

كانت الساعة تشير الى الثامنة والربع مساءً من يوم الاحد الماضي، وهو موعد نشرة الاخبار المسائية، حيث كنت ولا زلت محافظاً عليها، بل قل مدمناً عليها من سنين طوال، استمع واشاهد الاخبار من عدة فضائيات، خصوصاً الاخبار السياسية التي انا مشغوفا بها حد المرارة.
كنت جالساً قبال التلفاز، وعلى يميني ويساري اولادي وزوجتي محاطين بي كدائرة، وكان جهاز دوران القنوات “الريمونت” بيدي، وبينما انا اقلّب القنوات، واذا بظهور البرلمانية جميلة العبيدي من على احدى القنوات في مؤتمر صحفي وهي تصرخ بصوتها الاجش، وتتحدث بمنطق المقتدر، واذا بها تفجّر قنبلة موقوتة داخل المؤتمر، وذلك بدعوة تشريع قانون يسمح للرجل بالزواج من اكثر من امرأة، وتناشد زميلاتها مناصرتها لهذا المشروع.
اثار الموضوع انتباهي اكثر، انشديت اليه، رفعت صوت التلفاز.. انتبه ايضاً اولادي، اخذني الحماس، فعلقت قائلا:
“تعيش النائبة…تحيا العدالة…وقل جاء الحق… راح اطبق كلام النائبة..
التفت الى ام اولادي، لأرى ردود افعالها، فاذا هي واقفة امامي منتصبة القامة، وبيدها سكينة المطبخ الكبيرة التي اشتريتها خصيصاً لقطع الرقي، قائلة:
“اذا انت شجاع افعها… الا ماخليك تتنفس الهوا… يريد يتزوج عليّ الافندي!”.
نهضت من جلوسي بأقصى سرعة، مرعوباً وقلت بحدة: “عمي والله اكذب… ويني اوين جروخي، يا مرة … يا زواج”.
ورحت اكيل الشتائم اللاذعة للسيدة النائبة… وبعد تأني واعتذار الى زوجتي، اخذت اخضع لها، واذكرها بحبي الشديد لها ولأولادي، وبايامنا الجميلة، واكرر اعتذاري مرات وكرات، يعني بتعبير جماعتنا، “رحت اتلوك الها”.
وقد قضيت تلك الليلة نكد في نكد، حتى نمت من دون عشاء…
سيدتي النائبة الفاضلة، انا صحفي وشاعر واعد نفسي مثقفاً، او هو ما يقال عني، ورافضاً هذه الفكرة او المشروع او النظرية التي تريدين تطبيقها في مجتمعنا العراقي، وام اولادي عاقلة وفاهمة، وكان هذا موقفها، فكيف بالمرأة البسيطة ربة البيت ترضى او تقبل ان زوجها يتزوج عليها، يعني يجلب لها ضرة؟. هل نحن بحاجة الى مشاكل مجتمعية تضاف الى مشاكلنا الكثيرة هذه، والله اني لا ارى هذا من العقل ولا من المنطق. يعني بتعبيرنا العامي ” العبي غيرها”. وما هذه الا دعوة لهدم المجتمع.
واذا فعلتها انا وتزوجت، ونفذت زوجتي وعيدها، فسوف يقاضونك اولادي عشائرياً.