ربما ان لقب ام الدنيا اصبح اليوم لائقا اكثر من ذي قبل بالنسبة لمصر الكنانة ولشعبها البطل ..
ولاعجب اليوم من كيفية بناء الهرم الاكبر بسواعد مصرية فقط في حضارة امتدت منذ فجر التاريخ
اكثر من سنة على مرور ذكرى سقوط حكم الرئيس السابق حسني مبارك ومرورا بالانتخابات وتنصيب رئيس جديد خلفا له الا ان ذلك الشعب المثابر كان ولازال على اهبة الاستعداد النفسي والعقلي ومتابع بصورة جادة لما يدور حوله منذ بزوغ الشمس والى ان يجن الليل فيحين موعد السبات
الا ان ميزة هذا الشعب ينام وهو مغمض لعين وفاتحا لأخرى وفي اكثر الاوقات لم يغمض له حتى ذلك الجفن
لنتسائل لماذا لم يرضى المصريين بأقل الحلول ولماذا لم يكتفوا باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتعددية حزبية وديمواقراطية زائفة تسلبه ابسط حقوق المواطنة وتجعله مطية لما يريده الغرب بل جلس مستنفرا كل قواه الوطنية فكانت قوى مرعبة “للاخوان ” لانها نابعة من وجدان الشعب ومن ابنائه ومن روح المواطنة النابعة من الانتماء الحقيقي للوطن وللارض فكانت وقفات مليونية احتضنها بدفئ ميدان التحرير
الذي سرعان ماتحول الى بيتا كبيرا لكل المصريين الذي تركوا منازلهم وهجروا عوائلهم من اجل وطنهم وثورتهم
فلم يكن ايا منهم يفكر بغير الوطن ومصلحته العليا والمنفعة العامة للجميع وليس لحزب او كتلة او فئة ولم يقبل بمبررات ان النظام البائد كان طاغية لذا فنحن يجب ان اكثر طغيانا منه كوننا اسلاميين وهو لم يكن كذلك
ولم يسوغ ابناء مصر قبولهم بالذل والجبن بانهم اليوم في مرحلة تحول لذا فعليهم السكوت لانه لايوجد مسوغ لقيامهم بالتصحيح والحفاظ على ثورتهم من السرقة ولم يرتضوا لان يكونوا معبرا تمر عليه مصفحات الحكام الاسلاميين لتعلن ولائها لدول مجاورة وغير مجاورة على حساب دينهم وشعبهم ..
ولا أنسى صديقي الذي سافر قبل ايام الى مصر ليكمل دراسته حين بين لي سببا اخر لنجاح الشعب المصري وثباته بسبب بسيط الا وهو لم ينتظر اشارة الخروج الى المظاهرات المليونية لامن حاكم ولا حكيم ولا من مرجع ولا فقيه لان اهل مكة ادرى بشعابها والعلة لاتؤلم الا صاحبها .فاستحق ذلك الشعب ان يعيش في بلد يطلق عليه الناس ام الدنيا.
فهل يستطيع ابناء بلدي ان يكونوا كذلك كي يطلق على العراق ابو الدنيا لانه سابقا هو الذي علّم الدنيا..؟