23 ديسمبر، 2024 3:34 ص

” امير موسوي ” العراقي الذي جندته ايران للانتقام من بلده

” امير موسوي ” العراقي الذي جندته ايران للانتقام من بلده

بمتابعة اللقاء الذي جمع الايراني من اصل عراقي امير موسوي مع الشيخ عبد الله الخربيط والاخ الدكتور احمد الشريفي ضمن برنامج ” القرار لكم ” الذي بث من على شاشة قناة دجلة الفضائية امس الاربعاء ، شاهدنا كيف ان هذا الدبلوماسي الخبير بشؤون الشرق الاوسط يسوق افكاره ليصرها كمقدمات لمخطط معد سلفا داخل اروقة المخابرات الايرانية اريد تنفيذه في الداخل العراقي وهو بعد هذا رغب في ايجاد الذرائع والمسببات للشروع قدما بتنفيذه فيما بعد .

– من هو امير موسوي

قبل الشروع بما اراد الموسوي ايصاله من رسائل للداخل العراقي بعد الاعلان عن تكليف السيد الزرفي لرئاسة الوزراء , لنتعرف اولا عن ماهية الرجل وما هي وظيفته الفعلية وكيف اصبح صوتا اعلاميا مؤثرا في الساحة العربية والدولية .

ولد أمير الموسوي في 23 سبتمبر 1957 في مدينة النجف الأشرف العراقية. اخرج من العراق في عام 1981 , وقبل ثلاثة أشهر من بداية الحرب العراقية الإيرانية وعندما بدأ نظام البعث العراقي بطرد الإيرانيين من العراق، بسبب انهم من أصل إيراني . اذ تمّ طرده وعائلته من العراق مع عشرات الآلاف من الإيرانيين ليستقر مع عائلته في إيران في عام 1983 , ومن هناك تمّ أرساله إلى بروكسل ليصبح الممثّل الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وبذات المنصب مثل بلده في دول عديدة . وخلال الفترة ما بين عام 1996 – 1990 عمل ممثلا ثقافيا لإيران في دولة السودان وبعد نهاية هذه الفترة عاد الى بلده وشغل مناصب مختلفة في رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية , کذلك شغل منصب مدير مرکز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران . وقبل ان يغادر بلده مرة اخرى للعمل کملحق ثقافي بالسفارة الإيرانية في الجزائر.

· اهم ما شغلها الموسوي من مناصب

– الممثّل الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بروكسل .

– الممثّل الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سودان .

– مناصب مختلفة في رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في طهران .

– مدير مرکز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران .

– الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في الجزائر .

واذن فالموسوي ” عراقي – نجفي ” بات ضحية هو وعائلته بسبب قرارات صدام المجحفة آنذاك , مع اننا نعلم ان هناك الالاف من العراقيين ممن عرفوا بـ ” التبعية الايرانية ” حسب توصيف النظام البائد لهم تعرضوا لذات الحيف والظلم الذي تعرض له الموسوي .

واذن يجب علينا ان لا نستغرب بعدها ما تولد من متراكم سلبي بداخل السيد ” المُهَجَّر” تمظهر بما يحمله من حقد وضغينة وكراهية اتجاه العراق والعراقيين وفيما يبدو كان ينظر الفرصة المواتية لينتقم لنفسه من عراقيي الداخل وفعلا واتته الفرصة سانحه بعد الاطاحة بنظام صدام حسين على يد من تصفهم الجمهورية الاسلامية بالشيطان الاكبر ؟ .

اليوم السيد امير ايرانيا حقيقيا وربما لا نغالي ان قلنا من انه أصبح اكثر ولاء من الايرانيين انفسهم .

ومن خلال تعقب سيرته والمناصب التي ارتقاها نجده انه تلقى تدريبا مكثفا لدى اجهزة المخابرات الايرانية , فالمتعارف عليه ان جميع سفارات الدول خصوصا دول الشرق الاوسط توظف رجالاتها في الملحقيات كشخصيات يكون اغلبها عبارة عن اجهزة مخابراتية تعمل تحت مظلة تلك العناوين . لذا تم ارساله اولا الى بروكسل ليختبر بتجربته الاولى في العمل المخابراتي وكملحق ثقافي لدى الجمهورية الاسلامية هناك , واثر نجاحه في بروكسل احيل الى السودان ليعمل هناك في الملحقية الثقافية في الخرطوم , واستطاع موسوي مع خليته من تجذير الاعتقاد الشيعي لدى المتصوفة السودانيين , مستغلة ايران محاصرة البشير وعزلته عن المجتمع الدولي , فتقاربوا معه بحجة مد العون وتقديم المساعدات المالية للنهوض بالاقتصاد السوداني , غير ان جل تلك الاموال كانت مسخرة بيد الموسوي ورفاقه , لذا قاموا بعمل رائع بعد ان استطاعوا فتح المستشارية الثقافية الإيرانية وايضا المركز الثقافي بأم درمان ، ومؤسسة السجاد التعليمية بأم بدة ، ومدرستين بمايو في جنوب الخرطوم ومدرسة أخرى بالحاج يوسف , وهناك أيضاً مركز الشيعة بالعمارات المسمى باسم جعفر الصادق ، بعدها عمل الموسوي في استقطاب حفظة القرآن لتزويدهم بالفكر الشيعي بعدما فشلت محاولة مساومة مدير مصحف افريقيا ، من أجل إجازة المصحف الإيراني ، تلك الحادثة التي كشفها للصحف الشيخ محمد عبد الكريم عضو الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان .

وفيما يبدو ان تمدد ايران في القرن الافريقي لا يعدو سوى تمدد استراتيجي وسياسي واقتصادي في أفريقيا عموما يسعى للاستفادة من العاملين معا : المذهب في خدمة الأهداف الاستراتيجية، والأهداف السياسية والاقتصادية في خدمة نشر المذهب الشيعي ووفقا لهذا يمكن فهم لماذا أنشأت إيران المجلس الأعلى لشؤون أفريقيا من أجل مركزية التعامل مع هذه القارة ، كما أنشأت بنكا للمعلومات يتبع هذا المجلس لتوفير المعلومات عن هذه القارة لكل المتعاملين الإيرانيين معها من الحكومة أو القطاع الخاص ، مع عقد اجتماعات أسبوعية لمتابعة نشاط هؤلاء المتعاملين وبحسب ما ذكرته صحيفة ” كيهان ” في 11\9\1996 .

انهت ايران عمل الموسوي في الخرطوم وطالبته بالعودة الفورية بعد تلقي اجهزتها المخابراتية معلومات تفيد بتتبع الملحق الثقافي امير موسوي اثر نشاطه الغير طبيعي بين اوساط الفكر والسياسة والاقتصاد واتهامه بنشر المذهب الشيعي كذلك لقاءاته بشخصيات قيل عنها معارضة للحكم . وحال وصوله لطهران عمد اليه مناصب مختلفة في ما يسمى بـ ” رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية بطهران ” ثم ارسل بعدها ليكمل مشواره المخابراتي في سفارة ايران في الجمهورية الجزائرية , ثم لتكافئه بعد ذلك ان جعلته مديرا لمركز لمركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية بطهران .