18 ديسمبر، 2024 10:18 م

امير قطر الجديد وتحديات التصحيح !

امير قطر الجديد وتحديات التصحيح !

كان لاعلان امير قطر حمد المفاجىء الى العائلة المالكة والشعب القطري بتسليم مقاليد السلطة الى ولده تميم من زوجته موزه ، يحمل في طياته اكثر من سؤال ، لاسيما وان موزه قد سربت اخباراً قبل فترة ليست القصيرة ان ( الامير سيتنحى آجلاً ام عاجلاً لابنها تميم ) . بالرغم مما حققه الامير حمد  طيلة مسيرة (18) ثمانية عشر عاماً لبناء قطر والتي كانت لا يوجد فيها غير فندقاً واحداً ، واضحت  ثاني دولة في العالم في رفاهية شعبها  وحصولها على تنظيم كأس العالم عام 2022م  . الا ان السياسية الخارجية للدولة كان يشوبها التعثر وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول العالم العربي والاسلامي ، وقد لعب رئيس وزراءها حمد بن جاسم هذه اللعبة مما اسخط العالم العربي وحتى اوربا والولايات المتحدة  وتعرضها لانتقادات لاذعة لا سيما في مجال دعم حركات التطرف والتشدد وتنظيم القاعدة . وقدمت قطر دعماً مالياُ لكل الحركات والتيارات التي تدعي التحرر واشتراكها الفعلي في اسقاط انظمة تونس ومصر وليبيا وحركات التمرد التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب العربي و افريقيا في تشاد ومالي والنيجر ، وازاء تلك التدخلات وانفاقها الاموال طائلة خاصة مشاركتها الفعلية مع تركيا في اسقاط نظام الاسد  تسببهما في سقوط اكثر من (90) الف قتيل سوري ناهيك عن تدمير البنى التحية للبلد . لذا نعتقد ان الفشل الذي منيت به السياسية الخارجية القطرية بشان تقديم الدعم المالي والعسكري للمعارضة السورية  وتعرضها للهزائم العسكرية وتراجعها في الاحتفاظ في المناطق التي سيطرت عليها لا سيما مدينة القصيرمعقل المعارضة ، واندلاع التظاهرات في تركيا . وجراء هذه الاسباب اراد الامير حمد الانسحاب من السلطة بهدوء كي يعطي لخلفه تبني سياسية جديدة منها اقالة رئيس الوزراء  ، فضلاً عن تخلصه من نتائج ومخلفات الوضع السوري الملتهب . ان الامير الجديد لديه اولويات عديدة اهمها قطع العلاقات مع الاخوان المسلمين والحركات المتطرفة وتقليص العلاقة مع تنظيم القاعدة تدريجياً ، بالاضافة اقالة رئيس الوزراء لا سيما وان الاخير قد احس بما يخطط له الامير تميم او باشارة من ابيه لانه لا يستطيع العمل الا مع الامير السابق لما يتمتع به من صلاحيات في ظله . ورزم امتعته واختار لندن للسكن فيها ، فيما انتقد تخلي الامير حمد عن السلطة لابنه غير المؤهل . ان اصرار الامير تميم على قطع العلاقات مع الجماعات السلفية خطوة على الطريق الصحيح لبناء دولة قطر ولكن لن يكون الطريق سهلاً ازاء خططه  لان تداعيات سوريا والعراق التي سببتها قطر ستلف عنقها  وقد اعذر من انذر .