قبل أحداث سنجار في 3 اب 2014 كان سمو الامير تحسين سعيد بك يحظى بالكثير من الاحترام و تقدير بين ابناء ديانته الايزيدية بل كان احترامه لا تقل عن احترامنا للمزارات و المقدسات الايزيدية !
لاحظت كثير من المرات قبل احداث شنكال ان بعض الامور العشائرية كانت تتعقد لدرجة يعجز القضاة على ايجاد حلول له و يأتي جناب سمو الامير ليفرض الحل على الطرفان بحكم هيبة مكانته بين الايزيديين و تقدير المجتمع له و شنكال على وجه الخصوص .
بدأت إحداث شنكال و احتلال داعش لمناطقنا و حدث ما لم يراها الكون قط من الجرائم و انتهاك حقوق الانسان بحق هذه الديانة المسالمة و الأمير كان خارج العراق اكتفى بعدم التحرك الا بعض اللقاءات التلفزيونية المتواضعة بداعي انه يرقد على سرير المرض في مدينة هانوفر الالمانية !
الكثيرون انتقدوا بقائه في هانوفر بعدما حدث ما لا يصدق بحق اهله في العراق و لكن في كل مرة كان يقول ان الطبيب يمنعني من السفر خارج المانية لاسباب تتعلق بصحتي الا ان بعد فترة ليست بالطويلة قام جنابه بالسفر الى دولة أرمينيا برفقة بعض الشخصيات الايزيدية الاخرى و عاكس جميع تصريحاته المتعلقة بعدم قدرته على زيارة اهله في العراق بعد كل هذه الأحداث !
هنا بدأت الشكوك تهاجم الفرد الايزيدي على ان جنابه كان يبتعد عن الواقع و لا يستطيع ان يكون الشخص القادر على صناعة القرار في الاوقات الحساسة و هذا ما يحتاجه القائد الحقيقي على ان يكون قادر على صنع القرار لتقرير مصير بنى جلده في الاوقات الصعبة !!!
الامير كان في واد و الشعب كان في واد اخر مع الاسف الشديد و هنا بدأ نجله باستغلال كل صغير و كبير لدرجة ان يطلق على نفسه القاب عديدة منها ( النجل ، وكيل ، ممثل ، مستشار ، نائب ووو ) كذلك الذي يرى نفسه بين نعيم الاحلام و يتصارع مع الوقت من اجل ان يصل الى راس الهرم !
بدأ حازم تحسين بك نجل الامير باستغلال العديد من مصالح شنكال لمصلحته الشخصية مع بعض المقربين اليه من المجلس الروحاني الذي تحول الى مجلس اناني يعمل تحت سيطرة اشخاص محددة في الاونة الاخير و يستخدمون ذلك المجلس المقدس لغايات سياسية و ارباح شخصية مستغلين تعاطف الحكومات الاوربية لكارثة شنكال بعد خطف الاف من الفتيات و ضحايا بالاف من الشهداء و وقوع كارثة إنسانية في شنكال لا مثيل لها على مر العصور !
شنكال كادت ان تستيقظ من جديد بتحرك و سخونة الدماء في مجرى حركة شبابية شنكالية للمطالبة بحقوقها باعتبار ما حدث لشنكال قضية ايزيدية خالصة دون اي اضافة من القوميات و السياسات و ان ما حدث كان بسبب الاختلاف في الدين بكل ما تعني الكلمة من المعنى الا ان القيادة الايزيدية المثبتة ورقيا لدى الجهات السياسية العليا في الاقليم و المركز كانت تحاول انحراف القضية و الحاقها كفقرة تضيف الى سطور القضية الكوردية التي نكن لها كل الاحترام و التقدير !
بدأت مؤشرات عدم قدرة القيادة الايزيدية على المطالبة بحقوقها المشروعة عندما اكتفت بالتفرج دون ان تجرى بمطالبة محاسبة المتورطين في قضية شنكال و المقصرين في حميتها حين السقوط رغم ان جميع الدلائل و الاثباتات كانت تظهر بوضوح و تتوفر بسهولة تامة !
مشاركة العديد من الوفود من المجلس الروحاني الذي يرأسه حازم تحسن نجل الامير في المناسبات الدولية و العالمية دون ان يفسحوا المجال لاهل القضية و الشاب الشنكالي الذي يعتبر ذوي الضحايا و في كل عودة لهم من المؤتمرات كانت فارغة الكفوف من النتائج باستثناء صور تذكارية في مطاعم فاخرة بعيد عن ما يشعر به امهات الشهداء و المختطفات !
خيرات و واردات معبد لالش الذي اجر حتى بعد الكارثة بشهرين لا اكثر و كذلك المبالغ المتراكمة في الصندوق الخير التي هي تحت اوامر حازم تحسين بك للاسف الشديد لم تساهم في تخفيف معاناة اهلنا الذين يعتبروا ضحايا لابشع كارثة انسانية !
المقاومة الايزيدية في جبل شنكال ادت ادوار بطولية في القتال ضد تنظيم داعش الارهابي منذ بداية الكارثة الى يوم فك الحصار عن الجبل التي طالت لاكثر من خمسة اشهر و للأسف الشديد لم نرى نجل الامير ولا المجلس الروحاني ولا الامير بذاته ان يطالبوا احد بدعم هذه المقاومة البطلة لتصبح نواة للقوى الايزيدية القادرة على حماية مناطقنا مستقبلا بعد فقدان الثقة بالقوات العراقية و الخلل التكتيكي من جانب المنظومة الدفاعية الكوردية التي كانت تشرف على حماية شنكال الى يوم حدوث الكارثة الا ان المجلس و نجل الامير دائما و ابدا كان يطالب بتسليح و دعم قوات أخرى رغم كل ما حدث و احقية وحدات حماية شنكال بعدما قاموا بادوار مشرفة في عملية انقاذ المدنيين و حماية جبل شنكال !
رغم كل ذلك كان الفرد الشنكالي يتأمل بالعودة الى شنكال بعد التحرير و اعادة النظر في الحسابات لتحويل السلييات الى الايجابيات الا ان مرحلة بعد التحرير شهدت مواقف مفاجئة و غريبة جدا من قبل حكومة اقليم كوردستان بعد تعاطفهم مع القرى العربية التي كانت لهم دور في ابادة الايزيديين و خطف نسائهم و مصادرة اموالهم و بعد المطالبة من قبل المقاتلين الايزيدين بعدم التعاطف مع هؤلاء الذين بايعوا داعش لفترة سنة و ثلاثة اشهر حدث ما لم نتوقع و وقعوا ضحيتهم ثلاثة من المقاتلين الايزيديين بنيران صديقة خرجت من فوهة بندقية قوات بيشمركة الكوردية و للاسف الشديد لم نرى القيادة الايزيدية التي يرأسها السيد حازم تحسين بك نجل الامير بأي موقف بخصوص ما حدث سواء كانت بيان استنكار او رد فعل بمؤتمر صحفي او مخاطبة قيادة اقليم كوردستان بعدم تكرار هكذا مواقف و كذلك رفض إيواء من بايعوا داعش في مخيمات مع ذوي الضحايا من الايزيديين في قلب كوردستان مع ان سيادة نجل الامير و المجلس الروحاني كانوا يتصارعون في نشر البيانات و التهاني في جل المناسبات الكوردية باستثناء ما وقع على بنى جلدتهم من الظلم دون ان يتجراوا بالتعبير عن قلق و اسفهم من التصرفات الاخيرة من قبل القيادة المذكورة !!!
لذا الإمارة شدت الرحال و الايزيديين بدأوا بتحضير ما يحتاجه للهجرة نحو بلدان يوفر لهم الكرامة و السلام خائبين الظن بقيادتهم و فاقدين الثقة بقيادتي المركز و الاقليم من جهة أخرى و معدل الهجرة بدأ يزداد يوم بعد الاخر و رقمها تفوق عن الذين يفكرون بالعودة الى بقايا شنكال مع كل الأسف بعد طموحات و احلامنا الوردية بإمارة يقودها الامير مع المثقفين من الشباب الايزيدية الا ان الموجة عاكست التوقعات و الإمارة بدأت بالهجرة عبر خطورة البحار و الغابات و جميع المعطيات تشير الى ان الايزيديين بدأوا بفكرة انشاء نقطة قوة لهم في احدى البلدان الاوربية دون الاعتماد على الامير و نجله بل الاستعانة بقيادة شبابية مثقفة تحاول الحفاظ على بقايا ايزيدياتي .
سمو الامير لا اعلم لماذا كل هذه التقلبات و السلبيات في فترة غيابك و ادارة و سياسة السيد حازم لشؤون الايزيدية !!!
هل شات القدر ان المرض تجعل منك الاستعانة بحازم و سياسته لتكون نقطة انهيار الوجود الايزيدي في العراق ام قساوة الايام فرضت الهجرة !!!
نعم مع الاسف الشديد الامارة اصبحت بلا امير بغيابك و الامارة ستصبح بقيادة شبابية بين دول تمنح لنا السلام !
نوهت سابقا في مقال ان الامير يبقى امير لانه من الرموز الاساسية في فلسفة الديانة الايزيدية و سنبقى نحترم هكذا رموز ضمن فلسفة ديانتنا و لكن هنا باسف شديد اكتب و اقول الامير اصبح في واد و الامارة في وادي اخر !!!