19 ديسمبر، 2024 4:52 ص

اميريكا باقية وتتمدد

اميريكا باقية وتتمدد

حصيلة نتائج محرقة العراق، والتقهقر في سوريا، فضلاً عن الزخم الاعلامي المفرط لاسم داعش، يرادفه الاهتمام العالمي المبطن تجاه هذه العصابة، تلك القراءات التي تُشير للمتفحص الى ان داعش غير باقية ولن تتمدد، وموعد موتها واندثارها حانت ساعته الاخيرة والدقائق الاخيرة من المسلسل العالمي المشترك ببطولات عروبية تُدار على اراضٍ هوليودية عراقية وسورية وعربية، تُعلن الختام الجماعي.

بعد الهجمات الشرسة المفاجئة لداعش ولفيفها العالمي، والتي جسدها ابناء الرافدين وانتجت بأمتياز تحرير مناطق مغتصبة من قبل الدواعش، كان اللاعب في تلك البوصلة العسكرية القاصمة لظهر داعش هو التدخل الايراني وبشكل فعلي او حتى بشكل استشاري مُعسكر، وهو ما ارغم اميركا وحليفاتها من اعادة النظر باللعبة، واتخاذ قرارات سريعة للتدخل الحازم بوضع البصمة الاخيرة على هذه العمليات اي (تحرير الموصل) لتأخذ الاخيرة بطولة المسلسل وبرعاية امريكية بحته!

الترجمة الداعشية في المفهوم الاممي لمنشأها تفيد بأنها صناعة اميركية خالصة، وموادها الاولية منتوج مشترك عالميا يوزع ويُصدر هنا وهناك على العالم العربي المستهلك كالعادة انطلاقاً من فلسفة ( الاتفاق على تصدير هذا التنظيم من دول اوربية شريطة ان لا ينشط فيها!) طالما ان كل شيء يتم بحسب مايخدم التواجد الصهيوامريكي في المنطقة ليبقى الباب البترولي بذلك مفتوحاً على مصراعيه لمخططاتهم في المنطقة وتدعيماً لمشروع “بايدن” الذي لم ينفذ الى الآن.

مايُلاحظ بوضوح بعد هذا الحراك الثوري المذهل على الاراضي العراقية، اصبح الخطر يحدق بمنتوجهم بشكلٍ مباشر مما دفعهم لعقدِ جلسة للكونگرس الامريكي حول طاولة سياسية حوارية تمثيلية للعالم بخصوص التفويض بأستعال القوة ضد داعش! اي ان لعبتهم قد كُشفت للجميع واصبح الطفل يعلم مايجري داخل غرفهم المظلمة ومطابخهم السياسية المريبة، بأعتبار ان النتيجة الغير محسوبة اثرت بشكل سلبي على تجارتهم (فيما يخص تصدير وبيع السلاح من قبل الشركات العالمية الكبرى التي نشطت مؤخرا بسبب الاقبال عليها عربياً وخوفاً من بعبع داعش والاستعداد لمواجهته) فهم بحاجة الى تغير المسمى فقط (Label Name) على نفس المنتوج لتبدأ الحلقة المكتملة مابعد الالف ولنفس المسلسل لكن بحله جديدة.

اذن نتفق جميعنا بأن داعش منتهية وتتبدد،لكن مانحتاج ان نتفق عليه هو اميركا باقية وتتمدد لان المشروع قائم ولن تنتهي النكبات وانما تحتاج الى تسويق اقتصادي آخر وبمسمى جديد داخل الاراضي نفسها والسبب هنا مشروط بالفقر الفكري الناضج في  التعاطي مع سلاح الفكر الصهيوامريكي، وبخلاف ذلك فلن نقدم شيء لاجيالنا سوى الدوران المفرغ بنفس الحلقة التي سبقناهم لصداعها!

أحدث المقالات

أحدث المقالات