23 ديسمبر، 2024 4:34 ص

اميركا دولة عصابات تحكم العالم وبوتين تحت رعايتها

اميركا دولة عصابات تحكم العالم وبوتين تحت رعايتها

ضمن مفهوم السياسة الاستراتيجية الاستعمارية الاميركية .: اميركا تتحكم في سياسات دول العالم وتصنع من يحكم هذه الدول ويدير شؤونها … تعاظم دور اميركا كزعيمة للاستعمار العالمي أواخر وبعد الحرب العالمية الثانية ودخلت في صراع جديد محتدم وضروس مع الشيوعية العالمية المتمثلة بالاتحاد السوفيتي . الحرب التي اطلقت عليها تسمية ” الحرب الباردة ” معسكرين متناقضين تماماً كفكر وكمنهج واهداف وسلوك . اثناء وبعد الحرب العالمية الثانية خسرت بريطانيا التي كانت تعد من اعظم دول العالم الاستعمارية معظم سيطرتها الفعلية المباشرة والغير مباشرة على مستعمراتها والتي تليها في المكانة الاستعمارية فرنسا .

الولايات المتحدة الاميركية تبوءت الزعامة الاستعمارية وطوت تحت جناحها كل دول العالم التي تنتهج الرأسمالية . وبادرت باشعال الحرب مع الاتحاد السوفيتي , فتحول العالم الى قطبين متناقضين في كل شيء وبكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة , اثناء هذا الصراع المرير برزت حركة دولية اعلنت حيادها من هذا الصراع سميت بـ ” حركة دول عدم الانحياز ” تأسست الحركة من 29 دولة وهي الدول التي حضرت مؤتمر ” باندونغ 1955″ في إندونيسيا والذي يعتبر اول تجمع منظم لدول الحركة . ويعتبر كل من رئيس الوزراء الهندي ” جواهر لال نهرو و الرئيس المصري جمال عبد الناصر و الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو واحمد سوكارنو رئيس الدولة المضيّفة ” مؤسسي وزعماء هذه الحركة . وانعقد المؤتمر الاول للحركة في بلغراد عام 1961 وحضره ممثلو 25 دولة . وعلى هذا، ركزت الأهداف الأساسية لدول حركة عدم الانحياز، على تأييد حق تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والسيادة، والسلامة الإقليمية للدول؛ ومعارضة الفصل العنصري، وعدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف، وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى، والكفاح ضد الاستعمار بكافة أشكاله وصوره، والكفاح ضد الاحتلال، والاستعمار الجديد، والعنصرية، والاحتلال والسيطرة الأجنبية، ونزع السلاح، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، والتعايش بين جميع الدول، ورفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وتدعيم الأمم المتحدة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي، فضلا عن التعاون الدولي على قدم المساواة.. لكن هذه الدول تعاملت مع هذين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي بأستقلالية انتقائية وفق ما يقدمه لها احد الاطراف من تسهيلات في المجالات الاقتصادية والعسكرية والصناعية , فكان الجنوح للعلاقة مع المعسكر الاشتراكي الشيوعي لأمرين الاول الخلاص النهائي من سيطرة المعسكر الرأسمالي الاستعماري والثاني الاستناد على جدار المعسكر الشيوعيي في الشأن السياسي الخارجي . حتى ان هذه الدول ” دول عدم الانحياز ” تبنت بعض افكار ومناهج الكتلة الشيوعية فأدخلت في مفاهيمها وثقافتها السياسية بعض المعالم الاشتراكية في أدارة شؤنها وخاصة الجانب الاقتصادي وبتسميات مختلفة مثل القطاع المختلط واقرار بعض القوانين لصالح الطبقة العاملة وتأسيس نقاباتها . يعني ذلك تحكم ادارة الدولة في شؤونها الاقتصادية الداخلية والخارجية تبعاً لمصالحها في هذه الجوانب . معظم دول العالم كانت تجنح لمغريات كلا الطرفين المتنازعين الشيوعي المتمثل في ” حلف وارشو ” والرأسمالي المتمثل في ” حلف شمال الاطلسي ”

تمكنت دول الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية ” زعيمة الاستعمار العالمي الحالي ” من تحجيم الكتلة الشيوعية والانتصار عليها في جانبها الاقوى ” روسيا ” كزعيمة للشيوعية العالمية وحلف وارشو كأتحاد دولي مناهض للرأسمالية ولم يتبقى منه الا الجزء الضئيل المتمثل حالياً بدول الصين الشعبية وفيتنام وكوريا الشمالية وكوبا . والتي تسعى اميركا للبحث عن ثغرات واساليب لتدمير هذه الدول بغية تغيير نهجها وفلسفتها السياسية والاقتصادية , من الواجب ذكره إن الرأسمالية العالمية بقيادة الامبريالية الاميركية ” الامبريالية أعلى مراحل الراسمالية ” أميركا تكره هذا المصطلح وهذه التسمية , الرأسمالية لم تنتصر عسكرياً على الكتلة الشيوعية او المعسكر الشيوعي بل انتصرت عليه في مجالات اهم واخطر من ذلك . اهمها المجال الاقتصادي والإعلامي والمخابراتي . كانت الحرب العسكرية في ساحات صراع خارجية مثل فيتنام وكوريا وكموديا وكوبا وافغانستان . اميركا والدول المتحالفة معها تمكنت من تجنيد عدد من القادة الروس وجعلتهم الأداة الفاعلة لتدمير وتخريب وتفكيك الاتحاد السوفيتي مثل ” ميخائيل غارباتشوف ” الزعيم الاول الذي قاد عملية الانقلاب والتفكيك بدعوى الاصلاح الاقتصادي الذي اطلق عليه مصطلح ” البيريستروسكا ـ تعني الاصلاح الاقتصادي ” والتي رافقتها سياسة ” غلاسنوست ـ وتعني الشفافية ” هذين السياستين أدتا الى انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه عام 1991 . ومن ثم يليه البارز الآخر ” يلتسين وبعدهم في البروز ” فلاديمير بوتين ـ الرئيس الحالي لروسيا ” الذي كان يشغل رئيس لجهاز المخابرات الروسي ” KGB ” واعيد انتخابه للمرة الرابعة لزعامة روسيا كونه الفاعل في ادارتها وحسب هوى ونهج الولايات المتحدة الاميركية كونه عميل ” للمخابرات الاميركية ” CiA ” التي افلحت في تجنيده أسوة بمن ذكرناهم , وسيبقى زعيماً لروسيا الى ان تشاء أميركا .

؛؛ في قول لغارباتشوف ان سياسات الولايات المتحدة يحددها المجمع الصناعي العسكري الذي يؤثر في السياسة والاقتصاد والفنون وكل شيء ـ 1*؛؛ روسيا اليوم 6/ 4 / 2015 .

أميركا أرتأت وأرادت واستطاعت إعادة تنصيبه للمرة الرابعة بأجرآت ولعب مفضوح مكشوف لا ينطلي على المتابعين للشأن العالمي والاميركي , أعلنت وروّجت بأن روسيا بوتين تَدَخّلت في الانتخابات الاميركية واعلنت ونشرت اعلامياً بأن بوتين مكّن روسيا من امتلاك أسلحة نوعية جديرة بالاهتمام , وروجت ايضاً وبأسلوب مخابراتي تمثيلي مفضوح وبالتعاون مع بريطانيا عن محاولة أغتيال الجاسوس ” سيرغي سكربيال ” العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية ومحاولة اغتياله داخل بريطانيا , وهذا ما اعطى بوتين زخماً شعبياً للقبول بولاية رابعة وبقائه على رأس السلطة في روسيا علاوة على تدخله في سوريا وتصوير ذلك على اساس تناقضه مع الولايات المتحدة الاميركية .

الدوائر الاميركية المخابراتية والنفسية والسياسية والاعلامية تعمل على استغلال الجانب النفسي والعاطفي في الوسط الاجتماعي الروسي كونهم اعتادوا وترسخت في عقولهم ونفوسهم ” عقدة التناقض ” مع الولايات المتحدة الاميركية والموالين لها واعتبارها ” كعدو ازلي ” ودائم مستغلة اميركا حالة ” المتلازمة النفسية الشعبية ” العداء لأميركا والامبريالية كزعيمة للإستعمار , قناعة مترسخة في عقل ونفس الشعب الروسي تعمل عليها اميركا وحلفائها البارزين مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهم . هذا مثال مختصر للسلوك والنهج والثقافة السياسية والفلسفة العامة لإدارات اميركا الاستعمارية وما تفعله في كل دول العالم . حاولت اميركا ونجحت ومستمرة في محاولاتها في السيطرة وتوجيه دول العالم وبحسب ارادتها لتنفيذ مصالحها . . . . . *1 ـ المجمع الصناعي العسكري او المجمع الصناعي العسكري التشريعي . هو مصطلح يصف العلاقة المالية والسياسية القائمة بين المشرعين والقوات المسلحة الوطنية والصناعات العسكرية التي تدعمها هذه العلاقة وتتضمن المساهمة والموافقة السياسية على الانفاق العسكري واعمال الوساطة لدعم البيروقراطيات والاشراف على هذه الصناعات .