5 نوفمبر، 2024 10:43 م
Search
Close this search box.

امواج بلا بحار

بالرغم من عدم وجود اتحاد مركزي او حتى فرعي لرياضة ركوب الامواج و لا يوجد بحر و لاحتى نهر فيه امواج بعد نزول مناسيب دجلة و الفرات الى الحظيظ شأنهما شأن الطبقة السياسية و الدينية في العراق الا ان هذه الرياضة تعتبر هي الاكثر شعبية بين الاوساط السياسية و الدينية و المجتمعية حتى انها تغلبت و بفارق كبير على الساحرة المستديرة كرة القدم و كرة السلة و الطائرة و تأتي زيادة شعبية هذه الرياضة و اتساعها من الشمال الى الجنوب بعد سقوط النظام في ٢٠٠٣ وذلك لسهولتها اولاً و لقلة متطلباتها و ادواتها ثانياً حيث بدأت بطولات و مسابقات ركوب الامواج بدخول المحتل و من معه الى العراق و التي كانت اعلن فيها عن نهاية موجة البعث العالية و الشديدة و التي ركبها عدد غير محدود من ممارسي هذه الرياضة و بمختلف الاجناس و التوجهات و الاهداف لكن لم ينجح فيها الا عدد قليل لانها كانت موجة قاتلة اذا لم تستطع مجاراتها والتعامل معها بحذر جرفتك قتيلاً الى الشاطئ بعد هذه الموجة و ماتبعها بدأت موجة جديدة و غريبة لم يسبق لها في تأريخ العراق مثيلاً و هي موجة الدين بتشيعه و تسننه و التثقيف نحو الكره و الفرقة و بالتالي القتل و الذبح بين أبناء المنطقة الواحدة و هذه الموجة رغم ارتباطها بمسميات لها وزن و ثقل في الدين الاسلامي من حيث النزاهة و الأيثار و البطولة بل هي عماد الدين الاسلامي كالنبي و آل بيته الاطهار و الخلفاء الا انها الاكثر قذارة و دموية و فساداً ادارياً و اقتصادياً و مالياً من اي موجة سابقة مرت على العراق .  

قواعد و متطلبات هذه الرياضة ليست صعبة اطلاقاً فهي تبدأ و تنتهي سريعاً و حسب ما يطلبه الوضع القائم سياسياً وما يؤثر في الشارع و الجماهير ، وحتى تكون لاعبا جيداً تحتاج ان تضع حياءك و مبادئك و كرامتك تحت التراب او في كيس النفايات لانه خير من ينوب عنك و يمثلك ان كنت راكباً جيداً للأمواج كما ان هذا النوع من الرياضات لا يحتاج الى ما تحتاجه الرياضات الاخرى من تدريب بل يتطلب مواقف متغيرة مع تغير الوضع في البلد فتارة تحتاج الى لبس الزيتوني و السفاري و الهتاف للقائد الضرورة وتارة تلبس الخواتم و تطيل الذقن و تلبسم العمائم وتحضر الزيارات و المواكب و تذهب الى الحج و العمرة و تارة تنزل الى الشارع و تعلن عن نفسك ناشط مدني و تحمل صور تشي جيفارا و تلعن الدين و السياسة و السياسيين و العمائم بجميع الوانها .

ولكل رياضة ابطال و اساطير و عمداء و للساحة السياسية و الدينية العراقية لاعبين كثر بل هناك من يعشق هذه اللعبة و حالف انه لن يعتزل الا ان يموت او الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا ، و لنا في الرفيق المجاهد النائب التائب مشعان الجبوري أسوة حسنة كما و لنا في ابا الحسنين الرفيق السيد الافندي الاعلامي علي الشلاه أسوة غير حسنة ابداً و كثير منهم على هذه الشاكلة في ركوب الامواج بدأ من عبد اللطيف هميم الذي لا يختلف عن مشعان الجبوري الا بطريقة الملبس واكسباير ( غير صالح ) المطلك مروراً بغير عادل عبد المهدي الشيوعي البعثي الاسلامي و الكابتن عزت الشاهبندر الذي اتته عروض خارجية لقدرته على استغلال الموجة و قوتها لتحقيق المراكز الاولى دائماً ، هؤلاء هم لاعبو المنتخب الوطني لركوب الامواج فقط اما راكبو الامواج لدينا كُثر ولو ركبوا امواج المحيط الهادئ لأمتلئ منهم قيحا .

اليوم و في ظل متغيرات المنطقة و العالم تأتي موجة جديدة لتخليص العراق من موجة الفساد و الفاسدين بتظاهرات و اعتصامات شبابية في اغلب محافظات العراق صحيح انها ليست موجة عالية و ربما لن تزيح الموجة القذرة الحالية لكنها موجة بمعنى الكلمة ، حيث حاول و يحاول اهل العمائم و السياسة ركوبها لانهم على يقين ان الموجة التي يركبوها حالياً لن تدوم و يجب البحث عن موجة جديدة لان الشعب مل هذه الوجوه البائسة التي سيطرت على الامواج و البحار لسنين طويلة و لم تخلف على شاطئ الوطن الا الخراب و الدمار و ملايين من شهداء و ارامل و نازحين و مهجرين ذنبهم الوحيد وجودهم في المكان و الزمان الخطأ .

[email protected] 

أحدث المقالات

أحدث المقالات