19 ديسمبر، 2024 3:08 ص

(امنين اجيب ازرار للزيجه هدل) ؟ تأملات هادئة في ازمة ملتهبة !

(امنين اجيب ازرار للزيجه هدل) ؟ تأملات هادئة في ازمة ملتهبة !

* نواب وسياسيو الصدفة ..فقدوا شرعيتهم !
* حكومة تصريف الأعمال تتيح ارتكابات جديدة من دون  مسائلة .
* لتتجرد شعارات المتظاهرين من هوامش لا تستقيم مع اهدافها الوطنية.

يقول كثيرون.. ان (التفريط) بنوري المالكي , يعد (خسارة) للعراق !

 وبسبب من موقف واع وواقعي , بنيت عليه  افكار جميع مقالاتي حيال(المالكي) منذ تسلمه السلطة , منطلقا من تقويم ونقد صريح ,عبر مئات المقالات , يستند الى صدقيّة النظرة, الى متمنيات وطنية عامة تمور في ضمائر العراقيين ألشرفاء , ولم تأخذني في ذلك عاطفة مذهبية او عرقية , رغم  أن المستوطن منها في نفوسنا الكثير, مع شديد أسف !

وفي هذه الجزئية , وردتني الكثير من ردود الأفعال مصدرها اصدقاء , أخذت عليّ مواقفي تلك , على اعتبار ان المنتظر مني , هو غير ما عبرت عنه , ولست في موقف (الندم) على كل كلمة كتبتها لجهة نقد وتقويم سياسات النافذين في حكم العراق , فيما بعد عام 2004  المتبلين ب(رائحة) الإحتلال الأمريكي( العفنة).

لا أدري لم اعتراني شعور بالإرتياح , حين سمعت ان (المالكي) في طريقه للدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة ؟ هل ان بواعث ذلك الارتياح التمني في امر ربما لا يتحقق له التوفيق ؟ المنطوي على ظهور نواب هم على غير شاكلة غالبية نواب , اخرجتهم لنا (خلطة) من التزوير و(التوافق) لاطعم لها ولا لون  ولارائحة , أسهمت في طبختها الشاذة البطانيات و(الصوبات) , وعينات الرشوة الإنتخابية , واستغلال النفوذ الحكومي , وهدر الأموال العامة , وأدوات التثقيف المدمر,الذي استحضر ويستحضر أخطاء ثقافة شعبية , جعلت هناك طرفان متصارعان من دون (نوايا حسنة) , اعتمادا على اقوال منقولة وغير موثقة فيها الكثير من التهويمات والمبالغات والأكاذيب , عن أحداث جرت قبل الف وأربعمائة عام , نقلتها  كتب صفراء موضوعة كتبها فلان او علان , دخلت فيها الكثير من الآراء المنحازة القلقة , ليعتبرها البعض من السياسيين مثابات يلتفون حولها ويعلون شأنها , متى ما أرادوا احاطة انفسهم بادعاءات استهدفت وتستهدف ابراز شخصيات ذات كنى (نكرة) , طمحت الى السلطة والنفوذ , اعتمادا على اولى اسس الإستراتيجية الاستعمارية البريطانية (فرق تسد).

المهم في أمر مغادرة هذه الحكومة , عبر الاعداد لانتخابات مبكرة , عدم ممارسة الحكومة الحالية العمل وإيقافها نهائيا , وعدم الوقوع في شرك (حكومة تصريف الأعمال) التي سوف تتيح لذات  الحكومة المدانة اعادة ممارسة العمل من دون مسئولية وهذا بالطبع مايشكل متمنى للمالكي وانصاره ,اذ ان هذا يجعلنا نشطب سنة اخرى وربما اكثر , من حياتنا  ومحاولاتنا الخلاص من المعضلات الوطنية الجوهرية الموروثة عن حكومات ما بعد الاحتلال وآخرها (حكومة الشراكة الوطنية ) الخالية من هذا المسمى .

يقينا ان المالكي خريج (مدرسة الأحزاب السرية ) , وعنصرها التنفيذي المخضرم , قد قرأ تجارب تخص تلك المدرسة , كما قيل من ان الرئيس الأسبق صدام حسين , قد قرأ (هتلر) و(موسليني )  ..فان (المالكي) ايضا , قد قرأ التاريخ بالخطأ , فجاءت اجتهاداته (زوراء) , تاهت فيما بين الصائب والخطأ , وبما انه (ذي رأس قدّت من حجر) , فانه يرى فيما يتخذه او يعمل عليه هو الصواب ! خاصة وانه قد سمح لنفسه باعتماد مستشارين ,  لم تتوفر لهم خصائص المستشار المتوفر على الخبرة ,وسعة الأفق , والتجرد , والنزاهة , فكيف بهذا المستشار المفتقد  لمعظم هذه المزايا , ليفتي مسئولا بقرار ما ؟

مشكلتنا في الطائفية والعرقية والمناطقية , ليست بسبب تمكن هذه الآفات القاتلة من ضمائر شعبنا , بالرغم من ان هامش المتوفر منها فعلا لا يستهان به .. ولكن المشكلة الأعظم , تكمن في ان تلك المنسوبات , صارت المرتكز الذي يستند اليه سياسيون حملتهم الصدفة الى مواقعهم , معتمدين على تأريخ ذوى , ولن يفلح في الحقيقة  مدع  يقول كان ابي , أوعمي , أو مثابتي (الفكرية) قد قال , او فعل ! على صعيد الواقع ..العراقيون اليوم يحتاجون الى قيادات في التشريع والتنفيذ من نمط الملائكة العاملين لوجه الله ! فمن هو ذلك العامل لوجه الله فليتقدم ؟ وانا اجعل قلبي ضامّا له بين جوانحه !

الانتخابات المبكرة ان حلّت بمشاركة سياسيو الصدفة , لا اتوقع منها خيرا مدرارا , بسب جوهري , يكمن في ان السياسيون الحاليون , قد نبتوا في تربة هجينة  فاسدة , اعتمدت المحاصصة الطائفية والعرقية والإقصاء , و انطلقوا من مؤسسة بنيت على الفرقة والإقصاء والتنابز, التي افتى بها المجرم (بريمر) , عبر فرية (التوافقات) , التي لم نجن منها غير الإنقسام والتشرذم  وشرعنة ممارسة تخريب البلاد وتدمير وحدتها , وعندما اقول ذلك ..فاني اعني بهم جميعا ولا أستثني منهم أحدا.. جميع هذه الوجوه التي تطالعنا على الشاشات عمائم , وعقلا , وغترات , وشراويل , ولفات , وافندية , هم غير صالحين للحكم و تسيير الأمور في العراق !

العراق ايها السادة..منذ تاريخ تأسيس دولته الحديثة قبل 90  عاما ونيف  , لم يشهد خلالها حكما دينيا او عرقيا او مناطقيا , باستثناء فترات شاذة أدانها المجتمع , فيما كانت كل الإرتكابات , التي نالت من امن وحرية وعيش واستقرار الشعب العراقي , عبارة عن تصرفات حكام غابت عنهم الحكمة والعدالة وقبل ذلك الأهلية !

اليس لنا الحق في اعتبار نزعة اقصاء الآخر عن تحمل المسئولية , خيانة و(ازورارا) عن رؤية الحقيقة.. وهي ليست من الوطنية في شيء .. اليس في انقياد جماعات نفعية الى المال الخارجي , السعودي , او الإيراني , او القطري , او التركي , خيانة عظمى للعراق ؟ مع معرفة وسبق اصرار , ان ذلك المال لا يقدم من اجل ترصين وحدة العراق , او توفير ظروف المنعة له  .

كل ما نسمعه ونشاهده من استعراضات في (السيرك السياسي العراقي)  لا ينطو على أي تأثير مباشر في تصحيح مسار (عملية) سياسية عرجاء  , بنيت على اخطاء قاتلة , لم تعتمد الكفاءات والخبرات الوطنية والأكاديمية لوضع اسس الممارسة السياسية ..هل يتذكر هؤلاء السياسيون ان عبد الكريم قاسم , عندما اعتمد وزراءه قد اعتمد على شخصيات ذات تاريخ وطني او تخصصي , مثل محمد حديد , وحسين جميل , وعبد الجبار الجومرد, وابراهيم كبة , ومحمد الشواف , وفيصل السامر ..ولكن (العلّة)  اليوم في من تسابق الى الحكم , من شخصيات بنت مجدها على معارضة سلبية , خلت من الفعل المؤثر, عاشت هاربة في (ايران وسورية ولبنان ولندن  وباريس ) ..وعلى هؤلاء السادة المتنفذون اليوم  , تذكر حقيقة ان ليس من بينهم (ماوتسي تونغ) , او (كاسترو) , او ثوار( نيكاراغوا) , او( لومومبو) ولا حتى (نلسون مانديلا)..انما  هم بضع اشخاص لا يعبرون عن شرائح اوقواعد شعبية  واعية .. ومن التف حولهم هم بسطاء الناس , او المتتفعين او المتأثرين بفعل مشاعر دينية او مذهبية أو عرقية , وجد فيها (المحتل الأمريكي ) مطايا طائعة ,  من دون رأي مقوّم او موجّه , وتوسلها لتنفيذ صفحات من مخططه .

 واذا ما أدنّا دورهم , فأننا ندينه مرتان.. المرة الاولى عندما سمحوا لأنفسهم ان يكونوا مسئولون من دون رأي او موقف , والمرة الثانية عندما استمرءوا النفوذ والسلطة والمال  وإبقوا الحالة الراهنة على ما كانت عليه , من دون تصحيح او تقويم يتجاوز الحمى الطائفية , وإقصاء الآخر , وهدر وسرقة المال العام , والعجز عن الأداء المسئول , ونقل امراضهم الطائفية والعرقية الى الشعب , ونحن هنا لا نبرأ احدا !

وبما ان روائحهم قد اصبحت تزكم الأنوف , فان سكوتا  مستكينا , ممالئا لأسباب عاطفية او مذهبية او عرقية لم يعد ممكنا بعد هذا الوقت ! وعلى الجماهير المخدوعة بشعارات فارغة , الإصغاء الى صوت العقل , لنزع ما علق بهم من قناعات مسيسة , وادعاءات فارغة , تبسط من العلاقة الإيمانية بين الناس البسطاء ورموزهم , لتقفز مرة اخرى الى كراسي مسئولية لم يصدقوا لها !

واذا ما نظرنا الى تظاهرات الانباريين حصرا , سنجد انها استثمرت حالة وزير المالية ك( قشّة) أرادو لها (قصم ظهر البعير)..واذا كانت هذه ( القشّة ) قد جمعت هذه الآلاف من اخوتنا  , لسبب كان معلنا في نصرة موقف الوزير وحمايته , فان الوزير باق في منصبه , وحمايته اطلق سراحهم والقضية من الجهة الواقعية قد انتهت .الّا اننا يجب ان نعلم ان تظاهرات ابناء (الأنبار) الكرماء , ماهي الّا انتفاضة شعبية , غارت  مسبباتها في ضمائرهم  , نتيجة لسياسات هوجاء , حاولت كما حاولت انظمة اتخذت من الشمولية والإقصاء , سبيلا للسيطرة وتوجيه الحكم  , تحدوها نظرة قاصرة , ربما تستند الى مقولة مبتكرة ( تلك كانت سنواتهم , وهذه سنواتنا), ولا ريب ان في تلك المقولة , الكثير من تجاوز الواقع المعاش لجهة المواقف السياسية الإقليمية , التي تجد في الأوضاع الداخلية العراقية اهمية خاصة لنفوذها الإقليمي , بعد ان باتت حقيقة (الصراع الشيعي السني) على المستوى الإقليمي واضحة ساطعة , من خلال مشاريع دولية وإقليمية أعد لها بعناية لإذكاء هذا الصراع , وتهيئة الظروف الموضوعية , لكي يؤدي في النتيجة الى تحقيق الأهداف العليا للمتصارعين في جبهتين  ..الأولى تضم (ايران) و(العراق) و(النظام السوري) و(حزب الله) من جهة, وأخرى تضم (تركيا) و(السعودية) و(قطر) و(البارزاني) ..والعراقيون في كل هذا , يغرقون في ازمات متناسلة , جعلت من الأوضاع السياسية مهيئة  للانفجار, حد التهديد ب(حرب اهلية) , يمكن ان تعيد العراق الى ما ظنه الآخرون قد انتهى ,..وهذه الحرب ان حدثت , لن يستفيد منها أي من فئات الشعب العراقي !

وكان أمرا صائبا  , تنبه قيادات التظاهرات الأنبارية , الى محاولات ركوبها باطلاق شعارات فئوية او طائفية استهدفت حرف (النوايا الحسنه) للمتظاهرين , من اجل وضعهم في مواجهة (العداء السافر) للسلطة , المدانة بعدم  معالجتها في حقيقة الأمر مطالب الجماهيرالإبتدائية , التي رفعت شعاراتها في تظاهرات (ساحة التحرير) المتكررة , لتقمع تلك التظاهرات بشتى الوسائل التقليدية والمبتكرة , مما جعلها تتكرر بشكل اشد  في عديد المحافظات , وآخرها (الأنبار) !

الأنباريون , وابناء الغربية عموما , وكذلك الموصليون ليسوا مواطنون من الدرجة الثانية , ليجدوا انفسهم مهمشون في مدنهم , من خلال غمط حقوقهم  , او التعامل معهم بشكل لا ترضاه كراماتهم , من قبل القوات الامنية مثلا , وهم ان رفعوا السلاح بوجه (المحتل الأمريكي) , فانهم قد مارسوا حقهم في رفض احتلال اجنبي لبلادهم , كما  فعلت جماهير واعية لأهداف الاحتلال في مناطق العراق الأخرى , وكان ذلك أيضا بسبب من عنجهية الأحتلال , وتعامله معهم على خلفية نزوع البعض منهم الى الإنضواء في ارتكابات (القاعدة) الإرهابية , التي وجدت من بينهم من يقدم لعناصرها المأوى , والإحتضان , وحتى تقديم  بعض النساء للزواج بهن ! وعندما ضج الناس باعمالهم الإجرامية واكتشفوا اهدافهم التخريبية , انقلب هؤلاء الإرهابيون ليمعنوا  بالمواطنين البسطاء , قتلا وحرقا وتدميرا !

كل ذلك يمكن ان يعزى في كثير من بواعثه , الى العزلة التي فرضت  عليهم من قبل حكومات ما بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم وبتوجيهه..ولا يمكن النظر الى موقف هؤلاء المواطنين  وتعاون البعض منهم مع الإرهابيين ,بمعزل عن قصر نظر السياسيين من بينهم  , وخطل مراهنتهم , على تدخلات دول الإقليم والخليج , والتي اثبتت التجارب عدم سرورهم برؤية عراق مستقر تقوى فيه وحدته !

والآن ترى هل ينزع (المالكي) عنه مخططاته المعتمدة ,على ملفات يقول بصراحة “انه يحتفظ بها  من اجل الإيقاع بخصومه في الوقت المناسب ” ؟ ويتحول الى رجل دولة في مرحلة متميزة , استفحلت خلالها الصراعات الداخلية المغطاة بدوافع شحن اقليمي..وهل سيتمكن (المالكي) من تسخير ( دهاءه السياسي) الموصوف ب(الخباثة) , وتحويله الى (دهاء وطني) يطوق هذه الأزمة ؟ ويجردها من مفاعيلها الخطيرة , وذلك بتنفيذ مطالب المتظاهرين في اطار صلاحياته وتوجيه نوابه ونواب التحالف , لتمرير قوانين تعالج المرفوض من القوانين الحالية , من دون المساس بالثوابت , وأهمها محاربة (الإرهاب الحقيقي) , من دون استخدام كيفي للمادة( 4 ارهاب) , التي يوجد من يقول انها قد اصبحت (المادة 4 سنة ) !  ومن الصواب بمكان , اعادة النظر في نصوص هذه المادة , لتشمل حصرا المخطط والممول والمنفذ لجريمة الإرهاب  ,لا ان تشمل اقرباء واصدقاء المرتكب !وليس من التشاؤم في شيء ان يتوقع المتوقعون تصاعد موجة التظاهرات لتعم العراق كافة , في حالة عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين القابلة للتنفيذ من خلال اجراءات حكومية , فيما يتركز قلقنا حيال  قوانين يتطلب صدورها اقرار مجلس النواب المنقسم على نفسه , وآخر دلائل ذلك , اخفاق المجلس في عقد جلسته الإستثنائية لبحث الأوضاع الراهنة , المحبطة بفعل مقاطعة نواب التحالف والقانون لها . فيما يزداد الشعور بخطورة الانزلاق الى (حرب اهلية) , في حالة  عدم تخلي المتظاهرين عن شعارات (فئوية او طائفية او هامشية) رفعت ,لا تستقيم مع الأهداف العامة للتظاهرات .

هنا يكون امر التنبيه الى ان تلك الحرب لو اشتعلت  ,ستكون الطامة الكبرى للعراق , اذا يتحقق من خلالها (تقسيم العراق) لامحالة !

المالكي فيما اذ جنح الى متمنى المعالجة , التي ينبغي ان تجد لها الأصداء الإيجابية المناسبة , من قبل قيادات التظاهرات الوطنية الواعية ,المجردة عن اهداف تخريب العراق , لا تعد في رأي العقلاء هزيمة امام مناوئين لسياساته , بل انقاذا من الانحدار الى ما لا تحمد عقباه..هل يحقق (المالكي) ذلك ..لا أظن ؟

من المفيد اذن اجراء انتخابات مبكرة  ,ليست وفق سياقات الانتخابات السابقة , بل أن تعد قواعدها تحت اشراف دولي من قبل (الأمم المتحدة) لا تمثل فيه أي من الدول الإقليمية , تفرض عدم مشاركة السياسيين الذين  انتخبوا او تولو السلطة سابقا , عبر ترشيحات فردية , تحددها مواصفات من يتقدم  فرديا الى الترشيح .

وحتى التاسيس لهذه الانتخابات  ,تعفى الحكومة الحالية , ويحل مجلس النواب الحالي ,وتشكل حكومة مصغرة انتقالية , تمارس تنفيذ البرامج المقرة الموضوعة لشتى شئون الأنشطة التنفيذية , تنتهي مسئوليتها بإعلان نتائج الانتخابات العامة الجديدة  , التي سيكون من نتائجها انتخاب رئيس الجمهورية من خلال الترشيح الفردي ايضا ,  وتسمية مجلس النواب الجديد المنتخب وزراء الحكومة القادمة من غير اعضاءه.

هذا بعض فكرة .. وفي غيرها , سوف لن نرى حلا موضوعيا وواقعيا , يجنب العراق والعراقيين , شرور أيام ربما تفوق مآسيها ما عانى منه العراقيون, المظلومون  طويلا  , عبر تاريخ سياسي ,غارق بالعسف والظلم وسرقة اموالهم العامة,  وانتظار فرج لم يأت !

ورود الكلام..

الحكمة تغلب ماسواها ..خلال الحرب العربية الفلسطينية الاولى عام 1948 , ضجت بغداد بالتظاهرات المطالبة بتسفير العراقيين المتطوعين للقتال الى جانب الفلسطينيين , والقوات العربية وفي طليعتها القوات العراقية ..وعندما تحشد الآلاف من العراقيين في ساحة (الشهداء) بكرخ بغداد , للمطالبة بسرعة تسفيرهم الى جبهات القتال , حضر رئيس الوزراء نوري السعيد الى الساحة , ووقف بين المتظاهرين  ليسألهم ..”ماذا تريدون يا أولادي” ؟ فتعالت الهتافات “ارسلونا الى جبهات القتال الآن ّ”.قال لهم السياسي الحكيم ” الآن اصدرت اوامري..وستصل السيارات العسكرية لنقلكم الى جبهات القتال بعد دقائق ” ! وقبل انتهاء السعيد من كلماته فرغت الساحة من شاغليها , لتنته تلك التظاهرات بسلام !

“منين أجيب أزرار للزيجه هدل ” ؟

(معلومات لم تنشر من قبل عن نوري السعيد , في كتابي  أوراقي في الصحافة والحياة –  تحت الطبع )

أحدث المقالات

أحدث المقالات