7 أبريل، 2024 12:08 ص
Search
Close this search box.

امنيات على رفوف قديمة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اكثر ما تعيش الامنيات واحلام اليقظة في شعوبنا العربية كونهم شعوب تعود الاغلبية فيهم على طلب المستحيل والتعلق به. واليوم نجد الجميع يعيشون لحظات سعيدة وقت فراغهم مع هذه الامنيات المستحيل تحقيقها لأسباب عديدة اهمها عدم انسجامها مع ارض الواقع والهرولة في عالم خيالي حتى وان كان موجود عند البعض لكنه احيانا يصبح من مستحيلات التحقق عند الآخرين.. فالتقسيم السماوي للأرزاق مبني على اساس اعجاز رباني لا يمكن تحقيق اغلبه من المخلوق الا بأمر الخالق..
واما ما تلعبه الصدف احيانا ومانسميه نصيب وضربة حظ فهذا ايضا يدخل ضمن اقدار الرزق… ولكن ليس كل الامنيات مستحيلة.. فالبعض منها ممكن تحقيقه اذا استخدم الانسان عقله وتفكيره بصورة صحيحة وعندها لن تكون من المستحيلات. فمثلا الطالب في دراسته اذا كان مثابر ومهتم ولديه جدول خاص بدراسته البيتية اضافة الى المدرسة يستطيع الحصول على معدل يؤهله لاختيار كلية جامعية ربما كانت من اماني الطفولة عنده.. وكذلك الموظف الكفوء باستطاعته بتقديم الحلول المناسبة وايجاد البدائل عن الروتين عندها سوف يكون قائد لتلك الدائرة او الشركة.. وعندما نتطرق للقطاع الخاص نجد ان اغلب ارباب العمل استطاعوا ان يطورا أعمالهم ويستفادوا من ذلك ارباح كثيرة واصبحت اليوم لديهم رؤوس اموال ربما كانوا يحسبونها في خانة المستحيلات ايضا… ويبقى القطاع الزراعي والذي بقي مشلولا لحد هذه اللحظة مع الاسف الشديد وكأننا نعيش في صحراء قاحلة جرداء ولايوجد لدينا نهران عظيمان دجلة والفرات ولقد اصبحت امنيتنا في هذا القطاع حلم بعيد المنال بسبب قلة الايادي العاملة في قطاع الزراعة واهمال الدولة لتلك المشاريع على اعتبارها مشاريع فردية تخص الفلاح نفسه.. فمن يملك الارض الزراعية اليوم وللأسف يفكر في القطاع الوظيفي دون التفكير بقطاع الخير والبركة بحجة عدم دعم الاسعار وغيرها وربما لو قام كل فلاح بحفر بئر للمياه الجوفية في ارضه واعتمد زراعة الحبوب فقط مع وجود مرشاة زراعية لكان الوارد المادي في الانتاج الزراعي اكثر من الوارد الوظيفي ولوجدنا انفسنا نبتعد عن كل شيء مستورد من الخارج…
من هذا المثال البسيط اوجه سؤالي الى كل القراء الكرام هل استطعت ان تحقق بعض امنياتك وهل سهرت الليالي وقدمت تضحيات وتعب كثير لتحقيقها ام هي ضربة حظ وهل اقتنعت بتلك الاماني ام مازال هناك بعضها معلق فوق الرفوف ينتظر تحقيقه او من المستحيل تحقيقه لأسباب كثيرة اهمها تقدم العمر او تغيير الواقع الاجتماعي او الانتقال الى واقع جغرافي جديد.. ولكن واقع الحال يقول لابد ان تبقى لكل منا بعض الامنيات لا يمكن تحقيقها ومازالت على الرفوف القديمة لان قسم منها ربما اصبح من عالم الخيال….

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب