18 ديسمبر، 2024 9:53 م

امنعوا السفر الخارجي للرياضة

امنعوا السفر الخارجي للرياضة

كلنا يعلم مقدار التقهقر والتردي الذي لاحق الرياضة العراقية والدرك الاسفل الذي وصلت اليه ، وكلنا يعلم ايضا مقدار الاموال الطائلة التي صرفت على الرياضة ، والعلة تكمن في غياب الرؤية البناءة والخطط الستراتيجية لاصحاب الشأن ، يعززها الفساد المبني على قاعدتين اساسيتين ” ان لم تستح فاصنع ما شئت ” و ” من امن العقاب اساء التصرف ”
والرياضة العراقية وممارسيها اداريا وعمليا وضمن تعريفها العراقي هي عمل اختياري تطوعي ترعاه الدولة كما ترعى اي من مؤسسات المجتمع المدني  ولكن باموال اكثر لما للرياضة من شأن اكبر .
غدق الاموال بصورة غير مدروسة جعلته سائبا ، مما سال اللعاب عليه هذا اذا ما علمنا بان الغالب من العراقيين قد ذاقوا ما ذاقوا من ويلات الفقر وذل العيش نتيجة الحصار ، ادى ( وكان من حقهم ) ان يتبعوا الكثير من الطرق المختلفة لاطعام عوائلهم ولست مغاليا لو قبلت  حينها معظم الاعمال غير الاخلاقية ( كالسرقة ، والتملق ، والاحتيال ، ….الخ ) وهذا ادى الى استمراء تلك الصفات وجعلت من التكسب غير المشروع سبة يعتمد عليها في الحياة عززها الفاسدون الذين تصدوا لادارة البلد ففلت المجتمع .
انعكس الحال على معظم مفاصل الحياة والرياضة منها ، فانغمس الغالب في لجة الفساد واصبح الفساد حالة طبيعية ، بحيث ان المطالب اصبحت جلها تعتمد على الترجي بان ( اسرق وقدم شيء ) بعد ان يأس الجميع من ان هناك من يعمل فالسرقة والفساد هما السائدان .
فاصبح التكالب والتقاتل على احتلال المناصب الادارية والتي هي تطوعية !! فتجد فقط في العراق قتال كبير من اجل المناصب الادارية التطوعية ،  وصل الى ان قام اهم مشاهير البلد برمي احدها الاخر برمانات يدوية فضلا عن عمليات التهديد والاغتيال التي طالت البعض وهذا يشمل كل انواع الرياضة العراقية ، فلذلك تجد نفس الوجوه هي التي تقود رغم تردي وتقهقر وموت الرياضة ولا من حسيب ولا رقيب فالكل يشتري ذمة الكل ، ولايزال الوضع قائما كما هو عليه .
فالاندية  الرياضية والاتحادات بقوانينها النافذة الحالية قد كرست الفساد فتطشر  المال العام وتبخر في جيوب المتنفذين واصبحت الغلة يتقاسمها اعضاء الاتحادات والاندية وخصوصا في موضوع السفرات الخارجية والتي تتقسم في بداية الموسم،  تلك السفرة لك وتلك السفرة لي ، والسفرة لا تقتضي على موضوع السياحة المفرغ منه وانما يصاحبها الموضوع الاهم هو سرقة نقود الايفاد من خلال الية متقنة يساعدها بذلك البيروقراطية الفاسدة عند  المشرفين على الامر ، فزورت ايصالات الفنادق واجور النقل والمصرف اليومي وقبل المحاسبون بذلك وبتواطئ لعين ، ادى لافراغ الاتحادات والاندية من الاموال التي خصصت للرياضي ولوجستياته فلذلك غاب رياضيونا عن منصات التتويج واصبح الفوز على تايوان  كرويا انجازا لا يفوقه انجاز ، وحصول مصارع على ذهب غرب اسيا  بتفوقه على لاعب سعودي انجازا ، ونادي يتاهل الى دور الثمان بكرة اليد عربيا كذلك انجازا وهكذا دواليك .
للتخلص من هذا العبأ الثقيل ولنصحو من موتنا السريري علينا ان نتخذ حزمة اجراءات اهمها تغيير الية الانتخابات وكذلك النظم الداخلية  للاتحادات والاندية ، وغلق ابيار الاموال التي تمنح من الدولة والتركيز على تطوير الرياضة داخليا من خلال الحد من السفرات واتمنى ان يصدر قرارا بان لاسفرا خارجيا للرياضة لمدة اربع سنوات ، اعلم بان مثل هذا القرار سيحرم البعض من الولوج في عالم الانجاز رغم عدمه الان ،  لان الانجاز الرياضي يتناسب عكسيا مع العمر   ، لكن لاباس في ان نضحي بذلك من اجل تصحيح المسار وترسيخ معالم الانجاز داخليا من خلال التاكيد على البنى التحتية وتثبيت الاسس الرصينة التي ستعلو  فوقها ابنية الرياضة وعلى اختلاف مشاربها  ، فالاموال التي تذهب سدى في بطولات خارجية لا يتحصل منها العراق حتى على بعض مراتب الشرف اجدى بها ان تصرف على بناء الرياضي العراقي من الداخل ولو تمعنا بكمية الاموال المبذرة  خارحيا والتي ستصرف بداخل العراق على انشطة ودوريات رياضية لعلمنا مدى الايجاب  الذي سيتحصل عليه الرياضي العراقي،  فهناك لعبات بالعراق لا يتنافس رياضيها الا مرة واحدة بالسنة في الوقت الذي يجب ان يتنافسوا مرات ومرات والكل يعرف حجم الايجاب الذي سيحصل عليه الرياضي أثر تلك المنافسات فضلا عن ما سيصرف في بناء البنى التحتية للرياضة ، فامنعوا السفر واعصبوها براسي وسترون النتائج .
وكما قالوا ” لاتنحدر الطريق ، الا اذا اصبحتَ تشعر بانه لم يعد امامك هدف يمكن تحقيقه “