18 ديسمبر، 2024 3:54 م

امسحوها بلحية داعش

امسحوها بلحية داعش

المتتبع لبيانات داعش أو التنظيم الأم “القاعدة في بلاد الرافدين” في العراق على الانترنت منذ اكثر من عشرة سنوات يتضح له ان أي مجموعة ارهابية تستطيع ارتكاب جرائم وتنسبها داعش أو تنظيم القاعدة, فكل ما تحتاجه لاخفاء الحقيقة وايقاف عمل اللجان التحقيقية ومسح الجريمة بلحية داعش هو مجرد بيان على الانترنت تحت يافطة داعش.

بعد حوالي ساعة من اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري في14 شباط 2005 ظهر رجل ملتحي ادعى ان اسمه ابو أنس الشامي وهو قائد تنظيم القاعدة في بلاد الشام استهدف تنظيمه الحريري لعلاقته بالسعودية, لكن بعد ان اتصلت السعودية ببشار ووبخته اختفى ابو انس الشامي ولم يظهر حتى حين اصبحت اراضي كبيرة من سورية تحت سيطرة التنظيمات الارهابية. وعلى العكس تماما فقد اشارت نتائج تحقيقات المحكمة الدولية الى تورط النظام السوري وحزب الله في العملية.

زامن تفجيرا وقع قرب بناية البرلمان العراقي ادى الى قتل خمسة اشخاص نهاية 28/11/ 2011, زامن حملة اتهامات متبادلة بدعم الارهاب بين رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس البرلمان في حينها أسامة النجيفي.أكد مكتب النجيفي أن التفجير كان محاولة لاغتياله، في حين رد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالتأكيد أن التفجير كان يستهدفه شخصيا لانه كان ينوي زيارة البرلمان.

وعندما اشتدت حملة تبادل الاتهامات عمن وراء التفجير ومن هو المستهدف, أجاب تنظيم القاعدة في العاشر من كانون الثاني 2012 باعلان مسؤوليته عن تفجير البرلمان مؤكدا أنه كان يستهدف رئيس الوزراء نوري المالكي ليؤكد ادعاءات المالكي رغم ثبوت تهمة ادخال السيارة المفخخة او الانتحاري على افراد حماية النائب جعفر الموسوي ( اغتيل احدهم في الكرادة لاخفاء الادلة). وكان اتهم التيار الصدري في حينها من أسماهم ب “رؤوس كبيرة” مشاركة بالعملية السياسية في ذلك الهجوم.

وفي اليوم الأول من هذا العام 2015 هاجم مسلحون سيارة تقل أئمة سنة في الزبير فقتلوا اربعة منهم وجرحوا اثنان. ورغم ان الحوادث السابقة تشير الى تورط ميليشيات شيعية بالعملية حيث سبقت اغتيالهم حملة مسعورة لافراغ البصرة من مواطنيها السنة, حسب رئيس قسم حقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” فرانسيسكو موتا في 2014 وحده لقي ما لا يقل عن 19 مدنياً سنياً مصرعهم وأُصيب 19 آخرون في موجة من عمليات القتل المستهدف والخطف. وبعد ان طالبت جهات سنية وشيعية معتدلة على راسهم المرجعية الشيعية في النجف بوجوب القبض على المنفذين, أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي شرطة البصرة بالتحقيق والقاء القبض على الفاعلين فورا. لكن ما ان بدأ التحقيق والبحث عن الفاعل, أصدر تنظيم داعش بيانا تم نشره على المواقع الالكترونية تبنى فيه قتل رجال الدين في البصرة متوعدا بعقوبة أشد, وكأنه يقول لاداعي للتحقيق.

مساء الجمعة الفائت 13 شباط 2015, قام مجهولون يرتدون الزي العسكري يستقلون عجلات بيك آب مدنية بدون ارقام, قاموا باعتراض موكب النائب عن اتحاد القوى الوطنية زيد الجنابي واقتادوه ومرافقيه البالغ عددهم عشرة أشخاص إلى منطقة الشعب شمال بغداد، حيث تم اعدام جميع مرافقي النائب، بضمنهم الشيخ سويدان وأبنه محمد.

ومنعا لانهيار التوافق السياسي الشيعي السني وللحفاظ على العملية السياسية,سارع تنظيم داعش الى تبني العملية قبل ان تسري خلافات كبيرة بين مكونات الحكومة العراقية. يقول بيان داعش انه استهدف النائب لانه استقبل في منزله مواطنين واستمع الى تظلماتهم.

أخيرا, لاشك ان داعش وقبله القاعدة لم يدخرا جهدا في ارتكاب الجرائم الشنيعة من تفجير وتفخيخ واغتيالات وذبح ورغم مسؤوليتهما عن اغلب الهجمات الارهابية لكن ليس بالضرورة ان يكون التنظيمان مسؤولين عن كل الجرائم والاغتيالات والتفجيرات التي حصلت وتحصل في العراق.