18 ديسمبر، 2024 6:05 م

امريكا و فشل المفاوضات النووية      

امريكا و فشل المفاوضات النووية      

  ماذا ينتظر المنطقة والعالم..؟بعد فشل المباحثات النووية بين الدول (الخمس+1)وايران ،حول برنامجها النووي العسكري المثير للجدل ،والذي قارب على الانتهاء في العام المقبل ،كما تؤكد المصادر النووية العالمية،وامام اصرار ايراني عجيب وتحد سافر لكل العالم في الذهاب الى النهاية للحصول على القنبلة النووية ،باية صورة حتى لوقامت الحرب بينها وبين الدول العظمى ،للاجابة عن هذا التساؤل وغيره نحاول ان نحلل الاحداث كما هي على الارض لنعرف حقيقة ما سوف يحل بالمنطقة من خراب ودمار وتقسيم ،اكثر مما حل به الان ،ونسلط الضوء على الاستيراتيجية الامريكية الجديدة في الشرق الاوسط،بعد فشل وهزيمة الاستيراتيجية القديمة في كل من سوريا والعراق تحديدا،وبروز نفوذ ايران القوي واللافت في المنطقة ،بعد سيطرتها على (العواصم العربية الاربع)،ومحاولة التمدد والتوسع افقيا وعاموديا في العالم لاقامة الامبراطورية  الفارسية ونشر التشيع الصفوي ،في سباق واضح بينها وبين امريكا ،التي تريد ان تصبح القوة العظمى الى الابد في العالم ،والان يمكننا القول ان الاوضاع التي تشهدها المنطقة تنذر بالكثير من المفاجات العسكرية ،والتحولات الاستيراتيجية ،خاصة بعد ظهور قوة(لاتقهر) للدولة الاسلامية في العراق والشام ،والتي تسميها امريكا وغيرها (تصغيراواختصارا) ب(داعش)،على العموم هذه اصبحت حقيقة على الارض ،بعد ان اجتاحت مدنا عراقية وسيطرت عليها ،بالقوة مع هروب مخجل لجيش يمتلك احدث الاسلحة والدبابات والهمرات والتقنيات العسكرية الحديثة واكثر من(120)الف جندي ،ونقصد بتلك المدن وهي مدن رئيسية مهمة جدا استيراتيجيا وعسكريا واقتصاديا مثل الموصل والانبار وصلاح الدين ،وهكذا اوجدت امريكا قوة مناهضة لها تحاول فرض هيمنتها وسيطرتها على دول مناطق نفوذ وموارد هائلة في الطاقة لادامة زخم مشروعها العالمي (اقامة دولة الخلافة الاسلامية)وحسب برنامجها المعلن ،هنا انفضح التعاون الامريكي- الايراني وبانت عورة امريكا امام العالم وظهر تعاونها اللوجستي العسكري مع ايران ،في كل من العراق وسوريا ،ضد المقاومة العراقية الباسلة ،قبل ظهور الدولة الاسلامية ،وهذا ما يؤكد بروز الحرس الثوري وفيلق القدس الايراني وميليشيات ايرانية بزي عراقي في المشهد العراقي والسوري،وظهر التعاون على شكل تصريحات ايرانية معلنة(السماء لامريكا والارض لايران في العراق )،ويقصدون ان من يسيطر على الارض العراقية ايران بحرسها وفيلق القدس وميليشياتها ،فيما تسيطر الطائرات الامريكية على السماء العراقية ،عدا التعاون العسكري بتزويد الحكومات بكل انواع الاسلحة والصواريخ والطائرات والعتاد وغيرها ،اذن التعاون العسكري الامريكي –الايراني لم يعد سريا ،وهو نوع من التخادم العسكري والسياسي ،فالاف المستشارين العسكريين الامريكان ،يشاركون في المعارك الجارية جنبا الى جنب مع قاسم سليماني وقواته وميليشياته ،وبأسناد جوي امريكي ،لمواجهة ثورة العشائر ،التي تحولت في الاعلام الامريكي والايراني والعراقي الى الحرب على داعش ،وكأن كل الذين يقاتلون في المدن دفاعا عن شرفهم وحقوقهم المسلوبة، وكرامتهم والانتهاكات التي يتعرضون لها والتهجير على يد الميليشيات والجيش الطائفي ،هم (داعش)،وهكذا ذهب اللقب الى ان كل (سني هو داعش وان لم ينتم)،بهذا المنطق الاعوج والاهوج للحكومات وبالاخص حكومة نوري المالكي الطائفية ،اندمج الثوار والفصائل المسلحة الاسلامية مع تنظيمات الدولة الاسلامية عنوة ،بفضل السياسة الرعناء الطائفية للحكومات وتعاملها الطائفي وحقدها الطائفي ،وارضاء لسيدتها ايران التي توجه سياستها بهذا الشكل لتصل به الى الحرب الاهلية الطائفية البشعة كما نراها الان في العراق،وافشال ساحات الاعتصام السلمية المطالبة بالحقوق المشروعة للمتظاهرين ،اليوم اصبح الامر مختلف جدا ،واكثر خطورة وغموضا وحراجة امام ادارة اوباما ،بعد فشل استراتيجيته ،لذلك اعلن عن استيراتيجية جديدة ،تقوم على تحشيد دولي لمحاربة الدولة الاسلامية وهزيمتها في العراق وسوريا هكذا يصف اوباما في خطابه الاخير الاوضاع ،لذلك استدرج الدول المتحالفة ،لانقاذ سمعة امريكا التي انداست في الوحل في كل من العراق وسوريا ،فاعلن اوباما انه سوف تكون المعركة الحاسمة مع (داعش) في الموصل ،فارسل غربان طائراته لتضرب المدينة ليل نهار وتستهدف المدنيين  ومنشآت حكومية في المدينة ،ولاتستهدف عناصر الدولة كما تشيع ،وهكذا قرر اوباما (ضرورة تغير نظام الاسد لكي يستطيع القضاء على الدولة الاسلامية، فلا يمكن نجاح استيراتيجيته بالقضاء على داعش قبل تغيير نظام الاسد )،هذه هي استراتيجية اوباما الجديدة في المنطقة ،فالى اي مدى يستطيع تحقيقها في ظل نفوذ وتوسع وتمدد الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ،هنا يبرز سؤال اخر ،لم يغفله المحللون ،لماذا اطلقت امريكا يد ايران كلها في العراق طوال هذه السنوات ،وسمحت للميليشيات والحرس الثوري وفيلق القدس ان يعيث بالعراقيين قتلا وتهجيرا واغتيالا بقيادة قاسم سليماني ،في حين حاربت الفصائل الاخرى المعارضة لمشروعها التقسيمي في المنطقة ،نقول كان ذلك على اثر صفقة البرنامج النووي الايراني والاتفاق مع ادارة اوباما ،ولكن وعندما وصلت الاوضاع الى طريق مسدود مع ايران بخصوص المفاوضات النووية وتعنتها واصرارها على مواصلة انجاز مشروعها النووي العسكري الذي بات يهدد العالم ،اخذت تعرقل المفاوضات وتتجاهل  نداءات العالم لها ،والسبب تخبط السياسة الامريكية وفشلها في العراق ،جعل النفوذ الايراني غير مسيطر عليه في العراق والمنطقة عموما ،وسقط اوباما في فخ ايران النووي،فماذا سيفعل اذا فشلت الجولة الاخيرة القادمة مع طهران ،والذئب على ابواب العراقيين كما قال اوباما نفسه،يقينا ان استيراتيجية اوباما الجديدة لن تنقذه من هذا المآزق الايراني  في العراق ،امام قوة نفوذ وهيمنة وسطوة الميليشيات التي يسميها (البعض) الحشد الشعبي ،وهي عبارة عن جيش متكامل تابع لايران ويشرف عليه قائد القوات البرية الايرانية ،وقد تم تاسيسه وتمويله وتسليحه في ايران على غرار الحرس الثوري الايراني ،حتى تمت تسميته الحرس الثوري العراقي ،ليكون جيش ايران في المنطقة على غرار حزب الله اللبناني،فهل يستطيع ابواما ان ينفذ استراتيجيته اذا فشلت المفاوضات النووية مع ايران وكل المؤشرات تؤكد فشلها الحتمي امام عناد الايرانيين ،واستيراتيجيته تحتم عليه مواجهة ايران وضرب مفاعلها النووي وتدميره بالكامل والقضاء على الميليشيات في العراق والموافقة على احالة حزب الله اللبناني على قائمة التنظيمات الارهابية في العالم ويقية الميليشيات التابعة لايران في المنطقة كالحوثيين وجمعية الوفاق البحرينية وميليشيات بدر وحزب الله العراقي وعصائب اهل الحق وسرايا السلام وغيرها ،وهي مفاتيح امريكية للجم النفوذ الايراني في المنطقة،اما الدولة الاسلامية فهي نتاج ظهور النفوذ والهيمنة والاجرام الميليشياوي الايراني في العراق وسورية ،المعركة القادمة مع ايران تحددها المفاوضات القادمة في جولتها الاخيرة ،عندها ستكون امريكا والدول الغربية امام مواجهة ايران النووية ……………….؟