23 ديسمبر، 2024 9:15 ص

امريكا ونبؤات المستقبل

امريكا ونبؤات المستقبل

وصف احد اصدقائنا الحكماء – وهم كما تعلمون قلة في هذا الزمان – امريكا بالثور الهائج المنفلت العقال وذلك بعد احداث سوريا التي لم تسقط نظام بشار الاسد رغم مرور مايقارب الثلاثة اعوام من الحرب الطاحنة بين الجماعات الارهابية والجيش العربي السوري . فخلال تلك الفترة انتقل الملف السوري من يد الى اخرى. فاولا كانت قطر هي المسؤولة عنه وعندما فشلت انتقل الملف الى السعودية وبالتحديد في يد رئيس الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان .ويبدو ان واشنطن وبعد تلك المراحل العجاف تسعى الى الامساك بالملف السوري مباشرة وبدون وسائط حيث تراهن على الضربة العسكرية على غرار ماحصل في ليبيا وقبلها العراق. ولكن لاتصدقوا مايطرح في الاعلام الامريكي بان واشنطن ستقوم بضربة عسكرية محدودة دون استخدام قواتها على الارض وهذا ما قالته في العراق وما قالته في ليبيا وما تقوله اليوم بخصوص العدوان على سوريا الا ان المعطيات جاءت على خلاف ماقيل وما يقال . في هذا السياق يقول احد الكتاب الامريكان ان الرئيس  اوباما يعتقد جازما ان دوره سيكون اكبر من دور جورج بوش الاب والابن على حد سواء بل ويعتقد بانه المسيح المخلّص  وقد أظهر آخر استطلاع اجرته شركة “بابليك بوليسي بولينغ” أن نسبة كبيرة من الأمريكيين يثقون بنظرية المؤامرة: إذ تعتقد نسبة 29% من الأمريكيين أن اوباما هو المسيح الدجال . الى ذلك كتبت صحيفة غارديان البريطانية العنوان التالي: “استبيان يظهر أن ربع الأمريكيين يعتقدون أن أوباما هو المسيح الدجال , كما ان برلسكوني رئيس الوزراء الايطالي السابق قال بداية انتخاب اوباما  أن العالم قد استقبل أوباما على أنه المسيح الجديد وهي التصريحات التي ادت به الى مسلسل من الفضائح وبالتالي دفعت به الى الافول والخروج من المعترك السياسي رغم انه احد اعمدة الماسونية في ايطاليا .كما ان حزب التجديد الاسلامي السعودي المعارض اشار الى ان اوباما هو المقصود بقول  الصحابة (رض) ان الكعبة يهدمها رجل حبشي حمش الساقين اصمع الاذنين. والادهى هو ان مجئ اوباما الى السلطة ترافق ودعاية كبيرة له على انه مسلم ومن اصول افريقية مما يمكن القول انها دعايات تندرج ضمن سياق الدجل الذي اُريد له ان ينطلي على شعوبنا المسكينة التي تتعلق بالامال وتعيش في بحبوحة الاوهام . اما بعض روايات التوراة فتؤكد ان نهاية اسرائيل تكون بموت اخر ملوكهم وهو شارون وراينا كم حاولت اسرائيل ابقاء شارون على قيد الحياة رغم انه ميت سريريا وعليه فهم يعتقدون ان لانجاة لهم من هذه النبوءة الا بحرب عالمية جديدة تكون هذه المرة على يد المسيح الدجال الذي ارتأوا ان يكون السيد بركة بن حسين اوباما باعتباره هو البشارة لهم في زمن السقوط المرتقب . وقد اشار الى ذلك الحاخام عوفيديا الذي شبّه اوباما بالملك داوود بعد ان تكرر اسم الرئيس الأميركي في أسفار (الكتاب المقدس). اما  الضجة بشان وجود اشارات لاوباما في الكتب المقدسة فقد كشف عنها حاخامات معهد ((هارعتسيون)) الديني في القدس المحتلة الذين اكدوا انهم بحثوا عن اسم أوباما في نصوص الكتاب المقدس وعثروا عليه ثلاث مرات في أسفار مختلفة وفي سياقات ترتبط بإندلاع حرب يأجوج ومأجوج.ويقول الحاخام مردخاي شاكيد لصحيفة ((يديعوت احرونوت)) انه منذ ترشح أوباما لرئاسة الولايات المتحدة بدأوا في تكثيف البحث عن النبوءات التوراتية التي ذكرت أوباما وباستخدام برامج كمبيوتر متطورة تعتمد على حساب ((الجُمل)) وهو حساب الحروف والأرقام تبين ان الاسم ورد رمزاً في أسفار ((التكوين)) و((حزقيال)) و((آرميا)) في سفر ((حزقيال) وردت كلمة ((رئيس)) ثم وردت حروف اسم ((أوباما)) متفرقة بحيث يفصل بين كل حرف سبعة حروف عبرية مقدسة ويحظى الرقم ((سبعة)) بقداسة بالغة في الكتب السماوية الثلاثة.وأوضح الحاخام يوني بارنون ان اسم ((أوباما)) ورد في نبوءات سفر ((حزقيال)) وتحديداً في الاصحاح 38، الآية الثانية.. ويضيف هؤلاء ان اسم اوباما ورد ضمن نبوءة توضح انه الرئيس الذي ستندلع حرب ((يأجوج ومأجوج)) في عهده ومن ثم تقوم القيامة على سكان الكرة الأرضية.. ويشدد الحاخامات على ان المسيح الدجال سيخوض حربا مع سوريا وايران وان صواريخه ستدك كل نقاط الشرق الاوسط بما فيها الكعبة المشرفة وان بناء الهيكل المقدس هو ضمن جهود المسيح الدجال الذي سيحقق لاسرائيل المجد من جديد حسب قولهم .وقد شبهت الصحافة الروسية اوباما قبل فترته الثانية بستالين ورغبته العارمة في القضاء على المسيحية والاسلام واشارت الى ان اوباما قام بإرسال وكيل النائب العام السيدة ليوندرا كروجر للإدعاء أمام المحكمة العليا الأمريكية بأن الحكومة فقط هى من تملك السلطة داخل الكنيسة والمطالبة بأن يكون حق تعيين وإقالة القسيسين والكهنة من إختصاص الحكومة وإنتزاع هذا الحق من الكنيسة مما أثار موجات من الجدل داخل المجتمع الأميركى المحافظ خوفاً من قيام إدارة أوباما بتعيين قسيسين من النساء أو الشواذ جنسيا وهو ما ترفضه الكنائس بشدة ويرحب به أوباما نظراً لتعاطفه الظاهر مع مساواة المرأة بالرجل ومناداته بحرية الزواج من مثلى الجنس. وهذة ليست المرة الأولى لحدوث مثل هذا الصدام بين أوباما والكنيسة فقد أساء أوباما للمسيحية أثناء حملته الإنتخابية الأولى عام 2008 قبل توليه الحكم عندما قال ” المسيحيون متخلفون لأنهم يتمسكون بتعاليم الإنجيل كما هاجم الاسلام في عدد من خطاباته. هذا وقد لقى أوباما معارضة شديدة من الجماهير المتدينة وبعض الساسة والمفكرين المحافظين مما جعلهم يصفونه بأنه المسيح الدجال المذكور فى النبؤات والذى سيجىء ليحكم العالم، وقد أنتشر فيديو على اليوتيوب يقوم فيه الرئيس الأميركى بإلقاء كلمة فى لوس أنجلوس فقام أحد الحضور بالصراخ متهما إياه بأنه المسيح الدجال وسط محاولة باقى الحضور التشويش على الرجل ومطالبتهم أوباما بالترشح لأربعة أعوام أخرى حتى تدخلت الحراسة الخاصة به وأبعدت الرجل عن المؤتمر.ومهما يكن من صحة هذه الروايات اوعدمها فالثابت سياسيا ان عددا كبيرا من المراقبين يستغربون اصرار اوباما على توجيه ضربة عسكرية لسوريا رغم كل المؤشرات الخطرة التي تكتنف هكذا خيار ويشدد هؤلاء على ان العدوان الامريكي على سوريا يحمل في طياته مخاطر جدية ستكون عواقبها كارثية اكثر مما شهدناه في حرب افغانستان والعراق وليبيا. ويرى هؤلاء ايضا ان المنطقة القائمة على محيط من البارود سوف تشتعل هذه المرة وستكون المصالح الامريكية عرضة للدماروالخراب.ويعتقد خبراء السياسة والاستراتيجيا ان امريكا ما زالت تعيش في مرحلة ماقبل ضربها للعراق وافغانستان وليبيا متجاهلة حقيقة التطورات الهائلة التي جرت وتجري في المنطقة . فضرب العراق وليبيا وافغانستان جاء في وقت الانظمة الاستبدادية والديكتاتورية والشعوب كانت تتطلع للخلاص تحت اي عنوان كان مما ابعد هذه الشعوب عن ساحة المواجهة الا ان المرحلة اليوم تختلف عن سابقاتها وقد ارست دعائمها تحركات الشعوب في المنطقة كما تغذيها امتلاك بعض الجماعات اسلحة مدمرة كانت قد وقعت في ايديها بعد سقوط القذافي وصدام. كما ان خطأ الغرب القاتل بما فيها امريكا هو قيامها بتزويد هذه الجماعات في سوريا باسلحة فتاكة بما فيها السلاح الكيمياوي مما يعني عدم التحكم بمسار الوضع الاقليمي في اي صراع سيحتدم في المنطقة . وان اية ضربة ستوجه لسوريا ستفسح المجال لكل هذه الجماعات لان تمارس دورا في ترتيب اوراقها وانتخاب اهدافها . وطبعا لاننسى ان هناك جماعات عقائدية مؤدلجة معادية للغرب الذي تعتبره عدوها اللدود مما يعني ان واشنطن وبهذه المغامرة الجنونية ستفتح باب الشيطان عليها بعد ان حاولت ان تتقمص هذا الدور الذي سيعود عليها بالويل وعظائم الامور . والايام القادمة ستكشف حقيقة هذه الاستنتاجات وهذه الكلمات وقديما قالوا : من سل سيف البغي عوقب به. ومن حفر حفرة في الظلام تخبط في دياجيرها وقال العرفاء والحكماء ان الله يمهل ولايهمل…