17 أبريل، 2024 7:07 ص
Search
Close this search box.

امريكا ومشهد فرق التفتيش من جديد

Facebook
Twitter
LinkedIn

دخول الازمة السورية مرحلة ارسال فرق التفتيش وتدمير الخزين الكيماوي السوري يذكرنا بمارثون فرق التفتيش في العراق , يذكرنا بأسماء ربما تظهر مرة ثانية على الساحة السورية مثل (رالف اكيوس و ديفيد كي) اللذان اصبحا من الشخصيات المشهورة نظرا لطول فترة عملهما بفرق التفتيش في العراق وتركيز الاعلام في ذلك الوقت على جولاتهم التفتيشية المعلنة والمفاجئة ولعبة القط والفار بينهما وبين السلطات العراقية خلال عقد التسعينات .
سوف تدخل الازمة السورية في معركة جديدة بين السلطات السورية وفرق التفتيش التي تعمل بطريقة بطيئة جدا مما يجعل عملها يطول لفترة غير معلومة و وسوف يبقى مبدأ انعدام الثقة في الجانب السوري قائما الى نهاية اللعبة والتي حتما سوف لا تنتهي إلا بضربة تكون مشابهة لما حدث في العراق .
 استمرت فرق التفتيش  في العراق لأكثر من عقد من الزمان تفتش القصور والمواقع العسكرية والمدنية في مختلف ارجاء العراق ولم تقتنع يوما وتحدد ما تبقى لدى العراق من اسلحة دمار شامل . اذا المعركة طويلة وسوف تكون معركة استنزاف لكافة الاطراف , المهم لدى الدول العظمى ان يستمر القتل لكن ليس بأسلحة دمار شامل , انهم يريدون قتلا مستمرا بأسلحة تقليدية يأخذ وقتا طويلا ويجعل المعركة بين الجيش الحر والنظام السوري معركة لا غالب ولا مغلوب الكل سواسيا , بالطبع هذا الوضع يرضي الاطراف المؤيدة لسوريا لان ايران سوف تبقي ذراعها القوي في المنطقة وهو حزب الله وروسيا سوف تبقى تمارس الدور الذي اعاد لها جزء من قوتها وهيبتها منذ الحرب الباردة على حساب اميركا والغرب .
السؤال الذي يطرح نفسه ماذا سوف يجني اوباما من هذا الوضع الذي اضر كثيرا بسمعة امريكا ومصداقيتها فيما يتعلق بالدفاع عن الخطوط الحمر التي رسموها لنظام بشار وعن الانسانية ؟ بالتأكيد ان اوباما سوف يقول للرأي العام وللكونكرس و للعالم بأننا بمجرد ان استعرضنا قواتنا في مياه البحر الابيض والأحمر اجبرنا نظام بشار على الانصياع لما نريد وهو تدمير خزينه الكيماوي وهذا في حد ذاته يحسب نصرا لامريكا , ولكنه نسى ان العالم بدا  ينظر من زاوية اخرى  الى سلوك امريكا الخارجي وخاصة فيما يتعلق بالشرق الاوسط وبدا يعي الحالة الانهزامية والخوف الامريكي من استخدام القوة من جديد لكي لا يتكرر سيناريو العراق . احتاجت امريكا اكثر من ثلاثين سنه لكي تدخل في حرب حقيقية وتحرر الكويت من العراق عام 1991 وتزيل اثار الدمار الذي احدثته الحرب الفيتنامية , لكنها تفاجئت مرة ثانية عندما احتلت العراق عام 2003 بانكسارها وانهزامها , فيا ترى كم تحتاج امريكا هذه المرة لكي تزيل اثار احتلالها للعراق .
 البيت الابيض يعلم جيدا ان عمل فرق التفتيش يطول لسنوات وسنوات وهذا مبرر لكي يمنح اميركا وقتا كافيا لعدم استخدام القوة من قبل الادارة الحالية , انها عملية ترحيل او تأجيل للحروب الى ان يأتي فريق من الجمهوريين المتحمسين للحروب الخارجية , وإنها ايضا حالة من الاقرار بان الديمقراطيين محافظين على نهجهم الذي بدؤوه منذ عشرات السنين وهو الابتعاد عن الحروب الخارجية التي لا تؤثر على مصالحهم الحيوية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب