23 ديسمبر، 2024 1:17 ص

امريكا ومستقبل العراق ….

امريكا ومستقبل العراق ….

لكي نفهم مايدور في كواليس السياسة الامريكية لابد من الرجوع الى التاريخ هذه الدولة ودارسة تاريخ الايديولوجية المتحكمة بالقرار الحكومي الامريكي فان الارهاصات الدينية هي التي اقامت امريكا وكان تاريخها دينيا ولم تنجح مقولة ( فصل الدين عن السياسة ) كما نجحت في اوربا ومن خلال البحث في مايدور في كواليس البيت الابيض سنجد الدين هو من يدير دفة البيت الابيض وهذا الدين تعبر عنه الماكنة الحاكمة تاره بما يسمى بالمصالح القومية وتاره بالمصالح الاستراتيجية والاقتصادية ويمكن ان يكون لغزو العراق اهداف اخرى ضمنية ، لكن في الحقيقة الدافع الاول هو ديني بحت ، وهذا لا يسمح لنا ان نقول ان الاهداف الاخرى غير ضرورية ، بل لربما الاهداف الاخرى وسائل لخدمة الهدف الديني وديمومته …

وفي امريكا تيارين تيار يقول يجب ان نقود الحرب عن بعد لكي نحافظ على سمعتنا امام العالم ونحن راعين للديمقراطية وتيار متشدد يؤمن ان امريكا هي من يجب ان تقود العالم حتى لو كلفها ذلك الدخول بحروب مباشرة وقذ خدمت هذا التيار احداث 11 سبتمبر لترويج لفكرة الحرب على الارهاب والاحداث 11 سبتمبر كانت بمثابة نقطة الشروع نحو التدخل في العالم دون الرجوع للامم المتحدة ….وهذا التيار هو المسيطر حاليا على القرار الامريكي وتسيطر عليه الفكر الديني ويرى العراق من ناحية دينية انه مهم واستراتيجي …
وبعد ان فشلت امريكا في العراق وفقدت سمعتها امام نظرا لماحدث في العراق بعد ان دمرت كل مؤسساته وكشف زيفها وانها اتت فاتحة وليس محررة قررت ادارة اوباما ان تنسحب من العراق وتقود المعركة عن بعد وهذا يوفر لها الكثير من الجهد والوقت والمال وخصوصا كانت الفترة التي تم سحب القوات الامريكية فترة انتخابات واراد اوباما كسب الجمهور الامريكي المتذمر من وجود القوات الامريكية في الارض العراقية
وامريكا بانسحابها من العراق ارادت ان تقول للعالم ها نحن قدد حررنا العراق وثبتنا النظام اليمقراطي فيه ووزعنا السلطة بين كل الطوائف …..
واليوم امريكا تبعث رسالة الى كل العالم ان الشيعة بعد تركنا للعراق قد استأثرو بالسلطة وهمشو السنة واعتقلو اولادهم وتعاملو بطائفية …
وثم لماذا سمحت امريكا لداعش بدخول العراق وهي لديها اتفاقية الاطار الاستراتيجي الامنية ومسؤولة عن مساعدة العراق لحماية حدوده الخارجية
وبغض النظر كيف دخل داعش الى الموصل سوى بمؤامرة او خذلان القادة العسكرين او ….. تبقى امريكا هي من رأت داعش تدخل وسمحت به دون اعتراض منها ….
واعتقد ان امريكا من خلال الاحداث الاخيرة في العراق خصوصا من داعش وقرار تسليح السنة والاكراد وترحيب ذلك من قبل السنة بشكل جعل بعض قادتهم يركضون الى امريكا للتفاوض من اجل التسليح واقامة الاقليم السني …
فامريكا تريد من هذا السيناريو كله هو العودة الى العراق بقرار عراقي وتحت عناوين كثير حماية الاقليات السنة والمهمشين وغيرها وبطلب من القادة السنة انفسهم …
والسيناريو المحتمل في حالة عدم التسليح هو دخول قوات برية امريكا لحماية بذريعة حماية الحدود العراقية مع سوريا وحماية المناطق السنية والقضاء على داعش في الموصل التي تصوره للعالم انه صعب على العراقين دخول قوات امريكية يستدعي بناء قواعد عسكرية في المناطق التي تدخل بها
وامريكا بعد عرفت ان الشيعة والمقاومة الشريفه ترفضهم فهي اختارت السنة لبناء مشروعهم الذي الدافع الاول به هو العامل الديني كما قلنا اعلاه ….
وذا فهنا العامل الديني وكيف يوجه الساسية الامريكية عند ذلك نعرف لماذا تتصرف امريكا بالعراق ولماذا تريد العودة له
لذلك علينا الحذر كل الحذر مما يدور من كواليس السياسة الامريكية
وعلى حكومة العبادي بناء استراتيجية واضحة لمواجهة الخطر المحدق بنا …