لا يخفى على احد اليوم ان العراق بعد الاحتلال الامريكي عام 2003 اصبح بلداً غير مستقراً يسوده الفوضى وعدم الاستقرار نتيجة عدم إمكانية الدولة فرض سلطة القانون على الجميع واصبحت المسميات والالقاب الرسمية لأشخاص كثيرون لهم نفوذ مالي واسع وسلطة قوية يحكمون بها البلاد بشكل غير دستوري….
وبين الحين والاخر تظهر لنا وزارة الخارجية الأمريكية عن طريق السفارة الأمريكية الموجودة في بغداد او الناطق الرسمي بإسم البيت الابيض بفصل مسرحي جديد يبين لنا أن البيت الابيض قلق جدا تجاه ما يحدث في العراق وكأن الشأن العراقي يهمهم اكثر من الشأن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية…
مسرحيات هزلية تعود عليها البيت الابيض وخاصة بعد النظام العالمي الجديد والذي تفردت بقراره امريكا وحدها واختلفت كفة الميزان في الجهة الاخرى من العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق واصبح الغرور الامريكي واضح وبصورة علنية برغبته الشديدة بالسيطرة على كل ثروات دول العالم اما عن طريق القوة والسلاح او عن طريق الفكر واستخدام فرض امر الواقع للسياسة على حكومات الدول المسالمة او عن طريق نشر الافكار والقيم المخالفة للشرائع السماوية وكذلك ما تفعله اليوم وبصورة علنية في تدخلها السافر بأسعار بيع وشراء البترول وكأنها الوصي السماوي على تلك الدول المنتجة للنفط….
اليوم نسمع من حديث الشارع بان هناك تدخل جديد للولايات المتحدة من خلال نشر قواتها العسكرية في مواقع كثيرة داخل العاصمة العراقية بغداد وخارجها وكذلك نشر العديد من هذه القوات على الحدود الملاصقة لبعض دول الجوار العراقي رقم ان الموقف الرسمي العراقي والاعلام الرسمي ينفي ذلك ولكن التصريحات الأخيرة للسفيرة الأمريكية بنشر قوات جديدة في القواعد الأمريكية المتواجدة على الارض في العراق والتي تبين انها لم تغادر الاراضي العراقية سوى بالأخبار الكاذبة في وسائل الاعلام الموالية للبيت الأبيض..
ان التحليل المنطقي لهكذا بيانات كاذبة الغاية منها زرع الاضطراب داخل الشارع العراقي وزعزعة الوضع الامني وخاصة بعد الاستقرار الحاصل والموجود والواضح في الشارع العراقي في كل المحافظات والمدن العراقية والذي كان له الاثر الواضح بإعادة اللحمة الوطنية واعادة العراق الى الصف العربي بعد قيام الكثير من الاشقاء العرب بإعادة علاقاتهم الاخوية والدبلوماسية مع العراق وهذه الاخبار بالتأكيد ليس من مصلحة الولايات المتحدة والدول الموالية لها.. وكذلك الدول التي اصبحت تنظر الى الدولة العراقية بانها دولة ضعيفة وعاجزة ومشلولة من كل الاطراف وغير جاهزة للدفاع على انفسها والمطالبة بحقوقها…
بالمقابل فقد تعود ابناء الشعب العراقي على سماع مثل هذه المهازل والفصول المسرحية بين الحين والاخر وكذلك الاخبار التي تنشر الدعايات الإعلامية بان هناك تغيير للواقع السياسي في العراق والغاية منه المطالبة بتجديد الولاء للنظام السياسي الحاكم في العراق وتجديد تبعيته للنظام الرأسمالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية…
لقد تعودت الحكومات المتعاقبة في امريكا على خلق الفوضى في العراق من خلال نشر اخبار مفبركة وبعدها بأيام او اسابيع نلاحظ انتشار لبعض قواتها العسكرية في بعض المدن العراقية وغايتها دوماً وضع الطبقات السياسية الحاكمة في موقف محرج جدا امام ابناء الشعب العراقي الذي فقد مصداقيته بحكومته المركزية وكذلك بالتعامل مع ما يسمى بالديمقراطية الأمريكية العرجاء فمتى يصحى هذا الشعب على نفسه ومتى تتوقف الدبلوماسية الأمريكية عن مواصلة الكذب والدعايات وتدخلاتها الخارجية بالشأن العراقي مثلما بدأتها بمحاربة وتغيير النظام السابق بحجة امتلاك العراق للأسلحة الكيمياوية والبايلوجية والتي ثبت للعالم اجمع انها غير موجودة اصلا وماهي الا نكتة صنعتها المخابرات المركزية الامريكية في حينها والتي مازالت تتصنع هكذا اشياء حتى بوجود النظام السياسي العراقي الجديد والتي يدفع ثمنها بالتأكيد ابناء الشعب العراقي وحدهم…….