23 ديسمبر، 2024 1:35 م

امريكا وسياسة الفوضى وعلى المرجعية لا ترضى

امريكا وسياسة الفوضى وعلى المرجعية لا ترضى

سئم العرب من الربيع العربي لما تمخض عن هذه التي يقال عنها ثورات والنتيجة ان هذه البلدان لم تعش الاستقرار ، وعملية الفوضى تكون مرهونة باهمية البلد والاهم في هذه المنطقة العراق بالدرجة الاولى يتبعها سوريا ، ومن ثم مصر وكلها تشترك في منظار واحد عند امريكا من حيث الاهتمام بهذه الدول لاجل الامن الصهيوني .

ليست امريكا بالدولة الغبية عندما تريد ان تقدم على خطوة معينة خطيرة كشن حرب على بلد معين ، فانها تفكر بالعوائق والتوافق ، ولاشك فيه انها درست الجانب الديني في هذه البلدان ، مصر بالرغم من ان ولائها امريكي صهيوني بحت الا ان الازهر لا يضمن الشعب المصري اذا ثار لديه الحس القومي والاسلامي بالرغم من اطمئنانهم أي الحكومة والامريكان للازهر والاطمئنان جاء بتبعية ادارة الازهر للحكومة من حيث التمويل وتعيين شيخ الازهر الا ان الشعب المصري هاجس قلق ولكن طالما لاتوجد مركزية لقراراته ستبقى خطواته فوضوية وهذا المطلوب

وفي العراق اعتقدت الادارة الامريكية بانها ستكون المتفضلة على شيعة العراق بتخليصهم من الطاغية وتقصد بالشيعة هي المرجعية ، والمصلحة الامريكية تقتضي ان تكون الاوضاع فوضوية وهذا ما جاء من اجله بريمر واصدر اسوء قرار بحل الجيش والشرطة حتى تتحقق هذه الخطوة وساهم بالفوضى مجلس الحكم الذي شكله على اساس طائفي قومي .

المرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني جاءت لتعصف بما تخطط له الادارة الامريكية من برنامج فوضوي فاذا به أي السيد لايتاثر ولا يخضع لما تريده امريكا بل تعامل معهم بادواتهم فاحرجهم ، وزاد على ذلك ان الذين يتبعون السيد لهم مركز قرار وهي المرجعية تنظم لهم امورهم وترشدهم الى الخطوات الصحيحة بعيدا عن الفوضى ، اضف الى ذلك ان الادارة الامريكية لا تعلم ماهي الادوات التي يعتمدها السيد في اصدار قراره وان كان جزء منه هو ملكة ربانية لا تاتي بعبقرية سياسية .

شعار امريكا الانتخابات والديمقراطية فكان شعار السيد الانتخابات والديمقراطية لانها اذا تحققت اصبح لزاما على امريكا الرحيل ، وهنا بدات تفكر امريكا في كيفية عرقلة الانتخابات والديمقراطية ، وهنا صدمت بعقلية المرجعية وكيفية تعاملها مع خبائثها وان فتاوى ونصائح السيد تجعل الفوضى لا مكان لها لذا لجات امريكا الى شراء الذمم سواء كانوا سياسيين او احزاب اسلامية حتى تعرقل ما يخطط له السيد ، فاصبحت الساحة سجال بين المرجعية والادارة الامريكية .

استخدمت امريكا كل نفوذها وذبابها الالكتروني وعملائها لمواجهة المرجعية وكل من له صلة بالمرجعية ، ولدقة خطاب المرجعية وسلامة قراراتها اصبح من الصعب تشويه الحقائق او تاويل الخطاب الى غير معناه أي الكذب على المرجعية باي امر سلبي لا ياخذ صداه عند الراي العام العالمي والاسلامي لان السيد السيستاني بمواقفه ثبت مكانة تعتمد الصدق والوضوح .

ومن الطبيعي ان تكون العتبات في كربلاء هي المستهدفة من قبل اجندة امريكا من دون سائر بقية العتبات ، وحاولت ان تربك الشارع العراقي باثارة شبهات تؤدي الى الفوضى التي تاملها امريكا ، وهذا الامر تستخدمه مع أي حكومة او شعب تكون له مركزية ونظام في ادارة دولته لانها جاءت من اجل الفوضى حتى وان كان فيها دماء .

بعد ما كان خطاب المرجعية صريح وواضح للساسة العراقيين في نصحهم او تحذيرهم لادارة البلد فوجدت عدم المبالاة من قبلهم ، فلجات الى غلق بابها بوجههم ، وفي نفس الوقت بقيت على غلق باب الفوضى التي تتاملها امريكا فكان احد اساليب المرجعية في احتواء الفوضى هو اسلوب اصدار نصائح وتوصيات الى بعض شرائح المجتمع وان كانت بمجملها هي للشعب العراقي كله وبضمنهم الساسة ان وعوا الدرس فالنصائح التي صدرت عن السيد دام ظله للمقاتلين وللشباب وللاطباء وللمبلغين والخطباء تضمن برنامجا شاملا للحياة السليمة التي تضمن استقرار المجتمع وتبعده عن الفوضى التي تتاملها الادارة الامريكية .

صدقوني حتى ولو اخواننا السنة اصبح لهم جهة مركزية يرجعون اليها جميعهم فان امريكا تعمل على تقويض هذه الجهة ومحاربتها حتى لا تجهض سياستها الفوضوية في البلد .

اللقاء مع الحاج حامد الخفاف الذي اجري معه مؤخرا من قبل موقع شفقنا وضع النقاط على الحروف وفي نفس الوقت اكد سياسة المرجعية في التعامل مع الاوضاع العراقية وقطع دابر الاشاعات فيما يخص بعض القرارات والتنصيبات واللافت للنظر انه كان للعتبات وخصوصا الحسينية والعباسية ومتوليها ذكر في الاسئلة لانهما مستهدفان من الادارة الامريكية باعتبارهما صوت المرجعية فكانت اجابة الحاج دقيقة ومزيجة من شرعية المرجعية وقانون الدولة .

اضف الى ذلك المشاريع العملاقة وبكل مجالاتها التي انجزتها العتبتين المقدستين اضافة الى مشاريع المرجعية والبعض منها باشراف العتبة الحسينية المقدسة خلفت صدى رائع وواسع في نفوس العراقيين لما قدمت من خدمات لكل شرائح المجتمع والاهم فيهم الفقراء والايتام ، وهذه المشاريع هي التي جعلت الكثير ممن يطالب بان يكون للعتبات دور في ادارة البلد ومنها ادارة كربلاء .

طالما هنالك مركزية للشيعة والمتمثلة بالمرجعية التي تعتبر قلب العراق النابض وسيبقى نابض فان الادارة الامريكية لا يهدا لها بال الا في خلق الفوضى واحتواء المرجعية وهيهات لهم ان يكون ذلك فخطى المرجعية مستمدة من خطى اهل البيت عليهم السلام طوال حياتهم في كيفية تعاملهم مع خلفاء عصرهم ، والرعاية الالهية حاضرة في كل موقف ويكفيها فخرا الانتخابات وكتابة الدستور واحتواء الازمات من ازمة النجف 2004 الى طرد داعش بفتوى خالدة سيبقى يتحدث عنها الاجيال والامريكان عبر التاريخ فالاجيال تتحدث عنها بفخر والامريكان بقهر