19 أبريل، 2024 1:10 م
Search
Close this search box.

امريكا وروسيا .. اصدقاء المصالح

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية اخذت الولايات المتحدة الأمريكية دورها في العالم فقد كان لها الفضل فى إنقاذ أوربا من هزيمة على يد ألمانيا واليابان وإيطاليا , كما لعب  اقتصادها دورًا كبيرًا في  تحقيق الازدهار، وسيطرتها على أوربا  وتحو لت  من موقع الوصيف لبريطانيا إلى الملك ,
أن الحرب العالمية الثانية قد تركت فراغًا فى مراكز القوة الأوربية، فقد تدمرت القاعدة الصناعية الألمانية وأرهق الصراع كلاً من بريطانيا العظمى وفرنسا، وهذا الوضع أخلى الساحة للاتحاد السوفييتى، والولايات المتحدة لتحتلا مراكز القوة، وكلتاهما تعارض الأخرى ولم تكنفي أمريكا بسيطرتها على  أوربا امتدت إلى الوطن العربى الذى كان مجالا اقتصاديًا خصبًا، تستنفد مواده الأولية وتقتحم أسواقه. فحصلت على امتيازات البترول فى شبه جزيرة العرب وتولت الإشراف على الممرات والمعابر إلى شبه الجزيرة، وأخذت تراقب عن كثب شعوب الشرق الأوسط المحيطة بهذه الآبار حتى لا تصبح فريسة للنفوذ السوفييتى؛ حيث أن انضمام هذه الشعوب إلى الجبهة الشيوعية فى حالة قيام حرب ضد الولايات المتحدة يهدد هذه الآبار ويحتم عليها فى حالة اليأس المبادرة بتدميرها.
لقد كان الهدف الأساسى للولايات المتحدة الأمريكية هو الحصول على نفط عربى رخيص من منطقة الخليج العربى فقد كان النفط عاملا أساسيا فى النمو السريع لأهمية المنطقة العربية بالنسبة للماكينة العسكرية الأمريكية
وكان الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه طرفاً من أطراف الحرب وكان هذا الطرف يسمى بالكتلة الشرقية او المعسكر الشرقي. ومن الجانب الاخر، الولايات المتحدة وحلفاؤها وكانوا يعرفون بالمعسكر الغربي او الكتلة الغربية.
تمثلت الحرب بالشعور المتبادل بين الطرفين بانعدام الثقة وتقديم سوء النية على حسنها. وفي مرحلة من المراحل (ازمة الصواريخ الكوبية)، تنامت الشكوك بين الطرفين بما أوحى باندلاع حرب عالمية ثالثة. وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يتهمون الاتحاد السوفييتي بنشر الفكر الشيوعي في العالم بينما كان الاتحاد السوفييتي يتهم الكتلة الغربية بنشر الإمبريالية ومنع الحركات الثورية.
استمرت الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1990 بتفكك الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة المذكورة، قامت عدّة صراعات مسلحة بسبب الحرب الباردة كحرب كوريا، فيتنام والغزو السوفييتي لأفغانستان. وظلّت تلك الصراعات العسكرية محدودة لعدم تعرض الكتل الكبيرة أو شعوبها للأذى.
في الصراع الاستراتيجي بين الكتلتين، كان هناك صراع من نوع اخر تمثل في الصراعات التقنية وسباق التسلح كما لم يدّخر الطرفان جهداً في عملية التجسس واغتيال عملاء الطرف الند. وتجدر الاشارة ان الصراعات المسلحة الجانبية كحرب فيتنام ومثيلاتها أرّقت منام العالم في احتمال تطور تلك الصراعات الى حرب عالمية نووية. كان من نتائج الحرب الباردة انهيار الاتحاد السوفيتي و ميلاد النظام العالمي الجديد الذي نادى به الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب ،عقب نهاية حرب الخليج الاولى ، التي اسقطت شبه النظام الاقليمي العربي ، وقد سمح النظام العالمي الجديد للولايات المتحدة الاميركية القطب الذي كسب الحرب الباردةالانفراد بالسياسة العالمية وتطويعهاوفقا لمصالحها ورغباتها ,ولم تكن امريكا صادقة في نواياها مع اصدقائها رغم الدعم المادي والعسكري لها فانها تعمل بالسر والعلن على تقوية نفوذها في مناطق اصدقائها بحجة الدفاع عنها وتنتشر القواعد العسكرية الأميركية في 130 بلدا حول العالم ومنها اغلب الدول العربية ، وتترواح مهماتها بين القيام بالعمليات العسكرية والتدريب المشترك ,والوقائع تشير الى ان امريكا لا تترد في التخلي  عن اصدقائها اذا ماتطلبت مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية, من جانب اخر يجد خبراء أميركيون أن التعامل مع طموحات بوتين بإعادة روسيا إلى عهد الاتحاد السوفياتي هو التحدي الأول في السياسة الخارجية فقد أشار بوتين في عدة مواقف إلى أنه يعتبر سقوط الاتحاد السوفيتي أكبر مأساة حلت في القرن العشرين. وتعيش دول الاتحاد السوفياتي المنهار بالإضافة إلى الدول التابعة له في ظل نفوذ روسيا منذ أعوام استقلالها الأولى. وعلى الرغم من تضاؤل النفوذ الروسي كثيرا في 11 دولة بعد عهد الشيوعية والتي أصبحت اليوم أعضاء في الاتحاد الأوروبي، فإنها ما زالت بعض من هذه الدول بالفعل داخل نطاق النفوذ الروسي، لا سيما تلك الواقعة في آسيا الوسطى. وفي المقابل، يجاهد بوتين من أجل تعزيز هيمنة بلاده على دول جنوب القوقاز (جورجيا وأرمينيا)، بالإضافة إلى الدول التي تقع مباشرة على حدود الاتحاد الأوروبي، مثل مولدوفا وأوكرانيا. يظل النفوذ الغربي كبيرا في هذه الدول؛ كما تظل هناك آمال كبيرة في تحقيق تحول ديمقراطي ورغبة في تكامل أوثق مع الاتحاد الأوروبي.
أصبحت كل من أرمينيا وجورجيا ومولدوفا وأوكرانيا في الوقت الحالي قطع شطرنج في الصراع العنيف الشهير الدائر بين روسيا والغرب. تشارك الاستثمارات الأميركية في التنمية الاقتصادية والتحول الديمقراطي في هذه الدول بنسبة كبيرة. وتؤدي هذه الدول، التي ما زالت في مراحل انتقالية، دورا مهما في الربط بين الغرب والشرق، وأوروبا وآسيا، وتعد منطقة عازلة بين روسيا وأوروبا. تمثل أوكرانيا بمفردها مركزا ذا أهمية قصوى لنقل الطاقة بين أوروبا وآسيا، ولروسيا على وجه التحديد.
من المعروف أن بوتين يملك نفوذا كبيرا في مجال الاقتصاد والطاقة والجغرافيا السياسية في الدول المجاورة لروسيا. وكان لفرض حظر على منتجات جورجيا ومولدوفا وأوكرانيا نتائج مدمرة على اقتصاد هذه الدول في الماضي. ويظل ارتفاع أسعار الطاقة أو قطع إمدادات الطاقة كلية عن مولدوفا وأوكرانيا أداة أخرى شديدة الفاعلية تستخدمها روسيا. في سبيل مواجهة محاولات الاتحاد الأوروبي للتوسع شرقا، أسس بوتين اتحاد أوراسيا الذي من المقرر أن يتكون رسميا في عام 2015. يضع الكيان الأول لهذه المبادرة، بقيادة روسيا، اتحاد الجمارك الأوراسي، روسيا البيضاء وكازاخستان من بين أعضائه ,
و مع إنهيار الشيوعية في روسيا تم إعادة النظر في علاقات روسيا الخارجية ورأت روسيا أنه من الأنسب لمصالحها أن تعيد علاقاتها مع إيران ولذلك الآن روسيا وإيران من أكثر الدول في التعاون , وروسيا اليوم هي أول دولة داعمة لمشروع إيران النووي ألذي تقف الدول الغربية ضده,
وتستمر روسيا في دعم حليفتها القديمة سوريا، وتقدم غطاء سياسيا فعَّالا لإيران ومساعدة تقنية لبرنامجها النووي؛ وتسعى بانتهازية إلى تعميق علاقاتها مع مصر والأردن في المجالات التي تركتها الولايات المتحدة فارغة. تملك روسيا مزايا تنافسية مهمة أبرزها السلاح النووي، وعضوية مجلس الأمن الدولي الدائمة (مع حق النقض)، والمساحة الشاسعة والغنية بالموارد المتنوعة، والانتصار على الفاشية ودالتها المعنوية في بلدان العالم الثالث جراء صراعها مع الولايات المتحدة على مدى خمسين عاماً. ولكن هل تصدق روسيا النوايا مع اصدقائها ام تراها تشترك مع ندعا في اولوية مصالحها عملابالمثل العربي ..الف صديق ولا عدو واحد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب