يوما بعد يوم تنكشف نوايا الشؤم التي تخطط لها والنفاق والازدواجية التي تتعاطى بها الولايات المتحدة الامريكية تجاه ملف الارهاب الذي يضرب بلد السلام والمحبة العراق العزيز رغم قسوة الهجمة الشرسة التي تشنها قوى الشر والعمالة والخيانة المتمثلة بداعش ومن سار على نهجها من اعداء العراق واهله في الداخل والخارج والتعامل الغير منضبط والتصريحات التي تصف تارة القتال مع هذه القوى الشريرة بانها خلافات سياسية داخلية يجب ان تحلها الحكومة المركزية واخرى ان داعش (وهي من افرازات القاعدة و صنيعة واشنطن) تهدد مصالحها في المنطقة مما يتطلب حماية تلك المصالح فقط..
ان الولايات المتحدة الامريكية دائما ما تخطئ في قراءاتها ومواقفها وتعاطيها في الكثير من الاحداث وفي مراحل مرت اذ انها اخطأت في سوريا و مصر وقبلها في افغانستان وكذلك اليوم في العراق الذي لا يريد شعبه تدخلا امريكياً عسكرياً في شأنه الداخلي و يرفض عودة القوات العسكرية وجنودهم الذين قاموا بجرائم دموية بحق شعبه, والتي تسعى من خلال تواجدها ترتيب اوراق البيت الابيض مع دول المنطقة الاقليمية وتشكيل تحالفات جديدة لصالحها و الذي يريده العراق منها اليوم فقط الالتزام باتفاقية الاطار الاستراتيجي, وتقديم الدعم اللوجستي, واثبات حسن نواياها على ارض الواقع لان الحرب الذي يخوضه الجيش والشعب العراقي ضد العناصر الاجرامية والمرتزقة والقتلة ليس خلافاً سياسياً داخلياً انما حرب نيابة عن المنطقة ,والتعبير الذي اطلقه الرئيس الامريكي اوباما غير دقيق اذ لا يمكن للعراق قلب العالم ومن يسيطر عليه يعني سيطر على الدنيا بان يهادن المرتزقة والعصابات الاجرامية ومن يدعمهم من السياسيين وهذا الكلام يضع امريكا محل اتهام لاننا نجزم بان هناك علاقة مع التنظيم الارهابي داعش من خلال اللقاءات المشتركة التي سبقت الحرب على سورية وما بعدها واخرها مع قيادات بعثية عند غزو التكفيريين للعراق على الحدود المشتركة مع تركيا ووجود 12 الف مقاتل اجنبي وكيفيت وصولهم ما يثير الشك والريبة , ولايمكن الجلوس من اجل التوصل الى تفاهمات حسب ما يرغب به اوباما مع هؤلاء الجناة والقتلة الذين دنسوا المقدسات وهتكوا الحرمات وقطعوا رؤوس الابرياء على اساس الهوية الدينية والقومية والمذهبية.
ان اهتمام الولايات المتحدة في جميع ما يدور من احداث انحسر فقط في قضية النفط والخبراء ومصالحها . هذا ما حذر منها بالفعل اوباما من“سيطرة تنظيم “داعش” على مصافي النفط وابارهاالمهمة و هو ما يثبت من ان واشنطن تبحث فقط عن مصالحها الخاصة في العراق” في حين صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، بان الحكومة الامريكية لا تريد أن تخوض حربا، لأنها ستحارب من أجل حكومة لا تعمل ولا تمثل كل العراقيين… وهذه من الاشكالات الكبيرة التي يقع المسؤولون الامريكان فيها دائماً دون ان يلتفتو الى دعواتهم بالديمقراطية والدفاع عن الحريات التي يعتقدون انها فُصلت عليهم فقط وتنحصر في بلدانهم وحرمت على بلداننا المظلومة (كشمش حلال وكشمش حرام) كما يقول المثل العراقي والولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى كما توصف لها أهدافها ومصالحها في المنطقة، تتدخل حيثما تهددت تلك المصالح، وان الاتفاقات الأمنية هي تطمينات إعلامية تنقضها متى ما ارادت وارتأت او احست بمخاطرة تمس مصالحها، دون الشعوب الاخرى والا ماذا تسمى الانتخابات التي شهدها العراق عقب الإطاحة بحكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 حيث شهد العراق عمليات اقتراع مختلفة. الأول انتخاب الجمعية الوطنية أو ما يسمى أيضا بمجلس النواب العراقي أو البرلمان العراقي المؤقت التي انبثقت عنها الحكومة الانتقالية، وكان الاقتراع الثاني عبارة عن تصويت على الدستور العراقي الدائم, و الاقتراع الثالث عبارة عن انتخابات عامة لاختيار مؤسسات حكم دائمة في العراق وهكذا هي الممارسات التي توالت واخرها في 30-ابريل 2014 واالتي تمخض عنها انتخاب اعضاء مجلس النواب الذين بدورهم انتخبوا رئيس المجلس ورئاسة الجمهورية الم تكن هذه كلها عين الحرية وممارسات ديمقراطية .و مع الاسف التخبط مستمر في تصريحات الادارة الامريكية وقد كشف التحرك الأمريكي الأخير ضد الحركات التكفيرية وخصوصا تنظيم داعش في شمال العراق الصور الجلية لتلك الازدواجية او الاتقائية التي يمارسها صناع القرار في الإدارة الأمريكية، فهم اعتبروها إرهابا عندما هاجمت داعش مناطق استولت عليها في إقليم كردستان فيها ما يهمهم وقامت على أثره بالتدخل العسكري بشكل محدود مع عدد من الدول الأوربية لإيقاف وليس للقضاء على هذه القوى ،بينما اتخذو جانب الصمت ولاتعدو إلا أدانات اعلامية مخجلة اطلقت عندما استولت هذه العصابات التكفيرية على محافظات ومدن تقع تحت سيطرة الحكومة المركزية مثل صلاح الدين ونينوى وبعض اجزاء ديالى.
اما التصريحات الجديدة تؤكد تورط الولايات المتحدة الامريكية حتى النخاع في الوقوف الى جانب المد الارهابي في الشرق الاوسط حسب ما يُستنتجد من تلك التصريحات الاعلامية الخطيرة واخرها( وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل، من ان تكون الحرب على داعش في العراق طويلة الأمد، فيما وصف رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي داعش بانها اخطر من تنظيم القاعدة”( وعملياتهم العسكرية اثرت سلبا على داعش ونحن نعمل على استراتيجية طويلة الامد) والتي توحي بان الانتصارات الاخيرة للجيش العراقي والقوات المشاركة من الحشد الشعبي معها في العديد من المناطق وتحول هذه القوات من مدافعة الى مهاجمة اربكت الادارة الامريكية خوفاً من انهيار هذه العصابات وعدم النيل بالمنافع الاستراتيجية التي خطط لها في دوائرها الاستخباراتية المغلقة بالتعاون مع بعض الدول في المنطقة .
من جانب اخرقال رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي ان “تنظيم داعش أشد خطورة وفتكأ من نظيرتها القاعدة”مضيفا :انه لا يمكن دحر وتراجع داعش دون القضاء عليها في سوريا”.هل هناك دعم افضح من هذا الدعم حيث بدأت تصنع منها بعبعاً في ارعاب وتخويف حكومات وابناء شعوب المنطقة من قوة هذه المجاميع الموتورة . واستبعد كيري أيضاً أي دور قتالي أميركي جديد في العراق، مؤكداً أنها “معركة يجب أن يخوضها العراقيون لوحدهم”.وشر البلية ما يضحك…كيف بعد ان تم تحطيم البنية العسكرية وحل جيشهم؟
ان تملص الولايات المتحدة وهروبها عن التزاماتها في العراق وفق اتفاقية الاطرالامنية و الاستراتيجية التي تحتم عليها تقديم الدعم اللوجستي للبلد في حربه ضد الارهاب, والتي دائما ما تتخلى عن عهودها في المواقف الصعبة, يمثل هروبا بأتجاه دعم المجاميع المتطرفة في المنطقة بشكل سري وباسلوب مبطن ولكن الايام سرعان ما بدأت تميط اللثام عنها وصارت تنكشف مخططاتها يوما بعد اخر…
و كلام كيري هذا ، أثار زوبعة نارية ، حيث شجبها أعضاء الحزب الجمهوري المناوئ للرئيس الامريكي اوباما في الكونخرس وقللوا من اهمية “الضربات الجوية”، معتبرين أنها “رداً غير ملائم على التهديدات الإرهابي المتزايدة”. فيما وجه أعضاء من الحزب الديمقراطي نداءات ملحة إلى أوباما تحذره بأن سقف دعمهم للضربات محدودة للغاية وغير مؤثرة وليست مجدية ورداً غير ملائم على الجرائم التي تقترفها و تقوم بها هذه العصابات والمجاميع المجرمة بحق كل ابناء الشعب العراقي دون تمييز.