18 ديسمبر، 2024 9:35 م

امريكا والسعودية .. كلاكيت ثالث مرة

امريكا والسعودية .. كلاكيت ثالث مرة

في عام 2002 اجتمع الرئيس بوش الابن مع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز مرتين حين كان لايزال وليا للعهد أبان حكم الملك فهد في قمة كانت من نتائجها احتلال العراق والزلزال الذي ضرب البلد!!في عام 2009 كان لقاء القمة بين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الأمريكي السابق أوباما وكانت النتيجة تدمير سوريا وتهجير مايقارب عشرة مليون مواطن سوري خارج البلاد والباقي في وضع مأساوي لايحسد عليه!!
اليوم قمة ترامب والملك سلمان جاءت بعنوان محاربة الإرهاب وكانت مخرجاتها انشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب!!
في الحقيقة أن ترامب في زيارته للسعودية يبحث عن قواعد جديدة لمكافحة الإرهاب..ومما لاشك فيه ان الرئيس الأمريكي يحاول الهروب من أزماته الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية باتجاه عقد قمة في العربية السعودية كي يتمكن من جعل دول الخليج العربي ان تتحمل جانب كبير من اعبائه المادية وماستحققه هذه اللقاءات التي هي في مضمونها الاقتصادي أقرب من الجانب العسكري وفرص العمل الهائلة التي ستغلق باب كبير من البطالة التي تعيشها امريكا في الوقت الراهن.
الغريب في الأمر ان القمة عقدت من أجل مكافحة الإرهاب.. وبالتأكيد ان كل من(سوريا،العراق واليمن) هي الدول العربية الأكثر تعرضا للإرهاب المتمثل في داعش من جهة وسطوة الميليشيات المسلحة من جهة أخرى التي تعمل خارج إطار الدولة والقانون، بالاضافة الى الدعم المقدم والمستمر من حكومة طهران للخلايا الإرهابية والجماعات المسلحة في اليمن المتمثل بالحوثيين وكذلك في المملكة البحرينية والدعم اللوجستي غير المسبوق لحزب الله اللبناني..
لكن لااحد تكلم عن هذه الدول ولم نسمع كلمة من قادة الدول العربية والإسلامية الحاضرة في القمة ولو بكلمة موجزة تتحدث عن المأساة والدمار الذي تعيشه سوريا،العراق واليمن الذي وصل بهما الأمر إلى احتمالية تقسيم هذه الدول إلى أقاليم أو دويلات صغيرة على أساس الطائفية والقومية التي مزقت ومازالت النسيج الاجتماعي وضربت السيادة الوطنية في مقتل لهذه الدول..في إشارة إلى كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي تحدث وبشكل مباشر عن مكافحة الإرهاب والتدابير اللازمة لوقف العمليات الإرهابية مشيرا وبكل وضوح لجماعة الإخوان المسلمين.
لقد باتت قمة الرياض ولقاء ترامب سلمان بالنسبة للشعب العراقي حقل للتصريحات المتناقضة وفي رأيي المتواضع أصبحت هذه القمة بمثابة فوازير شهر رمضان وكالاتي
1. عراقيون يدافعون عن العربان ويعتبرون ان دول الخليج قد دفعت الجزية، ومن خلال لقائها بالرئيس الأمريكي ترامب ستكون في مأمن من التدخل أو ماتمارسه إيران من استهتار غير مسبوق في المنطقة وفي الوقت ذاته تكون القمة بداية النهاية لكل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المدعومة من إيران.
2. في الجانب الآخر هنالك من أبناء الشعب العراقي من يدافع عن إيران بكل قوة، والدفاع المستميت من قبل الكثير من وسائل الإعلام العراقية وبالتحديد بعض الفضائيات الممولة من الأحزاب الإسلامية الشيعية المرتبطة بصورة مباشرة قلبا وقالبا بحكومة الملالي في طهران.
وكان الأجدر من المدافعين عن العربان أو عن إيران بأن يكونون عراقيون اصلاء وان لايحلموا بالتدخل الأجنبي أيا كان مصدره والتفكير والعمل على توفير الحلول المناسبة من داخل العراق وإيجاد رقم وطني يعمل من أجل الشعب العراقي بكل اطيافه وقومياته وديانته.
الأمر المهم الذي أريد الإشارة إليه،الوفد العراقي المشارك في اجتماعات قمة الرياض والذي كان على رأسه الدكتور فؤاد معصوم رئيس الجمهورية ونائبه السيد أسامة النجيفي ويرافقهم وزير الدفاع العراقي..أمران مهمان للحديث.
أولا..ان الوفد العراقي لم يضم اية شخصية شيعية من الحكومة العراقية أو مجلس النواب العراقي؟!
ثانيا..لم يسمح للرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم بإلقاء كلمته في القمة..
ويرجح ذلك أسبابه على اعتبار العراق جزء من المشكلة، بوجود الميليشيات المتنفذة والمدعومة ايرانيا بشكل واضح للجميع.
أخيرا..إنها تلك اللعبة غير الأخلاقية التي تقوم بها الولايات المتحدة والأكاذيب التي أصبحت مستهلكة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع التدخل الإيراني بالمنطقة..
لأنه مايجري من استباحة دماء العراقيين بيد الإرهاب الداعشي والإجرام الميليشياوي خير دليل على هذه الأكاذيب.. هذا بالإضافة إلى أن ترامب اليوم في إسرائيل لطمأنة دولة الاحتلال الصهيوني بأن إيران خارج الحسابات العسكرية الأمريكية لما يربط إسرائيل وإيران من علاقات قديمة وأواصر قوية بين البلدين.