21 مايو، 2024 12:12 ص
Search
Close this search box.

امريكا والتحول من القوميين الى الاسلاميين

Facebook
Twitter
LinkedIn

عرف علم السياسة الديكتاتورية بانها الحكم القائم على الزام الناس بما تريده السلطة ، بتعبير اخر ، هو ان تفرض السلطة ، وهي بالقياس الى الشعب الاقلية ما تريده على الاغلبية ، والحال لا تختلف الحكومات التوليتارية (الشمولية)

سواء اكانت راسمالية او اشتراكية قومية ام دينية كلها تشترك في قاسم واحد الا هو ان تخضع الشعوب لارادة سلطات غاشمة تعلم هي قبل غيرها انها تعمل وتسير بالاتجاه المعاكس لامال وتطلعات هذه الشعوب ، ولقد مكنت الويلايات المتحدة الحكومات القومية منذ عام 1963 حتى عام 2003 من تسلط اؤلئك القوميين بروابطهم واحزابهم على التمسك بالسلطة وترك شعوب المنطقة ترزح تحت وطاة الجوع والتخلف ،الى الحد الذي استشعرت فيه امريكا ان هذه الشعوب تكاد تقلب الطاولة على حكامها ، فاخذت تستبدل القوميين بالاسلاميين ، فكان لتونس الجولة الاولى في حركة تغيير التاريخ فمكنت جبهة الانقاذ الاسلامية بقيادة الغنوشي من اقتلاع زين العابدين بن علي وبعد ذلك بقليل ازاحت عرابها حسني مبارك في مصر لصالح الاخوان المسلمين ، وقبلهم مكنت الاسلاميين العراقيين من استلام السلطة بعد ازالة حزب البعث، وساعدت الاسلاميين في سوريا من الوقوف بوجه بشار الاسد وحزب البعث السوري ،

وسكتت على تحالف عبد الله صالح مع الحوثيين ، ومن  الطرف المقابل مكنت القاعدة من التحول من افغانستان الى المشرق العربي لتلبسها اشكال وملابس جديدة تحت شعار  الشرق الاوسط الجديد الذي بشر به جورج بوش الابن لتتحول القاعدة تارة الى النصرة وتارة الى الدولة الاسلامية ليتحول الصراع  من الصراع القومي الاسلامي الى الصراع الاسلامي الاسلامي ، وبفعل هذا الصراع اخذت الويلايات المتحدة تساعد الدولة الاسلامية لتعبر الى المغرب العربي بعد ان كانت دولة العراق والشام ، ولقد رفع الاسلاميون بشتى مذاهبهم شعار محاربة البعض للبض الاخر بعيدا عن اسرائيل ، ولقد سالت مقدمة احد البرامج  في البي بي سي احد قياديي القاعدة الذي اعترف في البرنامج ذاته انه قبل ان يتقاعد تحول من القاعدة الى mi6 وكالة المخابرات البريطانية الخارجية ليعمل كعميل لهذه المخابرات ، سالته لماذا لم تعبروا الحدود لضرب اسرائيل ؟ اجاب بالحرف الواحد ان تخوم اسرئيل صعبة العبور  ،

انا اردنا بهذا ان نثبت ان القاعدة وافراخها من صنيعة الغرب ، وان هذا البطل بعد ان كان مناضلا سلفيا في صفوف القاعدة تحول بقدرة قادر الى عميل بريطاني ، فهل من دليل اشهر من ذلك . يقول الدكتور علي الوردي ان الاسلام يحارب الكافر ولكن الاسلام يحارب ايضا المسلم الظالم ، وما اكثر الاسلاميين الظالمين هذه الايام ، كما ونود الاشارة الى ان احزاب الاسلام السياسي هم اليوم اشد دكتاتورية من الاحزاب القومية ،والمذهل ان هذه الاحزاب تدعوا الى الاسلام فهل يوجد اليوم من هو غير مسلم تستهدفه هذه الاحزاب وهو يقول الله اكبر .
ان تحول الحركات الدينية الى حركات تؤمن بالعنف والقتل انما تريد ان تسير وهي تدري او لا تدري وفق مخطط غربي تتزعمه امريكا مؤداه تدمير البنى التحتية والفوقية للعالمين العربي والاسلامي والمصب في النهاية لصالح اسرائيل ، فهل وعت هذه الحركات على زمانها ، وهل اخذت عبرة من انقلاب الامريكيين على القوميين.                              

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب