في خبر ورد من على فضائية ( وان نيوز) الاخبارية في التاسع من شهر حزيران الجاري ، ومر مرورا عابرا على غالبية العراقيين! ، جاء فيه بأن الرئيس الأمريكي ترمب ، وقّع الأمر التنفيذي المرقم (13303 ) والمتضمن تمديد حالة الطوارئ بالعراق! ، ويبدو أن جميعالرؤساء الأمريكان الذين تولوا الحكم في أمريكا من بعد الاحتلال بدأ من الرئيس الأمريكي السيء الذكر ( بوش الأبن) مرورا بكل الرؤساء من بعده دأبوا على التوقيع على هذا الأمر، منذ صدوره في/ آيار / 2003!! ، والغريب في امر توقيع هذا الأمر التنفيذيوحسب ما جاء بخبر ( وان نيوز) ونقلا عن الرئيس الأمريكي ترمب ،هو (لأن العراق لا زال يمثلا تهديدا على أمن الولايات المتحدة الأمريكية!!) ، ولا أدري أي عاقل يمكن أن يصدق بأن العراق يمثل تهديدا على أمريكا!!؟ ، حتى يصدروا عليه أمرا تنفيذيا بفرض حالة الطوارئ عليه! ، ونسأل الرئيس الأمريكي ترمب نفسه: هو من أحتل العراق؟ اليست أمريكا هي من أحتلت العراق ، وأوصلته الى هذه الحالة من عدم الاستقرار والفوضى والنزاعات والخلافات السياسيةوالأزمات وأثارت فيه الفتن والفوضى والنزاعات والحروب الداخلية ، أليست هي من سمحت لكل دول العالم ان تتدخل بالشأن العراقي وخاصة دول المنطقة والدول الاقليمية المجاورة للعراق! ، بعد أن جعلت أمريكا من العراق ساحة لتصفية الحسابات وساحة حرببينها وبين الدول المعادية لها! ، وبنفس الوقت جعلت امريكا من العراق ( بنك) تصرف منه ما تريد وتعطي لهذا وذاك ولمن تريد بلا حساب ولا رقيب! ، بعد أن وضعت الموارد المالية للعراق من النفط بحساب خاص في البنك الفدرالي الأمريكي!؟ ، ناهيك عما سرقتههي أمريكا ، من العراق من أموال وكنوز وما الى غير ذلك ، وبالتالي جعلت من العراق وبعد مرور أكثر من 22 عاما على احتلاله بلدامفقود السيادة! تتصرف هي بوارداته وأمواله وتفرض عليه ما تريد أن كانت حالة طوارئ أو غير ذلك!!. ولا أدري هل أن الحكومات التي توالت على حكم العراق من بعد الاحتلال ، تعلم بذلك ؟ أم لا ؟ ، كما أن الحرب الأخيرة بين ( أمريكا واسرائيل وايران) كشفت ذلكبوضوح! ، بعد ان جاء على لسان بعض المحللين والمتابعين للشأن العراقي من خلال الندوات والتصريحات واللقاءات عبر الفضائيات بان العراق لا يمتلك قرار ولا يستطيع تحريك طائرة من طائراته الحربية ولا يقوم بأية حركة ألا بأمر أمريكا والقوات الدولية!! ، وهذاما نقلته الأخبار الدولية والإقليمية أيضا وأكدت عليه عندما يأتي على ذكر العراق! ، فأي بلد بمثل العراق وحاله وأحواله واوضاعه السياسية والاقتصادية المرتبكة وما يعيشه من فوضى يمكنه أنيهدد المصالح الأمريكية!!؟، واذا كان المقصود بالتهديد هو الفصائل المسلحة ، فحتى هذه الفصائل ، ألتزمت جانب الصمتأثناء الحرب الأخيرة ولم تقم باي عمل بناءً على النداءات والدعوات والمطالب التي وجهت لها من قبل العراقيين والأحزاب السياسية وحتى من قبل المرجعية بأن لا تتدخل بالحرب الدائرة الآن خوفا على العراق ، وقد ألتزمت الفصائل بذلك!! ، فعن أي تهديد يتكلم الرئيس ترمب!!؟ وأية كذبة هذه ، تتداولونها بقراركم الخبيث ( 13303) منذ آيار / 2003 ولحد الان!! ، وانتم من مزقتم العراق وسمحتم بأن تنهب أمواله وثرواته وتاريخه وحتى أرشيفه الوطني وكل كنوزه الاثارية والتي لا تقدر بثمن من قبل كل الدول التي شاركت معكم بغزو العراق ، وذهبت كل هذه المسروقات الى الخارج ان كانت آثار او أموال واودعت في بنوككم ومتاحفكم وكذلك في بنوك ومتاحف بريطانيا وبلدان الغرب وبقية حلفائكم في المنطقة!؟. وعن أي تهديد تتكلم وتخاف يا سيادة الرئيس ترمب وأنتم من أوصل العراق الىهذه الحالة من الضعف بعد احتلالكم له ، حتى أن أحد مسؤولي الكويت ، قال في مرة وهو يسخر من العراق بسبب حالة الضعف التي وصل اليها ( بأن سرية من الكويت قادرة ان تحتل العراق!!) ،فعن أية تهديد تتكلم وتخاف يا سيادة الرئيس؟ لتوقع امرا تنفيذيا باستمرار حالة الطوارئ على العراق ، أي كذب هذا؟ ألهذا الحد تستغفلون العالم والعراقيين!!؟. الجانب الآخر في موضوع هذا الأمر التنفيذي الخبيث الذي في الحقيقة كّبل العراق وافقده سيادتهمنذ صدوره في آيار 2003 ولحد الان!! ، حيث يقول الأمريكان بأن هذا الأمر يحمي العراق!؟ من بعض الدول التي لا زالت تطلب العراق أموالا أبان عهد الرئيس السابق! ، كان قد أستدانها من تلك الدول لإدامة آلة الحرب التي خاضها ضد ايران ( 1980 – 1988 ) ، في حين ان غالبية العراقيين يعرفون أن كل ديون العراق بعد الاحتلال قد تم اطفائها بنسبة 80% (عن طريق نادي باريس) ، وانتهينا منها ، وحتى ديون الكويت قد تم تسديدها كاملا وأنتهى ملفها!!. فعن أية ديون ومن أية دول يحمينا هذا الأمر التنفيذيالمجحف السيء الصيت المرقم (13303 ) الذي يكبل سيادة العراق!! . والسؤال هو : هو لماذا لا يعلمنا الأمريكان ولا حتى الحكومات العراقية بحجم تلك الديون ومن هي تلك الدول التي لا زال العراق مدينا لها؟؟ حتى تحمينا منها أمريكا؟! ، ولو أن ملف الديون العراقية (الخارجية والداخلية) ، هو من أعقد الملفات وأكثرها غموضاوتشابكا ! فهو أشبه بخلية عنكبوت لا يعرف لها راس ولا اساس!؟ومع الأسف. أرى أن فات على الحكومات السابقة فتح هذا الملف الشائك والغامض! والخاص بالأمر التنفيذي ( 13303 / المتضمن استمرار فرض حالة الطوارئ على العراق بحجة كونه يمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي! ، وكذلك من أجل حماية العراق من الدول الدائنة له قبل 2003!؟ حسب الادعاء الأمريكي ، فأتمنى من حكومة السيد السوداني والجهات ذات العلاقة (وزارة الخارجية ووزارة المالية) ، التحرك على الموضوع وتوضيح ذلك للراي العام! . فرغم أن العراق احادي المورد ويعتمد على واردات النفط بالأساس ولكنها واردات كبيرة ولا اعتقد اننا لم نسدد ولو جزء من تلك الديون التي بذمة العراق لتلك الدول؟ . أخيرا نقول : أن أمريكا هي دولة الشربحق ، والحرب الأخيرة بين (أمريكا – أيران – اسرائيل) ) كشفت الكثير عن كذب ووعود أمريكا للعراق ، فأمريكا لم ولن تريد الخير للعراق وليعرف الجميع ذلك شعبا وحكومة وأحزاب وسياسيين! ، فلا يهمها شيء غير نهب ثروات العالم أن كان العراق وغيره! ، ورغم سطوة وجبروت أمريكا وطغيانها ، ألا أن حكومتنا يمكنها أن تتحرك دبلوماسيا من أجل التخلص من هذا الأمر التنفيذي المجحف بحق العراق ، والذي يلغي سيادة العراق بالكامل!؟. والله من وراء القصد.