إستخدمنا ” قد ” في وسط العنوان اعلاه , حيث انها تعني ” ربما ” اذا سبقت الفعل الحاضر , وتعني تأكيداً اذا ما سبقت الفعل الماضي > ونحن هنا لمْ نأتِ بجديد . وقد اخترناها هنا إذ لا نحبّذ الجزم في ” الإعلام ” , ولا نبتغي استباق الأحداث , لكنّ السّت ” قد ” مرجّحة ومرشّحة لبلوغِ اهدافها بدرجةٍ عالية .
يستغرب البعض من ذوي الطيبة المفرطة ! كيف أنّ الولايات المتحدة تساعد العراق عبر استخدام مقاتلاتها ومروحياتها في قصف مواقع الدواعش , وكيف من الممكن ان تقوم بتجزئة الموصل .! وقبل الإجابة على ذلك , نعيد التذكير – REMINISCENCE لمقولةٍ شديدة المعنى لِ ” هنري كيسنجر ” مستشار الأمن القومي ثم وزير خارجية الولايات المتحدة لغاية اواسط سبعينيات القرن الماضي يقول فيها : < لا يهمنا حلّ الأزمات التي تنشب بين بعض الدول , لكنّ ما يهمّنا جداً أن نمسك العصا من الوسط .! أي أن نجعل تلك الأطراف المتنازعة هي التي تلجأ الينا > ..
وعطفاً ” دونما تعاطف ” مع مقولة ” كيسنجر ” الشهيرة التي تمثل طبيعة السياسة الخارجية الأمريكية , ومقارنة ذلك بالواقع الواقع على الأرض , فمن المعروف أنّ جبهة المواجهة لقوات البيشمركة في شمال وشمال شرق الموصل والتي تتكوّن او تتشكّل من 5 محاور , بينما لا يمتلك الجيش العراقي سوى محور واحد من جنوب الموصل , وهذه الحقيقة الجغرافية ستمكّن القوات الكردية من السيطرة على المناطق الأوسع في المدينة ” مع ما يحيط ذلك من شكوك في عدم انسحاب البيشمركة منها , على الرغم من التصريحات الإعلامية المتضاربة حول ذلك , وهي تصريحاتٌ لا قيمة لها في عالم السياسة والحكومات الضعيفة كالحكومة العراقية ” , لكنّ التساؤل الستراتيجي او ال SUPER STRATEGICهو : لماذا لم تطلب امريكا من قيادة الأقليم او ترغمها ” وما اسهل ذلك عليها ” من فسح واتاحة وفتح جبهة مواجهة للجيش العراقي في ذات المواقع والمناطق التي تتواجد فيها البيشمركة وذلك عبر نقل قطعات عراقية عبر طائرات C 130 العملاقة وفي رحلاتٍ وطلعات جويةٍ يومية ومتكررة طوال الشهور الماضية ” على الأقل ” , بل حتى تأمين وفتح طريق برّي ” مهما كانت تضاريسه معقدة ” لوصول فرق والوية من القوات العراقية , وذلك اذا ما أخذنا بالأعتبار او نصفه ! تصريحاتٍ امريكية بأنها حريصة على وحدة وسيادة الأراضي العراقية .!
وهل كانت وما برحت كميات الأسلحة الضخمة والمجانية من الولايات المتحدة والمانيا وغيرها من الدول الأوربية الى قوات البيشمركة عبثاً .! أم انها لتمكين قيادة الأقليم من انتزاع اوسع مساحة من الموصل والأقضية والمناطق الملحقة بها والمجاورة لها .! , الإجابة الفعلية على ذلك وسواه ايضا , ستثبتها الشهور القليلة المقبلة للشروع بالمعركة العسكرية – السياسية المتعددة الأطراف !