كاد الامام علي (ع) ينتصر على معاوية في معركة صفين لولا رهط العراقيين في اللحظات الاخيرة الذي بدى منهم الخلاف والاختلاف بشان مكيدة رفع المصاحف على رؤوس الرماح التي كانت من نتاج فكر الداهية الشيطاني عمرو بن العاص , فقد اخذت هذه الفكرة الشريرة ماخذها في جيش الامام بحيث انشق منه الخوارج الذين اصبحوا اعداء للطرفين المتخاصمين مع انهم يعرفون الحق مع من ؟ الظاهر التاريخ يعيد نفسه اليوم… فقد كانت عمليات تحرير تكريت تجري بخطوات متلاحقة ومدروسة وكان الحشد الشعبي وعشائر المناطق المتجحفلة معه يتقدمون الصولات على الارهاب وحواضنه ويحيلوها الى اشلاء ممزقة ورغم ان الكثير من السياسين وبعض البرلمانين كانوا يلمحون بعدم رضاهم عن عمليات تحرير تكريت والموصل بدوافع وحجج واهية منها خوفا من الحشد الشعبي يحدث تغير دمغرافي في المناطق المحررة او الحشد الشعبي يقتل ابناء هذه المناطق بدافع طائفي , لكن الحشد الشعبي لم تؤثر عليه هذه الاصوات النشاز واستطاع مع العشائر والقوات المسلحة احكام طوقا على مركز تكريت من جميع الجهات واصبحت المدينة بحكم المسيطرعليها تماما بالحسابات العسكرية بمجرد ان يستنفذ العتاد والتموين بحوزة الارهابين فكان النصر في تكريت قاب قوسين او ادنى , لكن حصل ليس ما في الحسبان فقد طلبت الحكومة المركزية من قوات التحالف الدولي المشاركة في تحرير المدينة وهنا تظهر عدة اسئلة كل منها يحتاج الى اجابة معمقة … لماذا لم تطلب الحكومة من قوات التحالف المشاركة في بداية المعركة بل على العكس اشيع ان الحكومة طلبت منهم عدم التدخل ؟
هل حقا هناك حاجة فعلية لمشاركة التحالف الدولي في المعركة ؟ اليس لدينا قوة جوية وطيران للجيش ؟ وهل يراد من هذا اعطاء تصور للمغرضين ان الحشد الشعبي والجيش العراقي عجز عن احتلال تكريت ؟ هل هناك ضغط من اطراف متنفذة على الحكومة بضرورة لمشاركة قوات التحالف ؟ يشاع ان قوات التحالف قصفت مواقع للحشد الشعبي والجيش العراقي هل هذا صحيح ؟ اذا كان صحيحا فلماذا الحكومة المركزية تنفي ذلك ؟ يقال ان فصائل المقاومة للحشد سوف لن تشارك في تحرير تكريت فاذا لم تشارك هل ستبقى ماسكتا للارض التي حررتها ؟ وهل صحيح ان الحكومة ستعوض عن الحشد الشعبي بجلب افواج من المحافظات لاقتحام المدينة ؟ ولماذا جميع السياسين والبرلمانين لاتحاد القوى الوطنية راضين بمشاركة قوات التحالف الدولي في تحرير تكريت وكتل الائتلاف الوطني رافضين ذلك بالاخص بدر- الصادقون – الاحرار ؟ ولماذا مجلس محافظة تكريت رفضت مشاركة قوات التحالف الدولي وكان قرار المشاركة مفاجيء لهم على لسان نائب رئيس اللجنة الامنية… وهل قرار العبادي بادخال قوات التحالف الدولي في تكريت يمثل رايه الشخصي ؟
ام راي كتلة دولة القانون , ولماذا حصل تاخير في اقتحام مركز مدينة تكريت لاكثر من عشرة ايام ؟ هل كان بسبب التلغيم ؟ ام بسبب شراسة العناصر الارهابية واستماتتها؟ ام بسبب ضغوط الجهات المتنفذة… في حين فصائل المقاومة قبل هذا التاريخ طلبت تحديد ساعة الصفر … وهل صحيح دخول امريكا يراد منه اخراج شخصيات داعشيه مهمة من سطوة الحشد الشعبي؟ …على العموم نحن امام هذه التساءلات وامام موقف خطير اقل ما يقال عنه سرقة استحقاقات الحشد الشعبي الذي قدم قرابين من الشهداء الابرار وازاء هذا الموقف المصيري وجهت المرجعية الدينية العليا على ضرورة وحدة الرؤية وتنسيق المواقف بين قيادة القوات المسلحة والمتطوعين في جميع القرارات لدحر الإرهابين وبينت إن التقاطعات في وجهات النظر لها نتائج غير حميدة في المواقف العسكرية والأمنية خصوصاً وأن الانتصارات كانت بجهود الإخوة في الجيش والمتطوعين وأبناء العشائر الغيارى ولابد أن يبقى هذا الزخم المعنوي والمادي حاضراً دائماً لتحقيق النصر النهائي الحاسم.