في رحلة وصفت بـ( البوليسية ) تزامنت مع إجراءات أمنية مشددة ، نزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، من طائرة مطفأة الأضواء ، إلى قاعدة الأسد الجوية في العراق ، الأربعاء ، لتكون تلك زيارته الأولى لإحدى مناطق الصراع في العالم , وفرضت على هذه الرحلة المفاجئة سرية كبيرة وإجراءات عدة ، بسبب مخاوف أمنية حول رئاسة المؤسسة والسيدة الأولى ، وفق تعبير ترامب ، الذي بدا غاضبا وحزينا في الوقت نفسه , وعبّر الرئيس ، بعد وصوله العراق ، عن حزنه الشديد لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأميركيين هناك ، وقال كنت قلقا بشأن هذه الرحلة بعدما سمعت بالأمور التي يجب المرور بها للوصول هنا , وأضاف كانت لدي مخاوف بشأن مؤسسة الرئاسة ، وليس فيما يتعلق بي شخصياً, كانت لدي مخاوف بشأن السيدة الأولى , وكشف موقع ( إن بي سي نيوز) الأميركي أن ترامب غادر واشنطن في طائرة مطفأة الأضواء ومغلقة النوافذ ، إلى جانب حماية جوية كبيرة ، مما يشير إلى المخاوف الكبيرة التي رافقت هذه الزيارة ، التي استغرقت ما يقارب 3 ساعات , ونقل المصدر عن ترامب قوله لم أعش هذه الأجواء من قبل , كان المكان كله أسود اللون , كان عليكم أن تمروا من هذه التجربة , وهبطت الطائرة الساعة 19:16 بالتوقيت المحلي في قاعدة الأسد الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق ، وتحدث الرئيس إلى الجنود كما التقى القادة العسكريين ! ( الاحتلال العسكري ) هو سيطرة مؤقتّة فعّالة من قبل سلطة معيّنة على إقليمٍ لا يخضع للسيادة الرسميّة من قبل تلك السلطة ، بدون انتهاك السيادة الفعليّة , من ثمّ تعرف المنطقة باسم الأرض المحتلّة , يعرف الاحتلال بطبيعته المؤقتّة ( أي أنّه لا يطالب بالسيادة الدائمة على الأرض المحتلّة ) وبطبيعته العسكريّة، وبحقوق المواطنة المتعلّقة بالسلطة المسيطرة ، التي لا تمنح سكان الأرض المحتلّة جنسيتها , قد يتم إعداد حكومة عسكريّة رسميّة في الأراضي المحتلّة لتسهيل إدارتها، ولكن هذا الأمر ليس شرطاً ضروريّاً للاحتلال , ترسم قواعد الاحتلال في مختلف الاتفاقيّات الدوليّة ، وفي المقام الأوّل اتفاقية لاهاي لعام 1907م ، واتفاقيّات جنيف لعام 1949م ، وكذلك ممارسات الدول الثابتة. توفّر الاتفاقيّات الدوليّة ذات الصلة وتعليقات اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر ومعاهدات أخرى من قبل علماء الحروب، مبادئ توجيهيّة بشأن مواضيع مثل حقوق وواجبات سلطة الاحتلال ، وحماية المدنيّين ، ومعاملة أسرى الحرب ، وتنسيق عمليّات الإغاثة ، وإصدار وثائق السفر، وحقوق الملكيّة للسكان ، والتعامل مع الأمور الثقافيّة والفنيّة ، وتنظيم اللاجئين ، وغيرها من الاهتمامات التي تعتبر مهمّةً للغاية قبل وبعد إيقاف الأعمال العدائيّة. فالبلد الذي يقوم باحتلال بلداً آخراً ، وينتهك المعايير المتّفق عليها دوليّاً، يخاطر بحصوله على إدانةٍ كبرى. في الحقبة الحاليّة، أصبح الاحتلال جزءاً كبيراً من اهتمامات القانون الدوليّ العرفيّ، ويشغل حيّزاً من قوانين الحرب أيضاً , حرب واحتلال العراق هي نزاع مسلح طويل الأمد بدأ مع غزو العراق عام 2003 من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة , أطاح الغزو بحكومة صدام حسين , ومع ذلك ، فقد استمر الصراع في الكثير من أوقات العقد المقبل على أنه تمرد وظهرت معارضة لقوات الاحتلال وحكومة ما بعد الغزو العراقية , قتل ما يقدر بنحو 151،000 إلى 600،000 عراقي أو أكثر في 3 – 4 سنوات الأولى من الصراع , أعلنت الولايات المتحدة رسميا انسحابها من البلاد في عام 2011 لكن عادت وشاركت في 2014 على رأس ائتلاف جديد , واستمر التمرد والصراع المسلح الأهلي,
بدء الغزو في 20 مارس 2003، بقيادة الولايات المتحدة، ثم انضمت المملكة المتحدة والعديد من حلفاء التحالف ، حيث أطلقوا حملة القصف المسماة ( الصدمة والترويع ) أدى الغزو إلى انهيار الحكومة البعثية , واعتقل صدام خلال عملية الفجر الأحمر في ديسمبر كانون الأول من العام نفسه ثم أعدم بعد ثلاث سنوات , ومع ذلك ، أدى فراغ السلطة بعد سقوط صدام وسوء إدارة الاحتلال إلى انتشار العنف الطائفي بين الشيعة والسنة، فضلاً عن تمرد طويل ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف , ردت الولايات المتحدة على ذلك بزيادة عدد القوات في 2007 في محاولة للحد من العنف، ثم بدأت بسحب قواتها في شتاء 2007–08، وبدأت المشاركة الأمريكية بالتراجع شيئا فشيئا في العراق في عهد الرئيس باراك أوباما، وأعلنت أخيرا الولايات المتحدة رسميا انسحاب جميع قواتها القتالية من العراق بحلول ديسمبر 2011 , قدمت إدارة بوش عدة تبريرات لشن الحرب والتي تركزت أساسا على تأكيد أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأن حكومة صدام تشكل تهديدا كبيرا على الولايات المتحدة وحلفاء التحالف , اتهم مسؤولون أمريكيون صدام بدعم وإيواء القاعدة ، في حين قال آخرون أن المبرر لشن الحرب هو الرغبة في إنهاء قمع أحد الدكتاتوريين الظالمين وجلب الديمقراطية إلى شعب العراق , لكن بعد الغزو ، لم يتم العثور على أي أدلة قوية للتحقق من وجود أسلحة دمار شامل , واجهت التبريرات لشن الحرب والتي جمعت من قبل الإستخبارات انتقادات شديدة داخل الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي , في أعقاب الغزو ، عقد العراق انتخابات متعددة الأحزاب في عام 2005, أصبح نوري المالكي رئيسا للوزراء في 2006 وظل في منصبه حتى 2014, سنت حكومة المالكي سياسات نظر إليها على نطاق واسع أنها لتهميش الأقلية السنية في البلاد وتفاقم التوترات الطائفية به , صيف عام 2014، شن تنظيم ما يعرف الدولة الإسلامية في العراق والشام هجوما عسكريا في شمال العراق وأعلن الخلافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم ، لكن شنت الولايات المتحدة وحلفائها حملة عسكرية ضده , تسببت حرب العراق بمقتل مئات الآلاف من المدنيين ، والآلاف من الخسائر العسكرية , كانت أكبر نسبة ضحايا نتيجة التمرد والصراعات الأهلية في ما بين 2004 و 2007.