منذ ان اعلنت امريكا حربها على الاتحاد السوفيتي في افغانستان ، وهي قامت بخلق القاعدة وامدت اسامة بن لادن كل اسباب البقاء والقتل والتمرد على الحكومات والشعوب ، وكانت تقصد بالذات محاربة الاسلام بعد ان كانت قد انتهت من محاربة الشيوعية ، وهي تخلق لها عدوا كل يوم لاسباب عديدة اهمها الحصول على حرية التحرك في اي اتجاه تريده في هذا العالم الفسيح لها والضييق لغيرها من الدول ، ولقد رفعت شعار محاربة الارهاب ،دون ان تعرف رسميا معنى الارهاب ،فالارهابي بالنسبة لها ولسياستها هو من تريده هي ان يكون ارهابيا ، ولو تركنا جانبا كافة تدخلاتها على مستوى العالم وناخذ تدخلها في سوريا على سبيل المثال لان هذا سوضح مدى اختلاف مواقفها باختلاف الدول او الاشخاص ، المعروف منذ قيام الاضرابات في سوريا وتحولها بفعل الجوامع الى فئات مسلحة تحولت تدريجيا بفعل التاييد الغربي والامريكي الى جماعات مسلحة تدربت في معسكرات الدول المجاورة لتتحول الى الوية عسكرية مسلحة ، فتحت نيرانها على قوات الجيش السوري النظامي ومنظمات حزب البعث الحاكم ، ولسنا بهذا في معرض الدفاع عن حكومة بشار الاسد وبعثه الشمولي ولكن كان لتاييد الغرب والويلايات المتحدة لهذه الحركات خرق للقانون الدولي الذي لا تجيز قواعده الدفع بالاعتراف بالجكومات المقامة عن طريق استخدام القوة المسلحة ، وهذا ما بدات به الحركات المسلحة ضد النظام وبتاييد امريكي ، بخلاف تعريف الامم المتحدة لمثل هذه الاعمال باعتبارها تخضع لتعريف الارهاب ومضمونه هو اعمال القوة للتاثير على مواقف الافراد والحكومات تجاه قضية ما ، وقد تم تسليح المنظمات الاسلامية السلفية في بداية الامر لمقاتلة الحكومة السورية والجيس السوري الذي هو جيش الدولة السورية لا جيش بشار الاسد ، وقد لاحظت الويلايات المتحدة بعد حين ان هذه الحركات السلفية منقسمة على نفسها بعد ان كانت بداية الامر ذات مرجعية واحدة الا وهي مرجعية القاعدة ، وقد اخذت لاتمييز بداية الامر بين هذه الحركات وحركات القادة العسكريين السوريين اللذين اعلنوا براءتهم من بشار الاسد ونظامه ، وقد بلغت هذه الحركات والمنظمات المقاتلة المئات بين صغيرة امثال لواء الحق او انصار الاسلام والحبهة الاسلامية السورية وصولا الى الجيش السوري الحر وهيئة اركانه التي تضم العديد من القيادات الميدانية الفاعلة والالوية المقاتلة تحت جناحه، ناهيكم عن المنظمات القومية التي هي الاخرى رفعت السلاح بوجه النظام ، على وقع المثل القائل (على دك الطبل خفن يرجلية )
والتي في نهاية المطاف تم قتل الالاف من الشباب والجيش السوري وتشريد الملايين من هذا الشعب المملوء باليسار العربي ، وقد كان نتيجة لكل ذلك ان تفرخت القاعدة لتولد توامها المعروف ،جبهة النصرة وداعش فانتشرت الاولى في سوريا وعبرت الى لبنان وعبرت الثانية حدود العراق لتسقط بعض محافظاته الشمالية والغربية ، وبقدرة قادر عبرت هي الاخرى البحر المتوسط لتصل الى ليبيا والحدود التونسية ، وظلت الويلايات المتحدة تتخذ المواقف غير المنضبة فيما يخص التسليح فهي ترى انها تجهز المعارضة المعتدلة بالاسلحة الهجومية والمتطورة ،
وتتناسى ان تبادل المصالح والسلاح بين المقاتلين على الارض لا يعتمد على من هو معتدل او من هو اسلامي متطرف ، ان وحدة الهدف يا قادة البنتاكون لا تمنع المعارضة المعتدلة من التعاون مع المعارضة السلفية الكل يقاتل بشار الاسد والكل يهجر الشعب والكل يناصب العداء للحزب الحاكم ، والكل يتمتع بامتيازات الاسلحة المتطورة والدليل شدة المقاومة واطالة امد القتال ، وبالنتيجة سيكون السلاح المجهز للجيش السوري الحر تارة بيد النصرة وتارة بيد داعش ،عليه اذا كانت امريكا تريد محاربة الحركات السلفية عليها ان توقف السلاح عن جميع الاطراف والا فانها تسلم السلاح الى السلفيين باليد اليسرى وتدعي انها تضربهم بشدة بيدها اليمنى …