15 أبريل، 2024 8:15 ص
Search
Close this search box.

امريكا بين الحرب والانسحاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس غريبا ان تطلب امريكا التفاوض مع العراق وعدم الغرابة خارج نطاق ميزان القوى بين امريكا والعراق ويذهب بعيدا من يظن متفائلا ان امريكا خنعت وانها رضخت للامر الواقع بعد تهديد عدة فصائل عراقية قبل يوم او اكثر للوجود الامريكي في العراق او انها ضعفت بسبب غزو الفايروس القاتل لأراضيها او انها انسحبت من اغلب قواعدها في العراق خوفا مما ستقوم به الفصائل المسلحة التي وقفت خلف التهديد في وقت يرى المراقب لحركتها داخل العراق التي تشبه التحشد على خط شروع في المفهوم العسكري وان سحبها بطاريات صواريخ (الباتريوت ) من مناطق اخرى ونقلها للعراق يدل على انها غير راغبة بخوض حرب استنزاف على المدى الطويل او حرب عصابات مع الفصائل العراقية انما تؤكد استحضاراتها انها على وشك خوض حرب مع عدو من خارج العراق .. عدو يمتلك امكانيات وقدرات عسكرية يستطيع من خلالها الوصول الى قواتها في العراق والحاق خسائر بها ان لم تستعد لحربها معه ولو تصورنا جدلا ان العراق هو المقصود باستحضاراتها كيف تتم قراءة الوضع فيه وهو مشتت ولا يوجد مركز قرار مسيطر مع توزع الولاءات شرقا وغربا اضافة لسيطرة التشكيلات المسلحة على القرار السياسي فيه ان لم تكن في التشتت ففي العرقلة للقرار بسبب انتماءات ومرجعيات مختلفة كما ان الدستور الذي وزع السلطات وحدد الصلاحيات تحت ذريعة عدم السماح لظهور قائد متفرد ( ديكتاتور) وضع قيادة القوات المسلة بيد سياسي ( رئيس الحكومة ) هو بالأساس وضمن الدستور نفسه غير قادر على اختيار وزير لوزارة غير مهمة في حكومته الا بموافقة الفرقاء اضافة الى ان الجيش منهك بعد حرب سنتين على (داعش) وموزع على تشكيلات تدين بولاءات مختلفة وغير مستعد اطلاقا لخوض حرب لصالح طرف على حساب اخر اما الحشد الشعبي فأن سواده الاعظم قاتل تحت الفتوى يوم كان الجيش ضعيف وداعش يحتلون ثلث العراق ويرون ان دورهم انتهى بطرد داعش وعليه لا اظن انهم سيقاتلون لصالح الفصائل المسلحة وبناء على كل هذا ارى ان العراق ليس مهيا لحرب ولا قدرة له على خوض حرب ولو محدودة وعليه فالعراق خارج حسابات امريكا في تحركاتها الاخيرة واظن جازما ان امريكا حسمت امرها وارتأت ان العراق لا يتسع لغريمين وستخوض وفق هذه الرؤية حرب كسر عظم مع غريمها الاخر ومن يخسر تلك الحرب الموعودة سيترك العراق لغريمه من دون ان يطلب منه مجلس النواب العراقي مغادرة العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب